روسيا – أوضح علماء جامعة بيرم الوطنية للبحوث التقنية لماذا لا تزال نظرية التطور لداروين تثير الجدل حتى بعد مرور ما يقرب من قرنين وكيف ترتبط آراء العالم البارز بأحدث الاكتشافات العلمية.
ويذكر أن تشارلز داروين نشر نظرية النشوء والارتقاء في كتابه الشهير “أصل الأنواع” في عام 1859 أي قبل 166 عاما.
ويشير علماء الجامعة، إلى أن نظرية داروين تفسر كيف تتغير الأنواع بمرور الوقت تحت تأثير الانتقاء الطبيعي والطفرات وعوامل أخرى.
ولكن وفقا لهم، يخلط الكثيرون إلى الآن بين التطور والتقدم الخطي، معتقدين خطأ أن الإنسان ينحدر من القردة بالمعنى الحرفي. ولكن التطور في الواقع، هو عملية تغيير البنية الجينية للسكان التي يمكن أن تذهب في اتجاهات مختلفة.
ويمكن توضيح هذا المبدأ باستخدام مثال القرود التي كما يشير منتقدو أفكار داروين بحق، ليست في عجلة من أمرها للتحول إلى بشر لأن دارون نفسه لم يتوصل إلى مثل هذه الاستنتاجات.
ووفقا للعلماء، ليس التطور عملية خطية، بل نتيجة لمجموعة فريدة من العوامل. تتطور القردة الحديثة بطريقتها الخاصة، وتتكيف مع بيئتها المحيطة. علاوة على ذلك، تهدد الأنشطة البشرية مثل تدمير الموائل والصيد بقاء العديد من الأنواع، بما فيها القردة العليا.
ويشير الباحثون إلى أن الإنسان الحديث (الإنسان العاقل) ظهر قبل حوالي 200-400 ألف سنة، على الرغم من الاعتقاد لفترة طويلة أن هذا حدث قبل 40-50 ألف سنة. كما تشير الجماجم والعظام المكتشفة في إفريقيا إلى ظهور الإنسان العاقل قبل ذلك. وقد لعب تغير المناخ، وتطور الدماغ، والتطور الثقافي الذي سمح بنقل المعرفة من جيل إلى جيل دورا رئيسيا في هذا.
وبالطبع نظريات التطور الحديثة لا ترفض داروين، بل تكمل أفكاره. فمثلا، تزعم النظرية المحايدة للتطور الجزيئي (مؤلفها موتو كيمورا) أن العديد من الطفرات تثبت بالصدفة، وليس فقط عن طريق الانتقاء الطبيعي. وأن مفهوم التوازن المتقطع (لنايلز إلدريدج وستيفن جولد) يوضح أن التطور يمكن أن يحدث على شكل دفعات، وليس تدريجيا.
وعموما وفقا للعلماء، تظل نظرية داروين أحد أسس علم الأحياء الحديث، لكن العلم يواصل التطور، ويقدم تفسيرات وآليات جديدة للتطور. لذلك على الأرجح سوف يستمر النقاش حول أصل الحياة والبشر، وهذا النقاش بالتحديد هو الذي يحرك العلم إلى الأمام، ويساعدنا على فهم العالم الذي نعيش فيه بشكل أفضل.
المصدر: gazeta.ru