ليبيا – مؤتمر «الانتقال العادل والمستدام للطاقة» بإشراف أممي وتمويل أوروبي: مسارٌ لتعزيز المسؤولية البيئية والحوكمة
إطلاق المؤتمر وأطراف الشراكة
انطلقت في طرابلس أعمال مؤتمر «الانتقال العادل والمستدام للطاقة» ضمن مشروع «دعم التحول الطاقي والتخفيف من تغير المناخ في ليبيا»، بإشراف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبالشراكة مع بعثة الاتحاد الأوروبي ووزارة النفط والغاز بحكومة الدبيبة، وبمشاركة مؤسسات حكومية وشركات نفط محلية ودولية ومنظمات مجتمع مدني وجامعات وسفراء شباب من مختلف المناطق، وفق تقرير ميداني لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي تابَعته «صحيفة المرصد».
رسائل الحكومة والاتحاد الأوروبي
أكد وزير النفط والغاز خليفة عبد الصادق أن القطاع شهد جهودًا لإعادة الاستقرار واستقطاب الاستثمارات ورفع الإنتاج، مع تبني هدف «صفر حرق غاز بحلول 2030»، معتبرًا المؤتمر «محطة استراتيجية» لبناء توازن بين أمن الطاقة والتنمية المستدامة وإدماج ليبيا في خارطة التحول العالمي. ومن جانبه، ثمّن سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا نيكولا أورلاندو التزام ليبيا بخفض الأثر البيئي لقطاع الهيدروكربونات والتحول لاقتصاد أكثر خضرة، معتبرًا المؤتمر خطوة ملموسة لتعزيز الممارسات المسؤولة وتهيئة الصناعة للمستقبل.
مواءمة الإطار القانوني والمسؤولية المؤسسية
ناقش المشاركون مواءمة مسار التنمية مع المعايير العالمية للاستدامة وحقوق الإنسان، بما في ذلك مبادئ الأمم المتحدة التوجيهية بشأن الأعمال وحقوق الإنسان والتوجيه الأوروبي للعناية الواجبة لاستدامة الشركات. وتطرّقت الجلسات إلى التدقيق البيئي وحقوق الإنسان عبر سلسلة القيمة في قطاع الطاقة، وأدوار الشراكات بين العام والخاص والإصلاحات المؤسسية في دعم تنمية شاملة ومستدامة.
منصّة للابتكار ودور الشباب
شهدت الفعالية إطلاق «معرض للطاقات» لعرض حلول ليبية مبتكرة ومبادرات مناخية مجتمعية. وأوضحت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي صوفي كيمخدزه أن الانتقال يتطلب «مسؤولية مؤسسية وملكية وطنية وتعاونًا دوليًا»، مؤكدة نهجًا «يضع الإنسان في الصميم». واستند المؤتمر إلى مبادرة «جيل الطاقة» المدعومة من وزارة النفط ومؤسسة النفط، التي درّبت أكثر من 900 سفير شاب يعملون مع المجتمعات على قضايا البيئة والمساءلة المؤسسية، بما يعكس تزايد الاعتراف بدور الشباب في صياغة مستقبل الطاقة في ليبيا.
خلاصة المسار
يمثّل المؤتمر خطوة عملية لربط التحول الطاقي بأطر الحوكمة والمسؤولية الاجتماعية، وتوسيع قاعدة الشراكات التقنية والتمويلية، بما يدعم الانتعاش الاقتصادي ويعزّز قدرة ليبيا على تنويع مزيج الطاقة والوفاء بالتزاماتها البيئية.
المرصد – متابعات