الأمم المتحدة تحذر من أمر محفوف بالمخاطر يتعلق بتطوير الذكاء الاصطناعي

نيويورك – حذر خبراء الأمم المتحدة من أن تطوير الذكاء الاصطناعي لا ينبغي أن يسترشد بأهواء قوى السوق وحدها، لأن ترك هذا المجال دون رادع قد يشكل خطرا كبيرا على السلام والاستقرار.

وأدلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بتصريحات، امس الخميس، قائلا: “يجب أن يخدم الذكاء الاصطناعي الإنسانية بشكل عادل وآمن. وإذا تُركت المخاطر التي يفرضها الذكاء الاصطناعي دون رادع، فقد يكون لها عواقب وخيمة على الديمقراطية والسلام والاستقرار”.

وحذرت لجنة من الخبراء من مخاطر التزييف العميق الواقعي بشكل متزايد بالإضافة إلى تطور الأسلحة المستقلة واستخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الجماعات الإجرامية والإرهابية.

ودعت اللجنة إلى تعاون عالمي أكبر بشأن التكنولوجيا، وقالت إن تطويرها لا ينبغي أن يُترك لقوى السوق.

وتم إنشاء اللجنة المكونة من نحو 40 خبيرا من مجالات التكنولوجيا والقانون وحماية البيانات من قبل غوتيريش في أكتوبر.

وأثار تقريرهم الذي نُشر قبل أيام من بدء “قمة المستقبل” البارزة، ناقوس الخطر بشأن الافتقار إلى الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى الاستبعاد الفعال للدول النامية من المناقشات حول مستقبل التكنولوجيا.

ويحذر الخبراء في تقريرهم من “وجود عجز عالمي في الحوكمة في ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي اليوم”، والذي بطبيعته عابر للحدود.

ودعا الخبراء أعضاء الأمم المتحدة إلى وضع آليات لتسيير عجلة التعاون العالمي بشأن هذه المشكلة، فضلا عن منع الانتشار غير المقصود.

ويقول التقرير: “لا يمكن ترك تطوير ونشر واستخدام مثل هذه التكنولوجيا لأهواء الأسواق وحدها”.

ودعا التقرير أولا إلى إنشاء مجموعة من الخبراء العلميين في مجال الذكاء الاصطناعي على غرار منتدى الخبراء التابع للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، الذي تعد تقاريره الكلمة الأخيرة في مشكلة تغير المناخ.

وسوف تُطلع اللجنة المجتمع الدولي على المخاطر الناشئة، وتحدد احتياجات البحث وكذلك كيف يمكن استخدامها للتخفيف من حدة الجوع والفقر وعدم المساواة بين الجنسين، من بين أهداف أخرى.

وقد تم تضمين هذا الاقتراح في مسودة الميثاق الرقمي العالمي، الذي ما يزال قيد المناقشة، والذي من المقرر اعتماده يوم الأحد في “قمة المستقبل”.

وأشار التقرير: “إذا أصبحت مخاطر الذكاء الاصطناعي أكثر خطورة، وأكثر تركيزا، فقد يصبح من الضروري للدول الأعضاء أن تفكر في إنشاء مؤسسة دولية أكثر قوة تتمتع بسلطات المراقبة والإبلاغ والتحقق والإنفاذ”.

ويعترف الخبراء بأنه نظرا للسرعة الهائلة للتغير في الذكاء الاصطناعي، سيكون من غير المجدي محاولة وضع قائمة شاملة بالمخاطر التي يفرضها التطور المستمر للتكنولوجيا، لكنهم حددوا مخاطر التضليل على الديمقراطية، والتزييف العميق الواقعي بشكل متزايد، وخاصة الإباحية منها، فضلا عن تطور الأسلحة المستقلة واستخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الجماعات الإجرامية والإرهابية.

المصدر: ديلي ميل

Shares