الولايات المتحدة – علّق إيفاندر هوليفيلد على ما فعلت أسنان غريمه مايك تايسون بأذنه اليمنى خلال مباراتهما الثانية في 28 يونيو عام 1997 قائلا إنه صدم لقضم تايسون أذنه ولم يكن يتوقع مثل هذا الأمر.
تايسون، استخدم أسنانه بدلا من قبضته الحديدية في ذلك الموقف الذي يعد أكثر اللحظات عنفا في تاريخ الملاكمة، وتحول لاحقا إلى علامة شهيرة في الحملات الدعائية.
كل الأضواء كانت مسلطة على تلك المباراة الثانية بين هذين الملاكمين في لاس فيغاس. حمى رياضية قوية جرى خلالها بيع 16 ألف تذكرة في يوم واحد، فيما اشترك في البث المباشر حوالي مليوني شخص، وتراوحت الإيرادات من هذه المباراة الشهيرة في المجمل بين 180 إلى 300 مليون دولار.
المباراة الثانية بين الخصمين اللدودين في ذلك الوقت لم تستمر أكثر من ثلاثة دقائق. خلال الجولتين استخدم هوليفيلد تكتيكه المفضل في الالتحام بغريمه لتكبيل يديه.
الجولة الثالثة بدأت بهجمات عنيفة من تايسون. التحم الملاكمان أكثر من مرة متعانقين. في إحداها وضع تايسون الذي طار صوابه من إصابته بكدمة تحت عينه من ضربة بالراس من خصمه، رأسه على مكتف هوليفيلد وأطبق بأسنانه على أذنه اليمنى. حاول هوليفيلد التراجع بقوة لتخليص أذنه. نجح في المحاولة الثانية وتراجع ممسكا برأسه وهو يلوى من الألم إلا أن قطعة من أذنه بقيت بين أسنان تايسون. الملاكم الغاضب لفض القطعة، وسارع حكم المباراة ميلز لين إلى حملها بمنديل إلى القسم المخصص لصاحبها.
الحكم فحص رأس هوليفيلد المدمى، وأراد استبعاد تايسون، إلا ان الطبيب بعد قيامه بالأمر ذاته قال إن الملاكم المصاب يمكن أن يواصل المباراة.
نقل الحكم ميلز لين نقطتين من رصيد تايسون إلى غريمه، ووجه له تحذيرا ثم سمح بمواصلة المعركة الرياضية.
مجددا تعرض تايسون لضربة من خصمه راي، ثار غضبه مجددا وانغرست أسنانه في إذن هوليفيلد، وهذه المرة العضة كانت من نصيب اليسرى، وقد مرت بسلام على النقيض من الأولى. رقص الملاكم المعضوض من الألم، وتواصلت المباراة بلكمات قوية من تايسون على رأس غريمه.
رفض هوليفيلد متابعة المباراة في الاستراحة. تمعن الحكم مجددا في أذني هوليفيلد، وقرر استبعاد صاحب الفعلة تايسون.
غضب تايسون بشدة وهجم على غريمه، وتمكن الحراس من إيقافه بصعوبة، فيما استمرت الفوضى لعدة دقائق.
حينها صرّح تايسون قائلا إنه كان مستعدا لقتل غريمه في تلك اللحظة وليس فقط قضم قطعة من أذنه، مشيرا إلى أنه على استعداد لتكرار فعلته ملقيا باللوم كله على سلوك خصمه والنطحات المتواصلة التي سددها إلى وجهه!
بسبب ما جرى، تم تغريم تايسون 3 ملايين دولار وتجريده من رخصة الملاكمة. الرخصة أعيدت إليه بعد عام.
أما أذن هوليفيلد اليمنى فقد خيطت القطعة التي قضمت منها مباشرة بعد المباراة في حجرة تغيير الملابس، وعادت إلى مكانها من دون تشوهات تقريبا.
تايسون أقر أخيرا في عام 2009 بأنه تصرف بطريقة رهيبة خلال تلك المباراة، وقدم اعتذارا رسميا لخصمه هوليفيلد ولكل العالم. الخصمان تصالحا لاحقا وربطتهما أنشطة مشتركة وعلاقة صداقة حميمة.
المصدر: RT