ليبيا – أكد المحلل والباحث السياسي حسام الدين العبدلي، أن هناك توصيات من المخابرات الإيطالية والجهات الأمنية الفاعلة للأطراف الإيطالية والأحزاب السياسية في إيطاليا التي تصل إلى سُدة الحكم، بأن تتعامل مع كل الأطراف الليبية كجسم واحد.
العبدلي وفي تصريحات لوكالة “سبوتنيك”،أضاف: “لذلك يتعامل الإيطاليين مع كل الأطراف الليبية من أجل مصالح إيطاليا فقط، وهذا ما تأكد بعد زيارة رئيس الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني إلى كل الأطراف الليبية في الغرب والشرق”.
وتابع العبدلي حديثه: “تسعى إيطاليا إلى حل مشكلة الهجرة التي تهددها، وقد سبقت زيارة ميلوني لليبيا زيارتها لتونس، ومقابلتها لرئيسها، قيس سعيد”.
وأكد أن إيطاليا تسعى لمصالحها، ولعل وأبرزها مواضيع الهجرة والمصالح الأخرى، وليس لديها نية حل الأزمة الليبية.
وأوضح العبدلي أن تحركات إيطاليا تصل لأقصى المغرب العربي تجاه موريتانيا، التي تمتلك اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي وإسبانيا، إنها اتفاقية مُبهمة ولم تُعرض على الشعب الموريتاني، لكنها تنص على إعادة المهاجرين من إسبانيا إلى موريتانيا، وأن يكون اللجوء والتوطين في موريتانيا وليس إسبانيا.
وأردف: “هذا الأمر ينطبق على كل المهاجرين من مالي والسنغال وبنين وسيراليون من دول غرب أفريقيا، الذين يتجهون من موريتانيا إلى جزر الكناري الإسبانية القريبة جدا من موريتانيا، وبمجرد وصولهم تحاول إسبانيا إعادتهم إلى موريتانيا بدعم من الاتحاد الأوروبي، مع غياب الدعم لموريتانيا”.
وأشار العبدلي إلى أنه بعد لقاءات ميلوني برئيس حكومة تصريف الأعمال عبد الحميد الدبيبة، نتج عن ذلك توقيع أضخم اتفاقية بين شركة “إيني” الإيطالية والمؤسسة الوطنية للنفط في عام 2023، إلى جانب عقد عدة اتفاقيات أخرى في زيارتها الأخيرة قبل يومين، منها في المجال الصحي في تطوير المراكز الطبية، واتفاقية في قطاع التعليم العالي، وأخرى في عدد المنح الدراسية التي تقدمها إيطاليا لليبيا، وغيرها من الاتفاقيات، ومن هنا يتّضح أن إيطاليا تبحث عن المصالح المشتركة، مع التركيز على ملف الهجرة والأمن.