نيويورك – عقد في مدينة نيويورك، امس الخميس، اجتماع وزاري دولي لحشد الدعم لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.
وترأس الاجتماع وزراء خارجية الأردن أيمن الصفدي، وإسبانيا مانويل ألباريس، والبرازيل ماورو فييرا، وشارك فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش.
وقالت وزارة الخارجية الأردنية على حسابها بمنصة شركة “إكس” الأمريكية، إن الاجتماع عقد على هامش أعمال الدورة الـ 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وفي كلمته، قال الصفدي: “تعاني الأونروا من ضائقة مالية نتيجة انقطاع التمويل”.
وأشار إلى أنه “بحلول نهاية هذا الشهر (سبتمبر/ أيلول)، إذا لم تحصل الأونروا على التمويل اللازم لإطعام الأطفال الفلسطينيين، ولإعادة بناء المدارس المدمرة، فلن تتمكن من مواصلة عملها”.
وأكد أن “الكارثة في غزة مستمرة”، مشيرا إلى وجود أطفال فلسطينيين “يموتون يوميا، ليس بالرصاص، بل بسبب نقص الغذاء، وهذا واقع علينا تغييره”.
وأوضح أنه “من غير المفهوم أن تستمر دولة (إسرائيل) عضو في الأمم المتحدة في انتهاك قوانينها وميثاقها وقيمنا الإنسانية المشتركة، وتستمر في ارتكاب المجازر ضد المدنيين والعالم لا يحرك ساكنا”.
وزاد: “في مرحلة ما، سيتحتم على العالم أن يتحرك، سيتحتم عليه أن يقول كفى، سيتحتم عليه أن يوقف الحرب، ويوقف الانتهاكات، ويوقف قتل الأطفال والنساء والرجال، وعندما يحدث ذلك، سنحتاج إلى الأونروا”.
وأكد أنه “لا أحد يستطيع القيام بدور الأونروا في غزة، فهي موجودة هناك عندما غاب الآخرون، لأنها تعرف كل زقاق، كل شارع، كل منزل، كل مدرسة، كل عيادة، كل عائلة تحتاج إلى الدعم، نحن بحاجة للأونروا”.
ودعا وزير الخارجية الأردني إلى “سدّ الفجوة المالية التي تعاني منها الأونروا حتى تتمكن من القيام بعملها”.
وأردف: “دعونا نتحدث بشكل لا لبس فيه بأننا يجب أن ننقذ الأونروا، لأنه من خلال إنقاذ الأونروا فإننا ننقذ القليل مما تبقى من مصداقية نظامنا المتعدد الأطراف والتزامنا بالقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي”.
وزاد الصفدي: “آمل أن نكون قد اتخذنا بحلول نهاية هذا اليوم إجراءات حقيقية لضمان استمرار عمل الأونروا”.
وأكد أن “الأونروا، التي ضحّت بحياتها، استُشهد المئات من موظفيها، ومع ذلك يدفنون موتاهم، ثم ينتقلون لإيصال لقمة عيش لمن يحتاجها، ودواء لمن يتألم”.
والاثنين، قالت الأونروا إن أنشطتها في مدينة غزة تقلصت “بشكل كبير” جراء تدهور الأوضاع الأمنية، فيما اضطر مركزها الصحي الوحيد بمخيم الشاطئ إلى تعليق عملياته في 13 سبتمبر الجاري بسبب اشتداد الهجمات الإسرائيلية في محيطه والتي ألحقت أضرارا به.
ولفتت الوكالة إلى تضرر 91.8 بالمئة من المدارس بقطاع غزة بشكل جسيم ما يستلزم إعادة بنائها بالكامل أو إجراء إصلاحات كبيرة فيها، بينها 166 مبنى مدرسيا يتبع للأونروا.
وتعاني الأونروا عجزا ماليا قدرته الوكالة بنحو 200 مليون دولار، وناشدت في أكثر من مناسبة بدعمها ماليا لسداد العجز.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 65 ألفا و502 قتيل و167 ألفا و376 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.
من جانبه، قال غوتيريش إن “الأونروا تجبر على العمل اليوم تحت ضغوط شديدة ومتزايدة، حيث يقتل موظفوها وتدمر منشآتها في غزة، وتواجه عجزا هائلا في الميزانية وسيلا من التضليل الإعلامي”.
وأكد أن الوكالة المعنية بدعم لاجئي فلسطين تعد “قوة للاستقرار في أكثر مناطق العالم اضطرابا”، وفي ما ذكره موقع “أخبار الأمم المتحدة”.
وفي يناير/ كانون الثاني 2025، حظرت تل أبيب عمليات الأونروا في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد تصويت الكنيست على القرار في 28 أكتوبر 2024 بعد أن ادعت الحكومة الإسرائيلية أن موظفين عاملين في الوكالة، كانوا جزءا من هجمات 7 أكتوبر 2023.
وتأسست الأونروا بعد النكبة الفلسطينية عام 1948 بهدف مساعدة اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا إثر إعلان قيام دولة إسرائيل.
وتنشط الوكالة في 5 مناطق رئيسية، وهي قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان، وتقدم خدماتها لقرابة 5.9 ملايين فلسطيني.
الأناضول