سلامة : ليبيا ليست جاهزة لأي انتخابات ويجب توفر هذه الشروط لنستطيع تنظيمها

ليبيا – شدد المبعوث الاممي الى ليبيا غسان سلامة الجمعة في مقابلة مع وكالة فرانس برس الفرنسية على ان مستقبل ليبيا يمرعبر مؤسساته ، مضيفاً :”الكلمة الرئيسية لنهجي هي المؤسسات ومن الغباء الاعتقاد بانه يمكن في سنة او سنتين او ثلاث ان تلتئم فيها كل الجراح في ليبيا لأن ذلك يتطلب من دون شك جيلاً بأكمله.

سلامة أضاف في حديثه للوكالة الفرنسية :”من الغباء ان نفكر ان تضميد كل جروح البلاد ممكن في غضون عام أو عامين أو ثلاثة لا بد من جيل دون شك”.

وتابع :”لكنّ التحدي ليس في تحقيق كل شيء الآن بل في فتح الطريق الذي يجب أن تسلكه البلاد حتى تستطيع حقاً ان تقوم بدمج المبادئ المؤسساتية في ثقافتها السياسية”.

وبخصوص ادعاء بعض الاشخاص تمثيلهم لقبائل ومكوننات ليبية قال :”مسألة المؤسسات تبدو اساسية بالنسبة لي والا سيقتصر الامر على منافسة بين افراد يقولون انهم يمثلون عشائر كبيرة حتى يتبين لكم انهم لا يمثلون شيئاً مهماً”.

وأعرب المبعوث الاممي الخاص عن أمله أن تبدأ خطة العمل الاممية بشأن ليبيا بالعمل في الاول من ديسمبر المقبل واجراء عملية تعداد للناخبين في ليبيا ، مضيفاً أنو يتطلع بأن يتم تنظيم مؤتمر وطني يجمع الاطراف الليبية كافة في فبراير المقبل حول مشروع مشترك لتنظيم انتخابات.

واوضح أن الامر يتعلق بتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية وربما ايضا بلدية. ولدى سؤاله عما اذا كانت الانتخابات التشريعية والرئاسية والبلدية ستُنظم في الوقت نفسه، أجاب :”لم اقرر بعد. البلاد ليست جاهزة لاي انتخابات. حتى نستطيع تنظيم انتخابات، هناك شروط تقنية وسياسية وامنية. وهذه الشروط غير متوافرة اليوم”.

وقال سلامة :”ما يثير القلق لدي هو تنظيم انتخابات غداً واختيار برلمان ثالث والامر نفسه بالنسبة الى الحكومات”، مضيفاً :” لا بد من الادراك في ليبيا والناس لا يعون مدى خطورة ذلك أن الانتخابات تعني استبدال شخص بآخر وليس اضافة شخص الى آخر”.

وقال :” خلال الانتخابات الاخيرة في 2014 لم يحصل تبادل بل تراكم والبرلمان الذي انتخب لم يحل محل البرلمان السابق بل اضيف اليه في ليبيا لا تزال هناك حكومتان من فترة ما قبل اتفاق الصخيرات في 2015 والحكومة التي تشكلت بموجب الاتفاق لا اريد حكومة رابعة”.

وبخصوص الشروط للبدا في العملية الانتخابية قال المبعوث الاممي:” لاجراء الانتخابات الشرط السياسي الاساسي هو الحصول على التزام من الجهات الرئيسية بأن كل الذين سيتم انتخابهم سيحلون محل المسؤولين الحاليين ولن تتم اضافتهم اليهم”.

وتابع سلامة :” ليبيا بلد لم يدخل مفهوم المؤسسات بعد في ثقافته السياسية اذ لم يكن هناك مؤسسات كثيرة خلال عهد القذافي فهو لم يكن يريد ذلك وسلطته كانت تقوم على التفكيك الشامل للمؤسسات وسنوات الفوضى التي تلت لم تساعد في ترسيخ الفكرة”.

وبخصوص الجدول الزمني لعمل الامم المتحدة لتنفيذ خطتها في ليبيا قال :” ان دور الامم المتحدة ليس البقاء لفترة طويلة في مثل هذا النوع من الدول لذلك علينا توحيد المؤسسات المنقسمة وتحرير المؤسسات الخاضعة لمسؤول او مجموعة وليست تعمل لما فيه المصلحة العامة وتفعيل المؤسسات التي لا يستخدمها احد.

وعند سؤال سلامة حول الوضع الانساني والمهاجرين الذين يتم الاتجار بهم احياناً رد بالقول :” الحكومة الليبية ليس لديها جيش او شرطة والامر لا يتعلق بنية سيئة بل احيانا بالعجز ، مشيراً الى حكومة تفتقد الى الادوات من اجل ممارسة السلطة حسب قوله.

 

Shares