ليبيا – كشف تقرير إستقصائي أعدته شبكة CNN الأخبارية الأميركية نقلا عن مسؤولين أميركيين إثنين قولهما بأن سياسة ديبلوماسية عسكرية جديدة للتعامل مع ليبيا تعكف إدارة الرئيس دونالد ترامب على إعدادها من أجل أن ترى النور خلال الأسبوعين المقبلين.
التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد أشار إلى أن هذه السياسة إن تمت المصادقة عليها ستوسع بشكل مهم إنخراط واشنطن في الملف الليبي وستدعم تعزيز الهدف الأميركي الحالي لدعم عملية المصالحة بين الفصائل المتنافسة في شرق وغرب ليبيا فضلاً عن قيادتها في نهاية المطاف إلى إعادة إفتتاح السفارة الأميركية وترسيخ جهد جديد لتبادل المعلومات الإستخبارية تقوده القوات الخاصة الأميركية وفقاً للمسؤولين.
وأضاف التقرير بأنه في حال تم إقرار هذه السياسة فإن ليبيا ستكون آخر بلد يقوم فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتوسيع جهود الولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب مبيناً بأن هذه الطريقة ستقود إلى مزيد من الزيارات المنتظمة لديبلوماسيين أميركيين إلى ليبيا بضمنهم السفير الأميركي الذي لم يمارس مهامه في البلاد بسبب حالة عدم الإستقرار فيها.
وتطرق التقرير إلى أخذ الولايات المتحدة بعين الإعتبار مسألة إعادة ترسيخ وجودها في مدينة بنغازي بعد الهجمات التي إستهدفت مجمع السفارة الأميركية هناك وأسفرت عن مقتل السفير كريستوفر ستيفنس و3 أميركيين آخرين فضلاً عن إعادة إيجاد مركز تنسيق يضم بعض القوات الأميركية والمسؤولين الليبيين لتسهيل عملية تبادل المعلومات الإستخبارية لمكافحة الإرهاب بالإضافة إلى قيام القوات الأميركية بتنفيذ برامج تدريب وإستشارات بالإشتراك مع القوات الليبية.
وتوقع التقرير أن تشهد مرحلة ما بعد إقرار هذه السياسة إرسال قرابة الـ50 عنصراً من القوات الخاصة الأميركية إلى ليبيا وفقاً لمبدأ التناوب لغرض تبادل المعلومات الإستخبارية بشأن مكافحة الإرهاب ناقلاً في ذات الوقت تحذير المسؤولين من مسألة أخذ هذه السياسة أشهراً من أجل التنفيذ فيما ستكون عملية تبادل المعلومات وترتيب برامج التدريب على غرار ما تم تطبيقه في الصومال.
وتحدث التقرير عن قيام فرق صغيرة من القوات الأميركية وعناصر الإستخبارات بالتوجه إلى ليبيا عدة مرات خلال السنوات الأخيرة ولبضعة أيام من أجل تبادل المعلومات الإستخبارية مع نظرائهم الليبيين مشيراً إلى أنه من المهم أن يكون هنالك تواجد أميركي أكثر دائمية منذ العام 2014 الذي شهد إغلاق السفارة الأميركية في طرابلس نتيجة لتدهور الأوضاع الذي أعقب الهجوم على مجمع السفارة الأميركية في بنغازي عام 2012.
ونقل التقرير عن المسؤولين إقرارهم بصعوبة إنجاز أهداف الستراتيجية الجديدة إذ يمثل التحدي الأبرز الذي لا زال ماثلاً هو تشكيل حكومة وفاق تكون مقبولة بشكل واسع من قبل حكومة الوفاق الحالية برئاسة فايز السراج والتي أعلن المجتمع الدولي قبوله بها وتسيطر على معظم أجزاء غرب ليبيا ومن قائد الجيش المشير خليفة حفتر المسيطر على معظم الشرق حيث ستسعى السياسة الجديدة إلى إيجاد تعاون أوثق وتبادل للمعلومات الإستخبارية مع المشير.
وأختتم التقرير بالإشارة إلى إمكانية قيام الولايات المتحدة بتقديم المساعدة إلى ليبيا لمواجهة أزمة الهجرة غير الشرعية على الرغم من كون السياسة الجديدة تركز بشكل أكبر على تبادل المعلومات الإستخبارية بشأن مكافحة الإرهاب.
المصدر : CNN بالإنجليزية
ترجمة المرصد : خاص