ليبيا – قال السفير البريطاني لدى ليبيا مارتن لونغدن إن المشكلة الأكبر هي عدم وجود تقدم محرز على الأرض في المشهد السياسي، معتبراً أن الطريقة الصحيحة للوصول للحل هي النظر إلى الرغبة والإرادة الموجودة لدى الفاعلين السياسيين في ليبيا الذين لم يظهروا حتى الآن اهتمامهم والتزامهم الواضح للمضي قدماً واحراز التقدم بهذا الملف.
السفير البريطاني أعتقد خلال لقاء خاص أذيع على قناة “ليبيا الأحرار” التي تبث من تركيا وتابعته صحيفة المرصد أن الوضع الحالي في ليبيا ليس مستدام وهناك الكثير من الهشاشة في الوضع الحالي، مشيراً إلى أن هناك أكثر من محاولة لنقل ليبيا لمرحلة العملية الإنتخابية وتنفيذها والتي لن تنجح حتى الآن.
وأوضح أن العملية معقدة وصعبه لكن لابد أن تبدأ في يوم من الأيام وأهم أمر أن يدفع الشعب الليبي نحو انطلاقة سياسية جديدة، مؤكداً على ضرورة أن يأتي يوم وتتحد فيه الحكومتين لحكومة واحدة وأن تسيطر وتحكم البلاد بطريقة واحدة.
وبيّن أنه بالنسبة للمملكة المتحدة والمجتمع الدولي فإن حكومة عبد الحميد الدبيبة هي الشرعية في ليبيا ومع لك لا يعني دعم البرنامج السياسي للحكومة أو الوضع الخاص في وزرائها، لافتاً إلى أن بريطانيا تحاول تقريب الجميع من بعضهم للوصول لنقاط توافق.
وشدد على أن الانتخابات والاستقرار في ليبيا يأتي بتمكين المواطنين والشعب في ليبيا باختيار نوع الحكومة التي يريدونها والتي تمثلهم والأمر يتعلق بأن هناك جهات مهمة ومؤثره في الدولة وهما مجلسي النواب والدولة لديهم الشرعيه لكن الكثير يقول إن الشرعيه انتهت لأنهم بقوا في مناصبهم 10 سنوات لذلك لابد من الذهاب نحو العملية الإنتخابية لأنه جزء مهم من أي حل يجب الذهاب إليه والبحث عنه.
ورأى أن ليبيا مكان استراتيجي ومهم لتعامل روسيا مع الوضع السياسي في المنطقة وبتواجد الفاغنر وما تم تحويله لليبيا من أجله حصلوا على المزايا المهمة لأنفسهم في تواجدهم في ليبيا، بالتالي هذا الأمر ليس بالضرورة مفيد لليبيا بل هو مفيد لهم فقط.
ونفى وجود نية لدى بلاده لجلب قوات عسكرية والتواجد العسكري في ليبيا، مشدداً على أن رؤية بريطانيا أن العملية السياسية والاتفاق السياسي يجب أن يقود في النهاية كما ذكر مجلس الأمن للتخلص من كل القوات العسكرية الاجنبية الموجودة في ليبيا وبريطانيا تدعم هذه الفكرة وكذلك تدعم كل ما من شأنه الحفاظ على وقف إطلاق النار والدفع نحو السلام.
وتابع: “بالنسبة لبريطانيا واميركا عليها أن تعبر عن رأيها بنفسها عن طريق الطرق الرسمية بالنسبة لنا الأمر ليس تنافس عسكري وليس لجعل ليبيا مسرحاً للصراعات والخلافات بين الدول الأخرى هذا ضد فائدتي ومصلحة الشعب الليبي لذلك نحن ضده تماماً لكن العمل على التدخل الأجنبي وتقويضه أمر مهم وأعتقد الليبيين يريدون أن يروا هذا”.
وزعم أن هناك خلط بين أمرين، الأول موقف روسيا من الوضع الليبي كدولة عضو في مجلس الأمن في الصراع السياسي والنقطة الثانية هي تواجد غير قانوني لقوات عسكرية ومرتزقة من روسيا في ليبيا والأمر في النهاية يعود لإرادة الحكومة الليبية والمؤسسات الأخرى التي تمثل الدولة الليبية التي تقرر كيف تريد أن تكون علاقاتهم مع الحكومة الروسية ويجب أن يتعاملوا مع روسيا كما يتعاملون مع الدول أخرى.
وفيما يلي النص الكامل للقاء:
س/ كيف تنظرون للانقسام السياسي في البلاد اليوم وما هو تقييمكم لهذه المرحلة؟
هذا سؤال كبير، منذ بدأت مهامي كسفير بريطاني لليبيا علي أن أقول إنني طلبت من زملائي في لندن فقط أن أكون هنا ولم أرد أن اكون في مكان آخر وأحد الاسباب لذلك أن ليبيا لديها مستقبل خارق امامها وهي بلد رائع ولديها إمكانيات هائلة لكنها متأثرة بالكثير من التحديات الصعبة على الشق السياسي، أنا هنا من 6 أشهر ونظرت لكل تفاصيل الحياة الليبية وتأثرت بالوضع الموجود على الأرض من انقسام سياسي ونزاعات موجودة وفي رأي هذه الأمور قد قوضت إمكانيات ليبيا الهائلة مما أثر على الحياة اليومية والمواطنين ولاجيب عن سؤالك بطريقة مباشرة اعتقد أن الاجابة صعبة ومعقدة ومثيره للجدل ويمكن القول إن الأمر صعب وليس من السهل تحديد اجابة واحده لكن بالمجمل ليبيا لا يمكنها أن تمضي قدماً للأمام أو إن لم تستطيع أن تمضي للأمام فإن الحياة ستصبح أكثر صعوبة يوماً بعد يوم، إن أرادوا الليبين أن يعملوا معاً من أجل تقديم التنازلات اللازمة لتسيير البلاد للأمام وترسو على بر الأمان الأمر يحتاج مساهمة ومشاركة جميع الفاعلين في ليبيا.
س/ البعثة الاممية وبعد مررو كل السنوات على عملها والمحاولة لإيجاد حل في ليبيا ولم تفلح، وفي كل مرة تأتي بمرحلة إنتقالية جديدة، ألا يعد هذا فشل أممي في ليبيا؟
اعتقد أنه سؤال عادل وعندما اتحدث مع الكثير من الليبيين حول البلاد شرقاً وغرباً وجنوباً الكثير يقول إن العملية السياسية توقفت لوقت طويل وأنهم مستاؤون من ذلك وإن البعثة لم تجد الطريق لحل الوضع.
بالطبع هناك الكثير من الدروس المستفادة والتي لا زلنا نتعلمها ولدينا تعبير في اللغة الانجليزية يقول إن كل يوم فرصة للتعلم، بلا شك بإمكان أن نتعلم من أمور كثيرة قد حدثت وجعل الأمور أفضل على جميع الأصعدة وهناك تحديات كبيرة ولكن المشكلة الأكبر هي عدم وجود تقدم محرز على الأرض في المشهد السياسي وتحديد الأمر في بعثة الأمم المتحدة وغيرها ليس الطريقه الصحيحة، الطريقة الصحيحة أعتقد أنها النظر إلى الرغبة والإرادة الموجودة لدى الفاعلين السياسيين في ليبيا ولم يظهروا حتى الآن اهتمامهم والتزامهم الواضح المضي قدماً واحراز التقدم بهذا الملف.
يمكن القول إن الأشخاص الذين لديهم الأثر الحقيقي على الأرض هم مرتاحون اصلاً من الوضع الحالي وربما لا يريدونه أنه يتغير وإن كان هذا صحيح فإن هذه المشكلة هذا الأمر يهدد ويؤثر بشكل كبير حل المشكلة بشكل نهائي وجذري.
وأقول هذا الامر كأجنبي موجود ويعمل في بلادكم، لا أحد يعرف ليبيا اكثر من الليبيين وأنا استطيع أن اقول وبكل تواضع أنا هنا منذ أقل من نصف سنة لكن حسب رؤيتي ورؤية حكومتي في لندن هناك الكثير من الامور التي حصل فيها تقدم السنوات الماضية دعونا لا نقلل من قيمة هذا حيث أن هناك توقف للحروب واطلاق النار اكثر من 3 سنوات وهذا انجاز جيد على الأرض لكن لم نستطيع التقدم على المسار السياسي.
أعتقد الوضع الحالي في ليبيا ليس مستدام وهناك الكثير من الهشاشة في الوضع الحالي ويمكنك أن تشعر بهذا في الوضع الحالي وعندما ترى ما تقوم به القوات المسلحة في المنطقة الشرقية من تحركات عسكرية في سرت على سبيل المثال ونرى بعض التحركات المسلحة هنا في طرابلس هذه ليست امور مريحة ولا تعطي شعور ايجابي وتكلفة الأمور على ليبيا عالي جيد وفشلنا في الاستمرار والتقدم قد يزيد من تكلفة الوضع ويؤثر على الأمور الاقتصادية ونتحدث عن امور كثيره، كالمجموعات المسلحة والسلع المدعومة والوضع الاقتصادي بشكل عام.
س/ بعد استقالة باتيلي يبدوا أن ستيفاني خوري هي من ستقود البعثة ما الدور الذي تراه يمكن أن تبرع فيه وهل يمكن لجنسيتها الامريكية أن تكون ذات فاعلية؟
التقيت ستيفاني خوري أكثر من مرة منذ وصولها وبحسب رأيي أنها شخصية قد عينت بطريقه ممتازة هي تفهم ليبيا جيداً ولها علاقات جيدة مع المجتمع الدولي لأنها عملت في الأمم المتحدة في العراق والسودان وأماكن أخرى والمجتمع الدولي والجهات التي تعمل في ليبيا محظوظة بوجود ستيفاني في ليبيا، استطيع أن أقول حول وصول ستيفاني خوري أنها فرصة لاعادة الانطلاق لكن خوري بالطبع المكلفة بدورها كمبعوث خاص للأمم المتحدة ولا زلنا بإنتظار مجلس الامن ليعين بديلاً دائماً لباتيلي ولا اعرف مدى سرعة العملية وأتمنى الا تطول وأن يتم التعيين بطريقه سريعه لأن الأمر سيطول بشكل كبير حول قدرات الأمم المتحدة وبعثتها على اعادة اطلاقها العملية السياسية لأن بعض الناس يعتقدون أن لدينا كل الوقت ولا داعي للعجلة .
س/ المسألة في مجلس الأمن على من ينوب باتيلي ويبدوا أنه صعب الوصول اليه ما المطلوب للوصول للإنتخابات حسب وجهة نظركم؟
أعتقد أن هذا سؤال معقد لأكون صريحاً معك، الدليل على التعقيدات أن هناك اكثر من محاولة لنقل ليبيا لمرحلة العملية الإنتخابية وتنفيذها ولطالما واجهتنا الكثير من العقبات ولن تنجح حتى الآن، القضايا والمشاكل كثيرة وكذلك هناك الكثير من النقاط الخلافية التي لا تتفق عليها الأطراف ذات العلاقة، هناك من يتحدث عن تبديل لحكومة الوحدة الوطنية والإتيان بحكومة جديدة لتدير الانتخابات فقط، وهناك دافع آخر نحن هنا لنتحدث عن السلطات الممنوحة للرئيس المقبل وهنا هذه كلها اسئلة تطرح ولا شك أن المملكة المتحدة تتشارك هذه الرؤى مع المواطنين والمجتمع الدولي، نعلم أنها عملية معقدة وغير سهلة لكن لابد أن تبدأ في يوم من الايام، لا يمكنك أن تجلس وتنتظر أهم شيء أن يكون الشعب الليبي يدفع نحو انطلاقة سياسية جديدة ويستحقونها وأن النظام حكومتين في بلد واحد ومنقسمتين وهذه مشكله وتجلب مشاكل كبيرة ولا بد أن يأتي يوم وتتحد فيه الحكومتين لحكومة واحدة وأن تسيطر وتحكم البلاد بطريقة واحدة.
س/ من خلال متابعتكم لعمل حكومة الوحدة الوطنية كيف تقيمون عمل الحكومة خلال هذه المرحلة مقارنة بالحكومات السابقة في ليبيا؟
لا أعتقد أن السفير البريطاني هو من يجب أن تسأله عن رأيه بالحكومة ولا أعتقد أن رأيي سيكون مهم بالنسبة للمملكة المتحدة والمجتمع الدولي فإن الحكومة حكومة الوحدة الوطنية هي الشرعية في ليبيا لكن لا يعني أننا ندعم البرنامج السياسي للحكومة أو الوضع الخاص في وزرائها، أنا في دوري كسفير لبريطانيا، احاول تقريب وجهات النظر بين جميع المعنيين والجهات ذات العلاقة شرقاً وغرباً وجنوباً، نحاول أن نقرب الجميع من بعضهم لنصل لنقاط توافق ولا بد أن نكون موضوعيين حتى نبني شيء ايجابي ويمكن الاعتماد عليه كقاعدة للمستقبل بريطانيا ترى أن هناك الكثير من العناصر المهمة التي من شأنها أن تؤثر في مستقبل العملية السياسية.
س/ كيف تتابعون الحكومة المكلفة من البرلمان التي يرأسها أسامة حماد؟
الأمر يتعلق بالسياسة المستمرة، الحكومة المسماة حكومة الاستقرار الوطني لا يتم الاعتراف بها من قبل بريطانيا ونفس الأمر ينطبق على المجتمع الدولي بشكل عام والسبب أمور لها علاقة بالوضع هناك والقوات المسلحة في المنطقة الشرقية ولنا تواصل مع حفتر والقيادة العامة للجيش في الشرق ولكن الأمر دائماً يتعلق بالانقسام لا أعتقد أن وجود حكومتين أمر جيد والاعتراف بأكثر من حكومة ليس النهج الحكيم.
س/ من خلال تواصلكم ومع رئيس حكومة الوحدة الدبيبة هل تعرفتم مجال رؤيته للحل وتتفقون معه في هذه الرؤيا؟
التقينا وتحدثنا معه كثيراً كما تحدثت مع رئيس مجلس الدولة ومجلس النواب والرئاسة والجميع في ليبيا ونحن نستمع للجميع في ليبيا واظن الامر له علاقة بالتحليل للوضع الحالي لكن عندما يتم اختبار الامر من قبل الأمم المتحدة في عملية حقيقية لم ننجح في رؤية الاطراف ذات العلاقة تعمل معاً وتصل لحد ولا بد أن نستكشف ما هي الاشياء المقبلة امامنا وإذا يمكننا التعرف على المشاكل وحلها وهناك دبلوماسيين من الدول الصديقة لليبيا يحاولون التعرف عليها ويساعدوا.
س/ رؤية رئيس حكومة الوحدة الوطنية الدبيبة غالباً ما يتحدث عنها في مجال الحل والخروج والوصول للإنتخابات، هل هناك بعض النقاط تتفقون معها في هذا المجال؟
نعم نعتقد أن الانتخابات مهمة لا شك ونؤمن أن الاستقرار في ليبيا يأتي بتمكين المواطنين والشعب في ليبيا باختيار نوع الحكومة التي يريدونها والتي تمثلهم والأمر يتعلق بأن هناك جهات مهمة ومؤثره في الدولة وهما مجلسي النواب والدولة لديهم الشرعيه لكن الكثير يقول إن الشرعيه انتهت لأنهم بقوا في مناصبهم 10 سنوات لذلك لابد من الذهاب نحو العملية الإنتخابية لأنه جزء مهم من أي حل يجب الذهاب إليه والبحث عنه، هناك الكثير من المرات التي سنقول بها لكن ولكن وهنا أستطيع القول أن الامر في ليبيا تعلق بوضع خاص جداً، في بعض الأنظمة الديمقراطية الحديثة 51% هي ما تحتاج إليه لتصل لحل صحيح والسلطة لكن لابد من أن تشرك الـ 49% الأخرى وتعمل معها ولا يمكنك اقصائها وهذا الأمر مهم جداً لمستقبل ليبيا لأنها دولة مركزية وكما ترون في العاصمة طرابلس التواجد هنا يؤثر وبشكل كبير على مستوى المعيشة في باقي مدن البلاد.
خلال وقتي القصير هنا زرت بعض لمناطق كنالوت ومصراته وغدامس وبنغازي ودرنة كل الأماكن لديها بلديات محلية نشطة جداً والعمل والاهتمام بالحكم المحلي أمر مهم جداً اعتقد الصورة العامة لابد أن تتشارك منظوراً واحداً بين الجهات ذات العلاقة ونبحث عن الشرعية ومستوى عالي حتى يتسنى للشعب أن ينظر لهذه الجهات كممثل صحيح له.
س/ الأيام القادمة من المفترض ان يكون هناك لقاء بين عقيلة صالح ومحمد تكاله في القاهرة، في حال اتفاقهم على خارطة طريق واضحة هل ستدعم بريطانيا الخارطة حتى وإن كانت بعيدة عن رعاية البعثة الأممية؟
أعتقد أن هذه أمور مهمة لأن ليبيا ستكون جزء من الكثير من القرارات المستقبلية لمجلس الأمن الدولي، المجتمع الدولي يركز على توقعات وتطلعات كبيرة لليبيا والأمم المتحدة لديها السلطة نوعاً ما على الوضع هنا حتى تقوم البعثة الخاصة بها في ليبيا بإدارة الوضع بشكل افضل والنقاشات هنا كيف يمكننا أن نمضي قدماً بهذا الخصوص.
س/ قمتم بزيارة بنغازي والتقيتم بخليفة حفتر هل لا أطلعتنا على ما دار بينكم وبينه من نقاشات ورؤية للحل في البلاد على الصعيد الحل السياسي والعسكري؟
زرت بنغازي للمرة الثالثة خلال 6 أشهر والأمور الجدلية موجودة عند السفر والتنقل للمنطقة الشرقية وهناك الكثير من الأشياء تجعل الأمر جدلي لكننا نريد أن نكون جزء من الحل، في زيارتي الاخيره لبنغازي وحتى درنة هي جزء من نهج الحديث مع الجميع وايجاد حل مع الجميع ليس لي أن أعبر عن حفتر وموقفه الخاص لكن اقول وبكل بساطة أن رأيي هو نفسه وما قلته هناك سأقوله هنا، أن العمل على الأمور السياسية وإيجاد حل والتقدم في العملية الديمقراطية وأن تجعل ليبيا تصل لإمكانياتها الهائلة والاستفادة منها بشكل صحيح دون تقويض هذا ما نريده وابلغنا به حفتر وكل الفاعلين والمسؤولين في المنطقة الشرقية وأنحاء البلاد، الأمر لا يتعلق بالشعب في المنطقة الشرقية أو منطقة محددة نريدهم كلهم أن يكونوا متمكنين من اختيار من يمثلهم مستقبلاً.
س/ هل هناك نقاط مهمة تم الوصول اليها وما المسائل المهمة؟
تكلمنا عن العملية السياسية والوضع الأمني والتحديات الكبيرة لليبيا فيما يتعلق بموضوع الهجرة والتواصل بين المملكة المتحدة والشرق الليبي لأن هناك علاقة تاريخية كبيرة بين برقة وبريطانيا وكان هذا جزء كبير من تأسيس الدولة الليبية الحديثة حيث تم تحرير البلاد وتم منحها استقلالها وبريطانيا كانت موجودة وشاركت في الكثير من الأمور، هناك في ذلك الوقت لذلك حاولنا أن نشجعه ونشجع الآخرين في الانخراط بالعملية السياسية بطريقة أوسع.
س/ تابعتم العرض العسكري لحفتر وفي نقاشكم هل تعرضتم للتواجد الروسي في ليبيا؟
طبعاً، أستطيع أن اكون اوضح وأكثر مباشره، التواجد الروسي في ليبيا يقلق الكثيرين، الليبيين وآخرون من المجتمع الدولي ولا اعتقد أنه تواجد مفيد أو مساعد إطلاقاً للشعب الليبي، هو مفيد لروسيا في طبيعة الحال وأعتقد انه يؤثر وبشكل كبير في سيادة البلاد ويخاطر باستقرار ليس ليبيا فقط بل المنطقة بشكل عام واهتمام روسيا بالمنطقة أصبح واضحاً والأمر لا يتعلق في ليبيا فقط ولا أرى أن الامر ايجابي ومفيد اطلاقاً وبالنهاية لابد لليبيين أن يقرروا ماهي الدول التي يريدون العمل معها ويدعوها لبلادهم وفي رأيي الشخصي بسبب الانقسامات الموجودة في ليبيا اصبح الامر اسهل واكثر إمكانية للتحقيق واصبح هناك تأثير دولي داخل البلاد وليس دائماً يكون ايجابي، أحياناً يؤخرنا أو يبقينا في مكاننا ولا نبرح ولا نتقدم الأمر يتعلق بإحضار وتسخير كل السبل لتوحيد ليبيا وجعل جميع الجهات الفاعلة في ليبيا تعمل معاً والمجتمع الدولي والدول التي تريد أن ترى ليبيا دائماً افضل ستدعم هذا النهج، نهج التوحيد والبحث نحو دولة موحدة .
س/ كدولة تابع المشهد الليبي كيف رأيتم تأثير الفيلق الأفريقي الروسي هنا والذي انشأته روسيا على التأثير على الشأن السياسي والعسكري الأمني في ليبيا؟
أعتقد أن ليبيا مكان استراتيجي ومهم لتعامل روسيا مع الوضع السياسي في المنطقة وبتواجد الفاغنر هنا وما تم تحويله لليبيا من أجله اعتقد انهم حصلوا على المزايا المهمة لأنفسهم في تواجدهم في ليبيا، هذا الامر ليس بالضرورة مفيد لليبيا بل هو مفيد لهم فقط وأي شخص يتهم لوحده ليبيا وسيادة البلاد ورغبة الشعب فيما يريدون أن يدعونه للبلاد ويتعاملون معه، هذا الأمر مهم جدًا وهذا ما يجب أن نعرفه.
س/ كيف رأيتم وتابعتم تأثير مرتزقة فاغنر وهذا الفيلق الجديد الذي يتم انشاؤه على عمل اللجنة العسكرية 5+5 أو اللجنة العسكرية المشتركة؟
طالما رحبنا بلجنة الـ 5+5 والعمل الذي قامت به واعتقد أنه امر مذهل وهو أمر فتي وعسكري وليس بالضروري سياسي وقمنا بتقوية الكثير من البروتوكولات الخاصة بملف وقف إطلاق النار عن طريق الـ 5+5 ومجموعه العمل الامنية بريطانية تلعب دوراً مهماً فيها وهناك تقدم واضح في الشق العسكري حتى وإن لم يكون هناك توافق سياسي، التواجد الروسي لا يدعم ولا يساعد أي شيء من هذا وفي رأيي الأمر على نقيض هو عكس الإنتاج والتقدم تماماً وروسيا تريد زعزعة استقرار المنطقة ومن خلال زيارتي لسبها استطيع القول أن ليبيا في واجهة منطقة مزعزعة، هناك الكثير من المشاكل في منطقة الساحل والسودان ولا أعتقد ان روسيا قد تدعم هذا الجانب.
س/ هل هناك خطة تحركات بريطانية لمواجهة التواجد الروسي في ليبيا ولربما بالتعاون مع الجانب الأمريكي ؟
أنت تقصد إن كانت لدى بريطانيا نية لجلب قوات عسكرية والتواجد العسكري في ليبيا؟ الاجابة لا، ليس هذا ما نصبوا اليه وما نبحث عنه وهذه الامور ليست موجوده.
رؤية بريطانيا أن العملية السياسية والاتفاق السياسي يجب أن يقود في النهاية كما ذكر مجلس الأمن للتخلص من كل القوات العسكرية الاجنبية الموجودة في ليبيا واعتقد الامر مهم وبريطانيا تدعم هذه الفكرة وكذلك تدعم كل ما من شأنه الحفاظ على وقف إطلاق النار والدفع نحو السلام ولكن لا يمكن ان نقوم بكل هذا لوحدنا ولابد أن يكون هناك جزء يقوم به المجتمع الدولي والجزء الآخر مناط بالجهات ذات العلاقة في ليبيا.
س/ هناك حديث عن إمكانية تشكيل قوة مشتركة بريطانية امريكية غربية لمجابهة الفيلق الروسي في ليبيا؟
نحن لا نعترف بالتقارير حتى الآن بالنسبة لبريطانيا واميركا عليها أن تعبر عن رأيها بنفسها عن طريق الطرق الرسمية بالنسبة لنا الأمر ليس تنافس عسكري وليس لجعل ليبيا مسرحاً للصراعات والخلافات بين الدول الأخرى هذا ضد فائدتي ومصلحة الشعب الليبي لذلك نحن ضده تماماً لكن العمل على التدخل الأجنبي وتقويضه أمر مهم وأعتقد الليبيين يريدون أن يروا هذا.
س/ استضفنا السفير الروسي في قناتنا ووصف التخوفات الأوروبية من هذا التواجد الروسي في ليبيا أنه مضحك وأنه يقوم بعمليات تنسيق بينهم وبين البرلمان وحفتر ما رأيكم ؟
لا أعتقد أنه أمر مضحك لا شيء مضحك حول دولة تريد أن تسبب زعزعة استقرار وتهديد للسيادة الليبية وتؤثر بشكل سلبي في الشعب الليبي وروسيا لديها الكثير من الحجج والشعب الليبي هو من يقرر إن كانت هذه الحجج منطقية أم لا.
س/ تحدث أن تواجدهم يتم بالتنسيق مع البرلمان وحفتر، كيف تجدون ذلك؟
قد يقول هذا ويقول اشياء أخرى ولا أريد أن انتقد بشكل مباشر تعليقات السفير بكن اؤكد أن الحكومة الليبية الوحيدة التي تستطيع أن تدعو الدول الأجنبية التواجد في ليبيا وأنا لست مقتنعاً إن التواجد الروسي هنا عامل لا يدفع نحو الاستقرار.
س/ لكنكم تتعاملون مع حفتر والبرلمان هنا والجانب الروسي يتعامل بنفس الطريقة لكن كيف يفهم التواجد الروسي وتنسيقاته مع الجانب الآخر في هذا المجال؟
أعتقد أننا هنا نخلط بين أمرين، الأول موقف روسيا من الوضع الليبي كدولة عضو في مجلس الأمن في الصراع السياسي والنقطة الثانية هي تواجد غير قانوني لقوات عسكرية ومرتزقة من روسيا في ليبيا والأمر في النهاية يعود لإرادة الحكومة الليبية والمؤسسات الأخرى التي تمثل الدولة الليبية هم من يقررون كيف يريدون أن تكون علاقاتهم مع الحكومة الروسية ويجب أن يتعاملوا مع روسيا كما يتعاملون مع دول أخرى هم من يقررون ذلك وأنا متأكد ان هذا شيء من الأشياء قد يقود في النهاية لتواجد روسيا في ليبيا مفيد بل عامل زعزعة الاستقرار.
س/ الجانب الاقتصادي بين ليبيا وبريطانيا الآن ما هو أنواعه هل هناك رؤية لتطوير هذا التعاون؟
هذه نقطة مهمة والعلاقة في التبادل التجاري أصبحت نقطة مهمة بين ليبيا وبريطانيا وايجابية، السنة الماضية كانت بقيمة 2 مليار دولار تقريباً وأكثر بـ 100 مليون دولار عن السنة التي سبقتها واعتقد أن احتمالية تطوير العلاقة موجودة لا شك سواء تصديرنا للخدمات ومنتجات وصناعات ليبيا لبضائع ونحن نستورد اشياء من ليبيا وخاصة منتجات الهيدروكربونية وأعتقد أن العلاقة مفيدة للطرفين وأن هناك بعض العقبات التي تواجه هذا، النقطة الاولى تاريخية أن هناك ديون حكومية لصالح شركات بريطانية لم يتم حل الأمر بعد والعديد من الشركات البريطانية تقول إنها لن تعود للعمل هنا إلا إذا حصلوا على القيم المستحقة والديون وعلى تعويضات احياناً وأنا اعمل على هذا الآن وهناك الكثير من الجهات التي بدأت تتأثر بهذا وللأسف للآن ليس لدينا مركز اصدار التأشيره هنا بعد والعمل في الآونة الأخيرة أصبح يتم عن طريق الشركات الخاصة وليس من خلال التأشيرة والسفارة بشكل مباشر بالتالي لم نجد بعد الشركة اليتي نريد أن تقوم بالعمل على هذا العمل في ليبيا لذلك أصبح السفر لبريطانيا أكثر صعوبة ومليء بالتعب والتعقيدات.
س/ هل هناك حل وهل سنرى السفارة تعمل داخل طرابلس للتعاون الليبي البريطاني في هذا المجال؟
عندما كانت قبلي كارولين كانت تعمل في تونس أكثر وبقيت لوقت قليل في طرابلس وما قامت به خلال عملها هنا حاولت جلب السفارة لطرابلس وتعيد العمل بها ومنذ وصولي انتهينا من العمل للتو واصبح لدينا فريق كبير من الدبلوماسيين الذين يعملون هنا في طرابلس وليس من تونس وبدوام كامل وهذا جيد ورائع ويعبر عن التقدم الكبير في ليبيا من ناحية الشق الأمني.
التأشيرات الأمر ليس مسؤولية السفارة حالياً بل يتعلق بهذه النقطة بشكل مباشر وأعتقد الشيء المهم الذي نستطيع أن نصل به للعلاقة الصحية الطبيعية بين البلدين أنه حتى الآن حتى الحكومة البريطانية لا تنصح بالسفر لليبيا في هذا الوقت وهذا من 10 سنوات وأعتقد أن الوضع بالرغم من التقدم المحرز لا زال هشاً نوعاً ما وهناك الكثير من الصراعات المحلية التي تحدث هنا وهناك وإن الخدمات القنصلية الخاصة ببريطانيا غير موجودة هنا للتعامل مع كل المواطنين البريطانيين وكل الامور يؤثر عليها الوضع السياسي إن تم وجود حل سياسي فإن الوضع الأمني سيقودنا لإيجاد ما يمكن تسميته الجائزة الكبرى وهو النمو الاقتصادي الهائل الذي يحصل بعد تطوير العلاقات الاقتصادية بين ليبيا والدول الأخرى، حسب رأي هذه الأمور مهمة بطبيعة الحال وفي طبيعة الحال كل الأمور تقود للمسار السياسي والحل السياسي.
س/ هل تقدمون أي دعم استثنائي لأي مؤسسه في ليبيا ؟
الحكومة البريطانية لا شك تعمل على شق الأعمال والتجارة والشركات الليبية التي تريد تصدير بضائع لبريطانيا والشركات البريطانية التي تريد العمل في ليبيا وتواجدنا موجود بفريق يعمل على ملف الأعمال والتجارة وهم يقومون بالعمل الممتاز وفيما يتعلق بغرف التجارة ومؤسسات رجال الأعمال هناك تعامل كبير بها وما يختصر مجلس رجال الأعمال الليبيين البريطانيين وأظن أن هناك عمل كبير منه في بنغازي وطرابلس وفي كل المناطق وسيقومون بالعمل على برامج أكبر في الفترة المقبلة لأنه هنا تحدثنا كثيراً عن دور بريطانيا في العملية السياسية واهتمامها بذلك، العلاقة بين بريطانيا وليبيا واسعة جداً ولدينا الجالية الليبية كبيرة في بريطانيا وروابط تعليمية كبيرة جداً.
التقيت بالكثير من الاشخاص الذي يمكننا أن نقول إنهم لديهم حماس كبير لتعلم اللغة الانجليزية وهناك كثير من الخريجين الليبيين في بريطانيا ومنحة ذات مكانة عالية حول العالم تجعل أفضل الطلبة في ليبيا وحول العالم يأتوا لدراسة الماجستير في بريطانيا وحتى الآن أكثر من 200 طالب ليبي أتوا لبريطانيا وحصلوا على المنحة كاملة التغطية للقيمة المالية وتشاركوا وتنافسوا مع أفضل ما يقدمه الطلبة من أنحاء العالم وليبيا لابد أن تكون فخورة بهم.
أعتقد ليبيا امكانياتها هائله وأنها من أكثر دول العالم ثراء ولا اتحدث عن الموارد الاقتصادية والثروات بل المجتمع الشاب الخارق للعادة المليء بالمهارات والامكانيات والطاقة ومستوى تعليمه لهذه الشريحة الشابة والجيل القادم للبلاد يبشر أن ليبيا قادرة أن تأتي بالعالم لديها وتواكب التقدم.