الدباشي : فكرة الإنتخابات أصبحت مطلب شعبي و هذا هو مخطط إفشالها

ليبيا – شن مندوب ليبيا السابق فى الامم المتحدة هجوماً لاذعاً على حكومتي بريطانيا و إيطاليا معتبراً ان طرح الانتخابات فى ليبيا يمثل كابوساً لهما .

و قال الدباشي فى منشور له عبر صفحته على موقع فيسبوك أن وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون انتقل بنفسه الى ليبيا هذه المرة ليطمئن على ان مخطط بلاده في ليبيا لم يفشل و هو ذات المخطط الذي قال أن إيطاليا أيضاً تبنته بشكل واضح وهو الوقوف مع ” المتأسلمين ”  الذين تقودهم الدول الغربية لحكم ليبيا بدعم من القوة العسكرية لمصراتة او استدامة الفوضى والخلافات لحين ترتيب الأوضاع بطريقة تضمن تحقيق ما خططوا له و ذلك على حد تعبيره .

و أضاف : ” لقد إنتهز البريطانيون ومن والاهم من الدول فرصة التوقيع على الاتفاق السياسي واعترفوا بمجموعة السراج كحكومة تحل محل حكومة خليفة الغويل في طرابلس، وأسبغوا عليها شرعية موهومة عبر الامم المتحدة، لسبب رئيس وهو شرعنة التدخل العسكري في ليبيا بحجة محاربة تنظيم داعش في سرت، والحصول على موافقة بالعمل العسكري داخل المياه الإقليمية الليبية لاحتواء المهاجرين داخل ليبيا ” .

الدباشي قال أن ذلك تحقق عبر طلب قدمه السراج رسمياً بالتدخل والمساعدة بضربات جوية لمواقع التنظيم في سرت، فاستجابت بريطانيا وأمريكا وإيطاليا للطلب، ولكنها لم تكتف بما طُلب منها بل أرسلت مفارز قيادة من قواتها الخاصة لتقود من وراء الستار عمليات القوة التي شكلت على عجل من مختلف المجموعات المسلحة، بما فيها أنصار القاعدة، تحت اسم البنيان المرصوص، لطرد داعش من سرت ، و ذلك على حد قوله .

و تابع : ” كانت المهمة مغرية لاعضاء المجموعات المسلحة بالنظر الى المبلغ الكبير الذي صُرف للقوة ولكن لم يكن هدف الدول الغربية القضاء على تنظيم داعش بل تشتيته وأبعاده عن الساحل الليبي لتقليل فرص انتقاله بيسر الى أوربا، وهو هدف شاركهم فيه أنصار القاعدة المشاركين في عملية تحرير سرت بغرض حماية الدواعش وتمكينهم من الفرار نحو الجنوب ” .

و كشف الدباشي عن ضغوط قال أن الدول الغربية مارستها على السراج ليجعل من مسلحي البنيان المرصوص جيشاً و أضاف : ” ذلك لم يكن ممكنا لان اغلب عناصره من المدنيين، وان هناك خلاف عميق بين بعض مكوناته أدى الى الاقتتال فيما بينها في طرابلس، وأدى الى عودة اغلب المجموعات المسلحة الى وضعها السابق لعملية سرت، واضطر السراج ان يغدق المكافآت على من بقى من القوة، وهي مجموعات مسلحة من مصراته، نظير استمرار تمركزها في سرت حتى لا يزحف عليها الجيش، ويوسع رقعة سيطرته نحو الغرب، ويهدد وجود مجموعة السراج كسلطة مفروضة دولياً في طرابلس ” .

الدبلوماسي السابق إتهم ايطاليا أيضاً باستغلال عملية سرت لإقامة مستشفى عسكرية في مدينة مصراتة ارسلت لها كتيبة من القوات الخاصة لتتمركز بحجة حماية المستشفى، دون اي اتفاق رسمي مع سلطات الدولة الليبية في طرابلس او البيضاء، لتبقى تلك المستشفى والقوة العسكرية الإيطالية المرافقة لها في المدينة رغم انتهاء العمليات الحربية في سرت .

و قال : ” لقد أدرك البريطانيون ان مخططهم في ليبيا لم ينجح وان الزمن الباقي للاتفاق السياسي محدود، ورهانهم على السراج لوحده غير مجدٍ على المدى الطويل، وقد يكون سبباً في خسارة مصالحهم في ليبيا اذا لم يجدوا طريقة تبعث الروح في الاتفاق السياسي، وتضمن بقاء المتاسلمين وحلفائهم من مصراتة كطرف فاعل في اتخاذ القرارات، وهو امر لن يتم الا عبر التوافق بين المجلس الرئاسي ومجلس النواب اللذان تنتهي مهمتهما مع نهاية الاتفاق السياسي و من هنا جاءت زيارة جونسون الى ليبيا ليلتقي بكبار المسؤولين من طرابلس ومصراتة، ويتحول بعد ذلك ليلتقي بالقائد العام للجيش في مقر القيادة ” .

و أشار الدباشي الى أن زيارة جونسون جرت بعد تأكيد الناطق باسم القوات المسلحة ان الجيش سوف يعمل على تمكين الشعب الليبي من الذهاب الى الانتخابات لاختيار من يحكمه، قائلاً : ” هذا ما لا تريده بريطانيا وإيطاليا فالانتخابات قد تبعد أنصارهما نهائياً عن السلطة، وتحسم مسالة الخلاف على الشرعية وتنهي الفوضى، ويصبح من الصعب على الدولتين وغيرهما من الدول التدخل في الشؤون الليبية، وقد كانت تصريحات الوزير البريطاني واضحة من خلال التحذير من الانتخابات، والاصرار على التوافق المستحيل ” .

الدباشي أكد بأن اكثر ما يزعج بريطانيا وحليفتها ايطاليا هو الوصول الى تاريخ السابع عشر من ديسمبر دون توافق على تعديل الاتفاق السياسي، ما يعني انتهاء الاتفاق السياسي لينتهي معه مجلسي النواب و الرئاسي، ويبقى المنصب الشرعي الرفيع الوحيد غير المقيد بزمن من السلطة التي اصدرته هو منصب القائد العام للجيش .

و أكد بأن حدوث هذه الحالة سيستوجب على الجيش اتخاذ الإجراءات اللازمة لسد الفراغ السياسي وتنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية، وفِي هذه الحالة لن يكون امام الشعب، بما في ذلك مثقفيه، سوي تأييد هذه الخطوات .

و ختم الدباشي متسائلاً :” لقد أصبحت الانتخابات مطلباً جماهيرياً لتجاوز مشكلة الشرعية، فهل تنجح بريطانيا وايطاليا في إقناع أعضاء مجلس النواب والمجلس الرئاسي بأن مصلحتهم الشخصية في التوافق وليس في الانتخابات ليعتمدوا التسويف في كل ما يهيء الارضيّة لإجراء الانتخابات، ويتفقوا على تعديل الاتفاق السياسي في اللحظة الاخيرة ؟  ” .

Shares