خبير مصري لـ RT: زيارات بوتين تمهد الطريق لعالم متعدد الأقطاب ورقعة الشطرنج تتسع يوما بعد يوم

روسيا – أوضح أستاذ التاريخ المعاصر والمحلل السياسي الدكتور أحمد الصاوي لـ RT، أهمية زيارتي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكوريا الشمالية وفيتنام من حيث التوقيت والدلالات السياسية.

وقال الصاوي: “يؤكد بوتين من العاصمتين بيونغ يانغ وهانوي أن روسيا تعمل مع حلفائها الموثوقين في هذا الطرف القصي من الشرق الآسيوي على الترويج لعالم متعدد الأقطاب”.

وأضاف “هكذا يتم توسيع رقعة الشطرنج التي تشهد صراعا مكشوفا بين الصين وروسيا من جهة وبين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الموحدة من ناحية أخرى، ولا يمكن التغافل عن صدى هذا الصراع في إفريقيا على سبيل المثال، بل، وهذا هو الأهم، في منطقة الشرق الأوسط حيث تمثل غزة وما يجري بها بؤرة توتر كبرى يمكن أن تنفجر لتشمل الإقليم برمته حيث تتواجد قواعد أمريكية شتى وكذلك روسية وأيضا حلفاء لروسيا والصين يمكن أن يجدوا دعما عسكريا واقتصاديا إذا ما اشتعل الموقف وتحول لمواجهات مباشرة”.

وأردف بالقول: “تل أبيب ينبغي عليها أن تقلق لأن روسيا ليست الاتحاد السوفييتي الذي كان يحتفظ بعلاقات طيبة معها، وبالتحديد روسيا ما بعد حرب أوكرانيا التي تخلصت من أي اعتبارات أيديولوجية وتنظر الان للكيان بوصفه جزءا أصيلا من أدوات الغرب ليس في الشرق الأوسط وحسب بل وحتى في المواجهة مع أوكرانيا. ولعل أكثر ما سيزيد قلقها فضلا عن التفاهم السعودي الإيراني المنجز برعاية صينية، تصميم روسيا على تزويد كل من يواجه أطرافا من الناتو (وتل أبيب ضمنها) بالأسلحة الروسية المتطورة دون النووية”.

وقال الصاوي: “لست أدري إن كنا نفوت فرصة سانحة لإجراء تعديل جوهري في موازين القوى بمنطقتنا بسياسة الانتظار الصامت ورد الفعل المحدود الذي يتبناه النظام الإقليمي العربي بل لعلي أقول إننا فعلا نهدر فرصة تاريخية”.

وشدد الخبير على أن “من يريد أن يلقي نظرة متأنية على عمق التأثير الذي تركه الاتحاد السوفييتي في فيتنام يجدر به أن يتابع لقاء بوتين مع المثقفين الفيتناميين وجلهم من الذين تلقوا تأهيلهم العلمي في روسيا وباللغة الروسية فموسكو تحصد ما زرعه السوفييت فعليا”.

وقد أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة دولة إلى كوريا الشمالية وفيتنام استمرت يومين في كل منهما، وتضمنت برنامجا مكثفا، ورافق الرئيس الروسي في زيارته وفد تمثيلي يضم مختلف الوزارات والمؤسسات الروسية.

 

المصدر: RT

Shares