موغريني: إستمرار الإتجار بالبشر سيؤدي إلى إستمرار عدم الإستقرار في ليبيا

ليبيا – أكدت الممثل الأعلى لسياسة الأمن والشؤون الخارجية بالإتحاد الأوروبي “فيدريكا موغريني” أن تفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط حمل الأوروبيين على تغيير نهج تعاملهم مع هذه الظاهرة والإبتعاد عن خطاب الراغبين بمنع تدفق المهاجرين.

موغريني أوضحت خلال إستضافتها في لقاء خاص مع قناة يورو نيوز أمس الإثنين وتابعتها صحيفة المرصد بأن منع تدفق هؤلاء لا يمكن أن يتم في القارة الإفريقية أو من القارة إلى أوروبا وفي أي مكان آخر في العالم فالمطلوب الآن هو معالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية المعقدة من خلال منهج مغاير لا يركز على ضبط الحدود فقط وكأن المشكلة سياسية داخلية أو مشكلة شرطة بل من خلال مواجهة هذه القضية بكافة تعقيداتها مضيفة في الحوار التالي:

س/ وكيف ستواجهون هذه القضية؟

ج/ نواجهها من خلال تطوير شراكة بين الإتحادين الأوروبي والإفريقي ودول المصدر والعبور لإنقاذ الأرواح في البحر المتوسط وفي ليبيا والصحراء ففيهم من النساء والأطفال اليائسين الذين فضلوا المخاطرة بحيواتهم على البقاء في دولهم كما سندعم السلطات الليبية في سياق سياسي شديد التعقيد لإدارة الحدود ومراكز الإحتجاز المغلقة ومساعدة المنظمة العالمية للهجرة ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للعمل داخل ليبيا على مساعدة المهاجرين.

فالنجاح في السيطرة على جنوب ليبيا مهم لأن إستمرار الإتجار بالبشر بمنطقة الساحل وفي الصحراء والنيجر ومالي وتشاد سيؤدي إلى إستمرار عدم الإستقرار في ليبيا ولقد تصرفنا بشكل خاص في النيجر حيث قدمنا بدائل إقتصادية للشباب وإلا فإن الإتجار بالبشر كان يمكن أن يكون النشاط الإقتصادي الوحيد اهم وخلال عام واحد إنخفضت حالات العبور من 70 ألف حالة إلى 4 آلاف.

والآن هناك أداة عمل جديدة منذ أن أسسنا في مؤتمر قمة الإتحادين الأوروبي والإفريقي فرقة عمل بالتعاون مع الأمم المتحدة لتنسيق عملنا وسيقوم الإتحاد الأوروبي بتعزيز إجراءاته وستنظم الأمم المتحدة المساعدة الإنسانية والعودة الطوعية إلى الوطن والإتحاد الإفريقي ملتزم بتحديد المهاجرين وإخراجهم من مراكز الإحتجاز اللا إنسانية أينما كانت.

س/ الدخول إلى ليبيا والوصول إلى مراكز الإحتجاز المنتشرة في منطقة فوضوية هل هو هدف ممكن تحقيقه؟ ومتى؟

ج/ إننا نقوم بهذا فقد أعلنت المنظمة الدولية للهجرة توا عن إقلاع طائرتين مستأجرتين من ليبيا إلى بلدين من بلدان المهاجرين بالإضافة إلى بعض الرحلات التي نظمت بالفعل في الأشهر الأخيرة بدعم من الإتحاد الأوروبي وحتى الآن تمت مساعدة 14 ألف مهاجر على العودة إلى ديارهم وخرجوا من وضع لا يطاق من العبودية الحقيقية التي كنا ندركها.

س/ هل تطلب الأمر لقطات تلفزيونية للحديث عن تجارة الرقيق في ليبيا لكي يتعرض الرأي العام الدولي لصدمة؟ وإذا كان هذا الوضع معروفا منذ فترة طويلة لماذا لم تتصرفون في وقت سابق بشكل أكثر حزما؟

ج/ من هذه المراكز وظروف الرق التي يتعرض لها المهاجرون في رحلتهم بين الصحراء وليبيا والبحر سمعت لأول مرة عن لامبيدوزا قبل 4 أو 5 سنوات أخشى من أن تكون هذه الظاهرة قد كانت موجودة فعلا من قبل وفي بعض الأحيان تقرير تلفزيوني يساعد على فتح عيون الكثير من الناس وإذا كان ذلك يحث بعض صانعي القرار الذين لم يشعروا في السابق بالحاجة الملحة لإنقاذ الأرواح فهذا أمر جيد لاسيما بعد أن وقع الإتحاد الأوروبي منذ عام تعهدا بدعم عمل المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا.

وقد طلبنا من الجميع من منظمة الأمم المتحدة والمنظمة الدولية للهجرة ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التوجه إلى ليبيا للبحث عن هذه المعسكرات وطلبنا من السلطات الليبية أن تسمح لهم بالوصول إليها ونحن الأوروبييون بمفردنا مولنا إنقاذ 14 ألف شخص.

س/ في ليبيا ودول الساحل محاوروكم غير موثوق بهم على الدوام وأحيانا نشعر بأن الإتحاد الأوروبي يعد موزعا للأموال ومستثمرا من دون أن يتوقع نتيجة ملموسة؟

ج/ يسعدني أن شركائنا الأفارقة قد أكدوا إستعدادهم للمساهمة في هذه المؤسسة الضخمة لإنقاذ الأرواح إنهم أفارقة وهناك تغيير حقيقي في المنظور السياسي والثقافي لكلا الجانبين ونسينا فكرة أن قضية الهجرة تضع الجنوب ضد الشمال والشمال ضد الجنوب والقرار الأهم الذي أتخذ في أبيدجان لا يتعلق بإنشاء فرقة للعمل معا وليس ضد بعضنا البعض وخاصة فيما يتعلق بخطة الإستثمار الخاص بدعم مالي من الإتحاد الأوروبي بقيمة 44 مليار يورو المخصصة لمشاريع تطوير فرص العمل في المناطق الأكثر هشاشة في إفريقيا وهذه هي الإجابة الحقيقية على قضايا الأمن والهجرة في القارة السمراء.

 

Shares