ليبيا – أكد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج على عمق و تميز العلاقات التي وصفها بالتاريخية و المميزة بين ليبيا و فرنسا مؤكداً بأن زيارته الى باريس تمت بدعوة من الرئيس إيمانويل ماكرون .
و قال السراج فى لقاء متلفز مع المذيع حكيم بلطيفة بثته قناة فرانس 24 الناطقة بالعربية صباح اليوم الاربعاء و تابعته المرصد أنه لمس توافقاً فى الرؤى حول مستجدات الوضع فى ليبيا و كيفية معالجتها مع الجانب الفرنسي معلناً تطرق اللقاء لاعادة تفعيل عدد من الاتفاقيات و مذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين بما في ذلك إمكانية عودة الشركات الفرنسية التي تملك بعضها تعاقدات فى ليبيا تفوق ما قيمته 3 مليارات لوجود فرصة جيدة للعمل سوية .
و نقل رئيس الرئاسي عن ماكرون وعداً بالعمل مع الاتحاد الاوروبي فى هذا المجال مؤكداً بأن فرنسا لطالما كانت دائماً فى الموعد بالنسبة لليبيا و حكومة الوفاق .
و تابع : ” على هامش اللقاء كان هناك لقاء مع السيد خليفة حفتر و السيد ماكرون تلاه بيان مشترك تضمن مجموعة نقاط أهمها التأكيد على أن الاتفاق السياسي إطار جامع للعملية السياسية و وقف إطلاق النار بإستثناء مكافحة الإرهاب إضافة لتوحيد المؤسسات و الإستحقاق الإنتخابي فى أقرب الآجال و جميعها نقاط إيجابية سبق و أن طرحت فى خارطة الطريق التي طرحتها الايام الماضية ” .
و أشار السراج إلى أن خارطته ليست سحباً للبساط من تحت المبعوث سلامة الذي عبر عو ثقته في قدرته على نجاح مهمته ، بل إنها تمثل مجموعة أفكار قابلة للنقاش و التفاوض فى كثير من نقاطها لإحتياجها أيضاً لكثير من العمل على جوانبها السياسية و الأمنية و الفنية التي تعنى بها مفوضية الإنتخابات عن كيفية تنظيم إستحقاق الإنتخابات الهام مؤكداً ضرورة وجود مساعدة دولية و بأن الحديث عن هذا الاستحقاق قد جرى بحضور المبعوث الاممي الجديد الذي قال إنه أعرب عن إستعداد الأمم المتحدة لتقديم الدعم اللازم بما في ذلك عمليات الاشراف و المتابعة .
و أضاف : ” عازمون على عقد لقاءات أخرى مع أطراف العملية السياسية و منهم المستشار عقيلة صالح و الدكتور عبدالرحمن السويحلي و مجلسي النواب و الدولة لإيجاد حلول لمختنقات العملية السياسية فى هذه المرحلة و كذلك مع مؤسسات المجتمع المدني و النخب و الاتحادات و الروابط لإيجاد زخم للهدف المحتمل و إشراك الجميع الا و هو الانتخابات دون إقصاء لأحد ” .
و فى إجابة عن ما إذا كان إتفاق باريس ملزماً لكل الأطراف ، قال السراج : ” سأجيب بطريقة أخرى ، بداية من خارطة الطريق ، كل الأطراف متفقة على إنسداد العملية السياسية و حدوث إنقسام ، راوحنا مكاننا لعدة أشهر حتى تفاقمت المعاناة و انعكست على الوضع الاقتصادي و المالي بدرجة كبيرة ، لذلك علينا التفكير خارج الصندوق فى حلول و مسارات أخرى ليست بديلة عن الإتفاق السياسي حتى يُخلق توافق بين الجميع ” .
و عن تفاصيل لقائه بالمشير حفتر ، أكد السراج بأن اللقاء كان إيجابياً و شهد توافقاً فى كثير من الرؤى حيث جرى الحديث عن الاتفاق السياسي كإطار جامع للعملية السياسية و قال : ” كان هناك توافق على ضرورة خلق مناخ أفضل لإيجاد للحدث إلانتخابي القادم بحيث تكون هناك تهدئة على كل المستويات ، تحدثنا أيضاً عن توحيد المؤسسات ، و حتى موضوع الانتخابات كإستحقاق كان هناك توافقاً عليه لكونه الحل المحتمل للمأزق السياسي الحالي ” .
https://youtu.be/LymDVVwwnMQ
و فى سؤال هل ما اذا كان حفتر موافقاً على مسألة الانتخابات و ان تكون المؤسسة العسكرية تحت سلطة مدنية قال السراج : ” كان موافق على الانتخابات و هذا ايضاً كان واضحاً فى البيان المشترك الذي اتفقنا عليه و تمت تلاوته عقب اللقاء ، و فيما يتعلق بالسلطة المدنية أيضاً كان هذا واضحاً جداً فى البيان لأننا تحدثنا فيه عن دولة مدنية و هذه الدولة معالمها واضحة بأن تكون المؤسسة العسكرية تحت السلطة المدنية و هذا مبين أيضاً فى الاتفاق السياسي الذي قلنا إنه الاطار الجامع للعملية السياسية و ماتحدثنا عنه اليوم ” .
و تحفظ السراج عن وصف المذيع للمجلس الرئاسي بطرف فى الخلاف قائلاً بأن المجلس قد يكون جزءً من الحل و ليس طرف صراع و لا خلاف له مع أحد و بأنه يقف على مسافة واحدة من الجميع و يطرق أبوابهم لإيجاد حل للأزمة الليبية مؤكداً بأن فرنسا اليوم أثبتت بأنها على مسافة واحدة من الجميع و داعمة لنهج الاتفاق السياسي منذ البداية .
و أكد رئيس الرئاسي تواصلهم مع كل الاطراف و ذلك فى اجابة عن الموقف الايطالي المتحفظ على لقاء باريس كاشفاً عن تواصل مع الجانب الايطالي الذي تفهم هذا الأمر و قال : ” لدي زيارة قريبة لإيطاليا بهدف إستمرار الحوارات مع الاطراف الاوروبية و المجتمع الدولي و الرئيس ماكرون أكد لي عن تواصلهم مع الايطاليين و الرئيس جنتيليوني ، هذا الأمر قد يكون به مغالاة إعلامية أكثر منها سياسية ، سأغادر مباشرة من باريس إلى روما ” .
و بالعودة الى الانتخابات ، أكد السراج بأن هذا الاستحقاق يحتاج لتهيئة الأجواء على المستوى السياسي و الأمني و الفني معبراً عن إعتقاده بأن المسألة تحتاج عملاً من كل الاطراف حتى يمكن إتمامها بنتائج و شكل يطمأن له الجميع ، و فى سؤال عن ما إذا كان ينوي الترشح للإنتخابات القادمة قال رئيس الرئاسي مبتسماً ” : هذا حديث سابق لأوانه بالنسبة لي ، لم أحدد موقفي من هذا الأمر بعد و بالتأكيد أيضاً هناك كفاءات ليبية كثيرة ” .
و تابع السراج حديثه عن مبادرته فى إطار رفضها من بعض الأطراف التي شككت فى شرعية حكومته قائلاً بأن هؤلاء لا جدوى من الحديث معهم بالخصوص و أضاف : ” نحن نبحث عن حلول و طرحت الافكار و هي بحاجة للبحث فى آلياتها و نقاط ضعفها و كيفية تنفيذها و مخاوف عدم إمكانية ذلك ، هي مكملة للاتفاق السياسي و لا تعني فشله و قابلة للتفاوض و من له أفكار أخرى فليتقدم بها و الباب مفتوح ، نعم حدث إنسداد فى مرحلة الاتفاق السياسي فرأينا فكرة الانتخابات للخروج من هذا المأزق و يضل الاتفاق هو الغطاء حتى تأتي حكومة نسلم لها ” .
و عن ما إذا كانت مبادرته رداً على ما وصفها المذيع بمهلة و تهديدات حفتر للزحف على طرابلس قال السراج : ” فكرة تحرير طرابلس و الزحف عليها تجاوزها الزمن حتى قبل لقاء باريس ، بل إنها تثير إستفزاز الكثير من الاطراف ، التفكير فى حل عسكري للأزمة الليبية يعتبر حاليا نوع من الحماقة ، كفاناً حروباً أهلية و صراعات و علينا التفكير بعقلانية حتى نحقن الدماء ، و حتى بعد لقاء اليوم نحتاج لعمل كثير مع كل الاطياف “.
و بالنسبة للحرب على الارهاب أكد السراج بأن هذه الحرب هي التي يجب أن توحد و تجمع الجميع و قال : ” خضنا حرب فى سرت و طاردنا فلول الارهابيين الى الصحراء ، فى بنغازي كانت هناك حرب على الإرهاب فاتورتها مكلفة جداً ، حرب الارهاب مسار طويل و تحتاج لتكاتف كل الجهود ، كنّا سعداء بخبر إعلان تحرير مدينة بنغازي ، و نأمل أن تكون المعركة القادمة مرحلة إعمار المدينة بمشاركة الجميع ” .
و فى ذات السياق قدم مذيع الحلقة سؤال للسراج عن ما اذا كانت هناك علاقة بين ما وصفه بـ ” تسريع إعلان تحرير بنغازي ” بأزمة قطر ، قال : ” لا أجد و لا أرى أي رابط قد يكون موجود ، موقفنا من الازمة الخليجية كان واضحاً جداً ، دعونا لضبط النفس و التهدئة و إعادة الاستقرار للبيت الخليجي و نتمنى أن يعود له الاستقرار ليكون ركيزة للبيت العروبي . ( س حول دور قطر و تركيا فى ليبيا ) ج – نحن على مسافة واحدة من الجميع و تواصلنا مع الجميع بإيجابية و دعونا كل الدول الاقليمية للكف عن التدخلات السلبية الهدامة فى الشأن الليبي ” .
و تمنى السراج على كل من تساوره شكوك حول الوضع الأمني بطرابلس أن يزورها موجهاً دعوة زيارة للمذيع المحاور لكي يقف على الصورة الحقيقية للوضع فى العاصمة و ينقله و الذي قبل بدوره دعوة الزيارة و عن سؤال حول ما اذا كانت هناك مليشيات مسلحة فى طرابلس أجاب : ” هناك أجهزة أمنية تابعة لوزارة الداخلية تقوم بجهد رائع لتأمين أمن و سلامة المواطن و قد واجهت هذه الاجهزة الكثير من المجموعات المعرقلة و المشاغبة التي طُردت من طرابلس حتى بات الوضع آمن بالمعنى الصحيح ” .
إعداد المرصد – متابعة خاصة