فرنسا – أثار بلوتو منذ اكتشافه لأول مرة عام 1930 جدلا واسعا بين العلماء حول اعتباره الكوكب التاسع في المجموعة الشمسية، أو تصنيفه بأنه كوكب قزم.
وفي الوقت الذي تم فيه اكتشاف بلوتو، وتصنيفه ككوكب وإعادة تصنيفه ككوكب قزم، لم يكمل مدارا واحدا، حيث تعادل السنة الواحدة على الكوكب الجليدي البعيد 248 عاما أرضيا، ويعادل اليوم الواحد 153 ساعة أرضية.
وهذا العالم المعقد والغامض، المعروف الآن بأنه كوكب قزم، مليء بالجبال والوديان والسهول والحفر والأنهار الجليدية، ومع ذلك، تم تجريده من لقب الكوكب.
متى تم اكتشاف بلوتو؟
تم اكتشاف بلوتو في عام 1930، وكان يُعتبر لفترة طويلة الكوكب التاسع في النظام الشمسي.
وتم تسمية كل الكواكب في النظام الشمسي، باستثناء الأرض، على اسم آلهة رومانية وإغريقية.
ولذلك، عقب اكتشافه، حمل بلوتو اسم إله العالم السفلي في الأساطير الرومانية.
وتم اكتشاف بلوتو من قبل عالم الفلك الأمريكي كلايد تومبو، الذي كان يستخدم مرصد لوويل في أريزونا.
وفي العقود التي تلت اكتشافه، بدأ علماء الفلك يتساءلون عما إذا كان بلوتو قد يكون أول جسم يتم رصده كجزء من مجموعة من الأجسام الجليدية الصغيرة خارج مدار نبتون.
ما هو الجدل حول وضع بلوتو الكوكبي؟
بعد اكتشاف عوالم مماثلة في عمق حزام كايبر، وهي منطقة على شكل “دونات” من الأجسام الجليدية خارج نبتون، تم إعادة تصنيف بلوتو ككوكب قزم في عام 2006.
والكوكب القزم هو جسم سماوي يدور في مدار حول الشمس، وهو ضخم بما يكفي ليحافظ على شكله الكروي تحت تأثير الجاذبية، لكنه لا يملك قوة الجاذبية اللازمة لتطهير مداره من الأجرام السماوية الأخرى.
ومع اكتشاف المزيد من أجسام حزام كايبر، أصبح وضع بلوتو الكوكبي موضع تساؤل أكثر.
واكتشف علماء الفلك أجساما أخرى في حزام كايبر لها كتلة مماثلة لكتلة بلوتو، مثل كواوار (اكتشف في عام 2002)، وسيدنا (2003)، وإيريس (2005).
وفي الواقع، بدا أن إيريس على وجه الخصوص أكبر من بلوتو، ما أدى إلى تسميته بشكل غير رسمي بـ “الكوكب العاشر” في النظام الشمسي.
وأدى هذا إلى قيام الاتحاد الفلكي الدولي (IAU) بإنشاء لجنة مكلفة بتحديد معايير الكوكب.
وفي البداية، كانت الفكرة هي زيادة عدد الكواكب في النظام الشمسي إلى 12، مع اعتبار بلوتو وقمره شارون كوكبين توأمين. كما دخل كل من سيريس وإيريس إلى نادي الكواكب، لكن هذا قوبل بالمعارضة.
وفي 24 أغسطس 2006، حددت اللجنة معايير جديدة لتسمية كوكب، وهي كما يلي:
– يدور حول الشمس: يجب أن يكون الجسم في مدار حول الشمس
– يتمتع بكتلة كافية لتتغلب جاذبيته على قوى الأجسام الصلبة، لذا فإنه يتخذ شكلا متوازنا دائريا تقريبا
– إخلاء المنطقة المحيطة بمداره: يجب أن يكون الجسم قادرا على “تنظيف” مداره من الأجرام السماوية الأخرى أو أن تكون الجاذبية الخاصة به قوية بما يكفي لإبعاد أو استقطاب الأجرام التي قد توجد في مداره.
ولسوء الحظ، لا يفي بلوتو إلا بمعيارين من هذه المعايير، وهذا يعني أن بلوتو ليس كوكبا، بل كوكبا قزما.
وفي نظامنا الشمسي، هناك خمسة كواكب قزمة: سيريس، وهاوميا، وماكيماكي، وإيريس، وبالطبع بلوتو.
ولأن بلوتو لم يستجب لمعيار “إخلاء المنطقة المحيطة بمداره”، خفض الاتحاد الفلكي الدولي تصنيف الكوكب إلى قزم لأنه يشترك في المنطقة المحيطة به مع أجسام أخرى في حزام كايبر.
وأوضحت البروفيسورة بيث بيلر، رئيسة قسم توصيف الكواكب الخارجية بجامعة إدنبرة: “لقد أعيد تصنيف بلوتو لأنه تبين أن هناك الكثير من الأجسام الصغيرة التي تشبه بلوتو والتي تشكلت بطريقة مختلفة إلى حد ما عن الكواكب الثمانية الرئيسية في نظامنا الشمسي”.
ومع ذلك، فإن هذا التعريف للكوكب لا يبدو أنه يرضي الجميع. فالأرض، التي تم تصنيفها ككوكب، تشترك في مجالها الكوني مع 12 ألف كويكب قريب من الأرض، بينما يقع 100 ألف كويكب طروادة داخل مدار المشتري.
لذا يمكن القول إن كلا من المشتري والأرض يفشلان أيضا في تحقيق تعريف الاتحاد الفلكي الدولي للكوكب.
المصدر: مترو