ليبيا – حاور مركز الأمم المتحدة الإخباري مديرة دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في ليبيا “أونماس” فاطمة زريق بشأن جهود مؤسساتها الأممية.
الحوار الذي تابعته صحيفة المرصد أكدت من خلاله زريق وجود 444 مليون متر مربع من الأراضي الليبية ملوثة بالألغام ومخلفات الحروب ما حتم تضافر جهود الأمم المتحدة للتخلص منها فالأمر يتطلب عملا جبارا تتطلع إليه كل الأطراف الليبية.
ونقلت زريق عن خبراء تأكيدهم أن تطهير ليبيا من مخلفات الحروب سيستغرق في أفضل السيناريوهات 15 سنة مشيرة إلى مقتل 16 سخصا بينهم أطفال منذ بداية العام 2024 بسبب الذخائر غير المنفجرة فيما تحدثت عن استراتيجية وطنية لمكافحة الألغام اطورها المركز الليبي المعني بالتعاون مع الأمم المتحدة.
وبحسب زريق تهدف هذه الاستراتيجية إلى تنظيم القطاع وتعزيز الجهود المبذولة للتوعية بمخاطر الألغام مشيرة إلى أهمية التعاون بين جميع الأطراف بما في ذلك المواطنين والجهات الحكومية وغير الحكومية لضمان نجاح هذه الجهود مبينة أن التوعية بهذه المخاطر جزء أساسيا من العمل.
وأشارت زريق إلى أن التوعية المجتمعية وتعاون المواطنين يعدان من العوامل الأساسية لحماية المدنيين خاصة بالنسبة للفئات الأكثر عرضة للخطر مثل الأطفال والعمال الوافدين ما يجعل هذه المهمة مسؤولية جماعية تتطلب التزاما وتنسيقا مستمرين. وفيما يلي نص الحوار:
س/ ما مدى خطورة مسألة الألغام في ليبيا وما الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لمعالجة هذه المسألة؟
ج/ تقدر المساحات التي لا تزال بحاجة إلى التنظيف بما يزيد عن 444 مليون متر مربع وهذا يمثل أكثر من 64% من الأراضي المصنفة على أنها تحتوي على مخاطر الألغام ومخلفات الحروب علما بأن عمليات المسح مازالت جارية بمعنى أن هذا الرقم ليس نهائيا وقد يكون آخذا في الازدياد.
ونظرا أيضا لعدد الحوادث الناجمة عن مخاطر الألغام والمتفجرات يبدو الوضع سيئا للغاية حيث إننا نتحدث اليوم عن 16 من الأبرياء الذين فقدوا حياتهم ومن ضمنهم أطفال منذ بداية السنة إلى الآن مقارنة بضحيتين فقط تم تسجيلهما في العام الماضي.
وهذه أرقام رسمية تم تحديدها بالاستناد إلى المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام وهو شريكنا الرئيسي فأعتقد أن هذه الأرقام توضح مدى خطورة الوضع في ليبيا.
س/ أعلنتم تطوير استراتيجية وطنية لمكافحة الألغام بالتعاون مع المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام حدثينا عن هذه الاستراتيجية؟
ج/ عندما تسلمت مهامي في البرنامج أول ما تحدثنا عنه مع شريكنا الرئيسي المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام هو تنظيم الإدارة وتوفير استراتيجية وطنية للبرنامج الليبي لأن هذا سوف يساعد على تنظيم قطاع الأعمال المتعلقة بالألغام فمثل هذه الاستراتيجيات تتطلب أولا الكثير من الحوارات واللقاءات.
وأعتقد أنه كان مجديا جدا لأنه تمت دراسة الاحتياجات والقيام بتحليلات للمؤسسات الممثلة للقطاع مثلما أشرت من بينها المركز الليبي وكذلك الهندسة العسكرية التابعة لوزارة الدفاع وهي فرق تقوم كذلك بالمساعدة في الأعمال المتعلقة بالألغام وكذلك المباحث الجنائية.
كل هذه الأطراف شاركت تقريبا بطريقة أو بأخرى في الخروج بهذه الاستراتيجية وساعدتنا في ذلك أيضا المنظمات الدولية والمحلية التي تعمل في القطاع ونتوقع بعد ورشة العمل الناجحة في تونس أن تعقد لقاءات مماثلة في طرابلس وربما كذلك في مناطق أخرى.
فالمركز الليبي لديه مكاتب فرعية مثلا في مصراتة وتمثيليات في سرت وبنغازي هذا يجعل العمل سلسا وقريبا من التحقق فهذه الاستراتيجية سوف تساعد على تنظيم القطاع وسوف تضع كل الشركاء على الطريق الصحيح للمضي قدما في إزالة الألغام ومخاطر الألغام ومخلفات الحروب ومساعدة كذلك الضحايا.
س/ هل لديكم خطة محددة فيما يتعلق بالتوعية بمخاطر الألغام؟
ج/ التوعية هي جزء لا يتجزأ من أعمال القطاع وطبعا بالشراكة مع المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام ويتم الحديث باستمرار عن كيف يمكن تطوير مثل هذه الخطط وفي الوقت الحالي لدينا تواصل مستمر مع المركز الليبي بخصوص هذه النقطة بالذات.
لدى المركز قسم يشرف على الإحاطة بالضحايا ونحن نعمل على تكثيف اللقاءات حتى تفرز في الوقت الحالي استراتيجية واضحة ولن أقول استراتيجية ولكن مخطط واضح يتم من خلاله استهداف الأطفال أولا وثانيا العمال ولدينا عمال أجانب جدد من النازحين.
نحاول أن نوعي العمال الذين يأتون من خارج ليبيا خاصة من الدول المجاورة كي لا يتعرضوا لهذا الخطرو بخلاف ذلك هناك حملات توعية تستهدف طبقات أخرى عن طريق المجتمعات أو الأطراف الفاعلة في المجتمع وطبعا المنظمات العاملة في القطاع وهذا عملهم اليومي وكذلك تستهدف حتى العاملين في القطاع.
لأنهم هم كذلك معرضون للخطر في مثل هذه الأماكن التي يعملون فيها ويحاولون مساعدة ليبيا على التخلص من الألغام ومخاطر مخلفات الحروب.
س/ بعد أن حددتم المنطقة التي لا تزال ملوثة بالألغام هل لديكم توقعات أو مدة زمنية فيما يتعلق بالتخلص من هذه الألغام؟
ج/ هذا أمر صعب أولا ليبيا بلد شبه مستقر وطبعا أنا لست في المكان المناسب كي أتحدث عن كل المتغيرات في ليبيا ولكن الوضع يتوتر من وقت لآخر ونتحدث اليوم في ليبيا عن التلوث وإعادة التلوث وتغيير التلوث من مكان إلى آخر أي تغيير في خارطة التلوث.
وتمت ملاحظة أن الكثير من المواطنين يحاولون تنظيف بيوتهم وإعادة البناء والعودة وعندما يجمعون المتراكمات ويحملونها إلى القمامة يتم معها كذلك رمي مخلفات الحروب ولاحظنا كذلك من يقوم برميها في البحر وبالإضافة الى ذلك هناك تجدد للاشتباكات.
ونحن نعتقد أنه مع تجدد الاشتباكات يجب أن يكون هناك إعادة تقييم وإعادة مسح وإعادة تأكد من أن المنطقة خالية من مخلفات الحروب وفي أحد الاجتماعات قال لنا أحد الخبراء إنه إذا قمنا بعمل جيد في ليبيا ليلا ونهارا من دون توقف ومن دون استراحة العطلة الأسبوعية فإن الأمر سيستغرق تقريبا 15 سنة.
ولا أعتقد أن هذا يمكن أن يتحقق بهذه الطريقة وكان هذا تصورا من منظوره هو ولا أعلم إن كان حقيقة يعكس الواقع لأننا لم نتحدث حتى عن مخازن الأسلحة المهجورة والتي دمرت وإلى يومنا الحالي هي مفتوحة ونشهد ونسمع كثيرا عن انفجارات تحدث بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وبسبب دخول أطراف تحاول أن تأخذ المعادن وأعتقد أن إزالة التلوث تتطلب من “أونماس” عملا جبارا تتطلع إليه كل الأطراف الليبية.
س/ أخيرا ما الذي تودين للإنسان العادي أن يعرفه عن مسألة الألغام؟
ج/ لا أعتقد أن هذه الرسالة كافية لأنه كما تعلم فعندما نقوم بالتوعية ونحن نحمل معنا مواد تعليمية ومع ذلك مثلما ذكرت فقد تضاعف عدد الضحايا هذه السنة مقارنة بالسنة الماضية وكل ما أود أن أقوله للمواطن الليبي أن يبتعد عن كل جسم غريب أو خطير ويبلغ مثلما يفعل كل مواطن ليبي تقريبا.
لأنه كل التدخلات من الجهات الحكومية وغير الحكومية المنظمات وغير المنظمات تقوم على الاتصال من المواطن فكل عمليات الخروج من أجل تجميع مخلفات الحروب والتدخل لإيقاف مثل هذه المخاطر تتم عن طريق الاتصال فكل ما أطلبه ومحاولة تحذير الأقارب أو الناس المحيطين بالمنطقة.
المرصد – متابعات