«إعترافات إرهابي» تؤكد ما إنفردت به المرصد قبل عام عن مصير الصحفيين التونسيين المفقودين فى ليبيا

ليبيا- تناولت الصحف ووسائل الاعلام التونسية باهتمام اعترافات الارهابي المدعو عبدالله البرعصي بعد أن ألقي القبض عليه من مدينة درنة ، التي يعرفه فيها سكانها بتطرفه وإنتمائه للتنظيمات الارهابية منذ سنة 2011 وصولاً لإنتسابه الى تنظيمي القاعدة ثم داعش ثم القاعدة مجدداً .  

حيث إنفرد برنامج أكثر الذي يذاع عبر قناة ليبيا روحها الوطن بعرض إعترافات الارهابي محمد عبد الله البرعصي المولود في الـ17 من يناير من العام 1981 ومن ضمنها إعترافه بقتل الصحفيين التونسيين المفقودين فى ليبيا سفيان الشواربي ونذير القطاري .

البرنامج الذي أّذيع الأربعاء عبر القناة وتابعته صحيفة المرصد أشار إلى أن العنصر الارهابي يحمل بطاقة شخصية برقم 74661 وهو موظف بقطاع التكوين التابع لقطاع التعليم منذ العام 2002 وأدناه نص الإعترافات:

س/ من هي الجهة التي قامت بالقبض عليك؟

ج/ البحث الجنائي مرتوبة ( منطقة جنوب مدينة درنة).

س/ كيف إنضممت للجماعة؟

في البداية وخلال العام 2011 كنت منضم لتشكيل الثوار لحماية درنة الكائن في موقع المواصلات بشارع الفنار وفي أوائل عام 2012  كان لدي بعض الأشخاص منضمين لأنصار الشريعة وسبب إنضمامي لهم هو الخوف من جماعة كتيبة أبوسليم لذلك إنضممت لأنصار الشريعة ومن ضمني لهم شاب إسمه فارس الورفلي .

س/ ما هي المهام التي كلفت بها؟

ج/ أول مهمة كلفت بمراقبة شخص يدعى عزت بوخطوة موظف في الأمن الداخلي، والمراقبة ليس فقط أنا لوحدي هم دائما يعتمدون على أكثر من شخص وأكثر من سيارة وكلمني شخص أسمه سمير بو مريحة وسألني عن موقعي الحالي أجبته بأني أعمل سائق سيارة أجرة في داخل البلاد وقال لي راقب شخص يسمى عزت بو خطوة والمعلومات التي لدينا أنه في طبرق لكن توجد معلومة أنه في منزله بدرنة وأجبته أنني لا أعرفه وسألته هل أذهب إلى منزله وما الطريقة؟

وقال لي ضروري أن تذهب في إستطلاع للمنزل وفي أول يوم قمت بـ5 جولات حول المنزل وأكثر بجانب المنزل ولم يكن هناك وفي اليوم الثاني ظهر قبل أذان الظهر بقليل وكان موجود بالخارج وأنا لا أعرفه لكنهم وصفوا لي ملامحه فهاتفت سمير وقلت له بأنني وجدت عزت على باب منزله وقال لي قم بجولة مرة أخرى بجانب المنزل وعندها لم أجده وعند أذان المغرب أيضا قمت بجولة أخرى ولم أجده ولا حتى ثالث ورابع يوم .

وفي اليوم الخامس وقبل وقت المغرب بقليل وجدته بعيدا عن باب منزله بمسافة قصيرة فهاتفت سمير لأقول له أن بوخطوة موجود في الخارج فقال لي نحن نراه إذهب في حالك فذهبت لمحل قطع غيار إسكندر وبعدها سمعت صوت رماية فأخذت جولة من النادي الإفريقي ورجعت من طريق أخرى ووجدت 10 أشخاص في مربع بو خطوة سألتهم وقالوا لي أن هناك شخص ضُرب بالرصاص وأخذوه .

فهاتفت سمير مرتين لكنه لم يجيب وبعد حوالي ساعة إلاربع أجابني وقال لي أنه ما زال على قيد الحياة وموجود في مستشفى الهريش وعندما ذهبت لباب الهريش فوجدت زحاما فكلمت سمير وقلت له أن الاشخاص موجودين عند العناية ليسوا عند الثلاجة فقال لي إذهب في حالك.

س/ من الأشخاص الذين كانوا عند البوابة؟

ج/ صلاح دنقو وشاب آخر يسمى عاطف الحصادي والباقي لا أعرفهم.

س/ كم تقاضيت من مبلغ مالي؟

بعد حوالي 10 إيام سمير أعطاني 600 دينار مقابل مهمة مراقبتي لأبوخطوة.

س/ من الذي صفى المرحوم العقيد عدنان النويصري كيف تمت وأين؟

ج/ لم أكن حاضرا وتمت عند مصرف الوحدة ومن قام بتصفيته مجموعة مشكلة للتصفية بدئاً من فرج ومراد الغيثي ومراد السبع وبشار الدرسي  .

س/ كنت شاهد عيان لعملية تصفية عدنان؟

ج/ نعم كانت في رمضان وبالنسبة لي أنا كنت في شرفة المنزل قبل أذان العشاء بحوالي ربع ساعة وبعد الأذان كانت هناك سيارة تلاحق الأخرى وبعدها بنصف ساعة لحقتهم سيارة صينية دبل بيضاء اللون لكن الشخص الذي رمى هو فرج غفير مكان التصفية عند كوبري عزوز والسلاح كان بندقية الكلاشينكوف.

من كان مع المرحوم عدنان؟

ج- لم أرى بعيني لكن يقال أن أطفاله معه وأعتقد أن أحد الأطفال كان مصاباً.

س/ حدثني عن عمليات التصفية للصحفيين الذين تم إلقاء القبض عليهم من قبل إنصار الشريعة؟

ج/ في الساعة الخامسة في فترة العشاء كنت موجود عند بوابة الغابة ( غابة بومسافر ) بعدها بربع ساعة جاء شخص إسمه سراج غفير البرعصي وكان معه شخص آخر لا أعرفه حتى الآن وكان معه شخصان في الخلف بالسيارة وكانوا معصومي الوجوه وإياديهم مكبلة خلف ظهورهم والسيارة نوع تويوتا بيضاء ذات زجاج مظلم أما الزجاج الخلفي كان مفتوح والأجواء كانت دافئة والإضاءة واضحة ودخل فرج داخل الغابة بالعمق عند مكتب الأمراء وبعد حوالي نصف ساعة خرج ومعه الشخص.

وكانت الساعة حوالي 6 وربع وكانوا الشباب التونسيين يقال إنهم صحفيين من حيث الملابس والمعدات الموجودة معهم وكان هناك محقق مصري إسمه محمد المصري والمكتى بـ أبوصخر دخل إليهم مع عبد الحكيم الحصادي وشبه مؤكد كان معهم سفيان بن قمو وغابوا حوالي ساعتين وبعدها في حوالي الساعة الثامنة والربع خرجوا من غرفة التحقيق وكانت المسافة بيننا أكثر من 100 متر وبدافع الفضول تقربت أنا ومعي شخص آخر يدعى ربيع القطعاني وتوجهنا للتنصت على حديث الحصادي والمجموعة التي معه.

كان أقرب شخص للضحايا هو المصري محمد وكان خلفهم على بعد 3 أمتار عبد الرؤوف الجزائري وكان الحصادي يتحدث بصوت متوسط بأنهم جواسيس ومن فصيلة الطابور الخامس وأنهم يريدون تخريب ثورة الـ17 فبراير وأنهم مؤيدين للنظام السابق ولأحمد قذاف الدم وبأنهم جناة وكنت أقرب للضحايا على بعد متر ونصف وكان على ظهري سلاح الكلاشنكوف ليس مطوي وعندما كان حكيم يتحدث يلقي بنظره علي ووضع يده على كتفي ويتحدث بصوت مرتفع ثم نظر إلي وسألني عن إسمي.

ومن ثم قال لي ظننت أنك أحد المهاجرين من الجنسية الفلسطينية ولم يظن إنني ليبي .  ان من أعطاني الأمر بالرماية عبد الحكيم الحصادي وشجعني على ذلك محمد المصري وقال لي نأمرك بقتل هؤلاء لأنهم يستحقون فرميت رصاصة أتت من الرأس فى الخلف لكل واحد منهم أول ثواني كانت إطلاقة لكل منهما ومن ثم أمرني محمد المصري أن أرمي أخرى للتأكيد لفرج محمد غفير البرعصي بأنهم قتلوا وهو الذي أتى بهم من الفتايح لكن لا أعلم من أين أتى بهم .

س/ من حضر عملية التصفية من القيادات؟

ج/ الحصادي وسفيان بن قمو من ليبيا ومحمد الجزائري الملقب بأبو جبل أو أبو جبهة وهناك قيادي آخر يدعى عبد الرؤوف الجزائري وموجود في درنة حاليا والآخر قيادي إسمه محمد المصري موجود في درنة ولكن التاريخ بالتحديد لا أعرف.

س/ صف لي الشخصين؟

ج/ كانوا أثنان واحد بنفس طولي والآخر أقصر مني بقليل وعندما كانوا في وضع البروك لاحظت أن أجسامهم غير مليئة وأوزانهم في الـ60 ولا تتجاوز ذلك.

س/ وقت التصفية؟

ج/ ما بين الـ8 والنصف والـ9 مساء وكانت مع الضحايا حقيبتان للملابس واحدة لونها بني والأخرى أسود وكانت معهم حقيبة متوسطة الحجم فيها 3 كاميرات و4 هواتف للتصوير ولا أعرف أين تم دفنهم  .

س/ صف لي عملية تصفية الشخصين الذين تم القبض عليهم وواحد منهم من رأس الهلال والآخر من الساحل الغربي؟

ج/ هذا تم في العام 2014 والوقت كان الـ7 والنصف ومن أتى بهم للغابة حسن المنصوري والسيارة تويتا بيضاء رباعية الدفع والشخص الذي مع حسن لا أعرفه ولكن بنيته كانت ضخمة ووجهه دائري وأبيض البشرة وكان كثيف اللحية ولم يكن يرتدي قبعة بل لثاماً .

الشخص الآخر لا أعرفه وإتجهت السيارة للداخل وبعد ربع ساعة كالعادة تقدمت حتى أشاهد فكان أحدهم يعرج لأنه مصاب وبعدها سقط على ركبتيه لأنه لم يستطيع الوقوف وإتضح لي أن واحد منهم من رأس هلال .

س/ من قام بتصفيتهم؟

ج/ الرؤية لم تكن واضحة ولكن من كان بيده السلاح المنصوري وعبد الرؤوف الجزائري وسمعت كلمة يا سلومة لكن لا أعرف لمن بالضبط .

س/ ما الرسالة التي تريد تقديمها للأشخاص الذين ما زالوا في التيارات التكفيرية ؟

ج/ نتمنى من الله أن يهدي جميع من ضل وأن الشباب الذين لا زال مغرر بهم لأسباب مالية ونفسية نتمنى من الله أن يعودوا إلى رشدهم وعقولهم وأن ينزعوا الفكر وأن نرجع كما كنا لحمة وطنية واحدة لأن الحكم فيهم على باطل وغير إسلامي وليس على بينة .

والشخص الذي كان برفقة الصحفيين التونسيين هو الملقب بأبو قتادة والأسم لا أعرفه هو ضابط مصري ومكانته رفيعة داخل أنصار الشريعة وهو يقوم بالتحقيق مع أي شخص يتم القبض عليه ومهمته التخطيط للمهمات وهو الرجل الأول فيها وعلاقته جيدة مع الحصادي وفتحي الشاعري ومع عبد الباسط عزوز آمر كتيبة النور في مصنع ملابس درنة .

وأول من بدء تكوين ثوار حماية المدينة شخص إسمه طارق الميجري من سكان البلاد عند جامع الفتح قرب عيادة النجاح وكان هو الوحيد آمر السريا ومن ثم كان منضم له آخرون من ضمنهم عبد السلام القاضي وكان المقر في مدرسة الشهيد مهدي خلف مديرية أمن درنة ثم نقل إلى قسم المواصلات في شارع الفنار وكان الأشخاص موجودين عبد السلام الكروش ومنصور الحصادي وشكري الحاسي وفوزي بن خيال ومبدئياً كانوا قوة حماية للمصارف والمستشفيات وبعد رمضان تم دخول آخرون من ضمنهم عبد الباسط عزوز وفتحي الشاعري  وناصر العكر وهؤلاء هم القادة في درنة .

س/ كان هناك قصف للطائرات لعمارة المهاجري بالقرب من مسجد الفتح هل له علاقة بطارق؟

ج/ نعم أصيب منزل طارق الماجري وهو من ضمن الإخوان وهو مؤسس تشكيل حماية المدينة في نهاية شهر فبراير من العام 2011.

س/ ذكرت أنه تم تفجير مقر المواصلات؟

ج/ كان في أواسط شهر رمضان المبارك وتم في الساعة الـ11 مساء وتم القبض على شخص يدعى أسامة الورشفاني من بنغازي وكان في الشارع نوري وكان معه شخص آخر من أسرة الحصادي وعندما أتو بهم للمواصلات أتى عبد الحكيم الحصادي وتمت القضية بإسم أسامة فقط وأسامة بقى في سجن بو سليم فترة وبعدها رجع ومن ثم دخل سجن المواصلات تحت رعاية عبد السلام القاضي وعبد السلام الكروش ووضعوه في السجن وأتوا أهله وبعد فتره خرج وتم تفجير المواصلات بقنبلة يدوية ولا توجد أضرار بشرية.

والشخص الذي كان يحمل الرأس المقطوع في كيس من البلاستك هو محسن جبريل حسب ما أثبتوه أهالي درنة وهم من كانوا يرتدون نظارات طبية ولا أعرف مكان التصوير أين .

س/ من الجهة المسؤولة عن عمليات الإغتيال قبل ظهور داعش؟

ج/ مجموعات بوسليم ومجموعات معينة ومنهم سراج غفير وأبو نقطة حسن المنصوري الملقب بالمقاتل الإنغماسي ومراد السبع ومراد الغيثي وهؤلاء ليبيين وأول تصفية حدثت في مستشفى الهريش عن طريق شخص يدعى أمين والآخر إسلام الطويبي صفوا ممرض أسمه حمد وكانت في وجه الفجر ومن قام بالتصفية هو أمين علي .

س/ حدد لي الشخصيات القيادية في ثوار حماية المدينة؟

ج/ منصور الحصادي وشكري الحافي  .

وفكرهم تنظيم قاعدة وأخواني ونفوذهم السيطرة والكفر والسلطة جميعهم في ليبيا والدرع لهم هو الشباب المغرر بهم وعندما وصلوا لما يريدونه تركوهم وليس هدف وطني أو تحرير البلاد وهناك أجانب في درنة يصولون ويجولون فيها درنة بأريحية ومنهم من صاهر الليبيين ومحمد المصري كان سفاح في القتل وهناك شخص آخر يدعى عبد الرؤوف الجزائري موجود في الساحل الشرقي في درنة وشخص آخر جزائري من سكان جبيلة وآخر مصري كلهم تابعين لأنصار الشريعة وبالنسبة للأسر الداعمة للأجانب هي أسرة فلسطينية مكونة من 6 أفراد تسكن في شارع الجيش مقابل مدرسة الجلاء.

س/ من خلال المعلومات أنه تم تفجير سيارة عبد الحكيم الحصادي ما معلوماتك؟

ج/ الحصادي كان مرة ذاهب لطرابلس وبعدها تم التفجير ويقال من بعض الأشخاص المقربين له أنها كانت مفبركة لأسباب مجهولة وبعد شهر إختفى وعندما كان ذاهب من درنة إلى طرابس والشخص الذي قام بتفجير السيارة من جماعة ابوسليم وإعترف بعد فترة زمنية وأخذ الإذن من شخص قريب من الحصادي وكل من في درنة يعلم أنها مفبركة 100%.

———

تجدر الاشارة الى ان صحيفة المرصد الليبية كانت قد انفردت بنشر مراسلة داخلية لتنظيم داعش بين أمير الإدارة الأمنية للتنظيم بقاطع مدينة اجدابيا والمسؤول الأمني العام للدولة الاسلامية في ليبيا حول مصير الصحفيين التونسيين وذلك قبل عام بالتحديد يوم 8 يناير 2017 .

وتضمنت هذه المراسلة تقريرا حول مصير طاقم قناة برقة المختطف و الذى من ضمنه الصحفيين التونسيين نذير القطاري و سفيان الشواربي .

وجاء في المراسلة أن طاقم برقة قد تم اختطافه بعد نصب كمين محكم لهم من طرف أمير الادارة الامنية للتنظيم قاطع اجدابيا بطريق الـ200 الصحراوي، وكان الفريق متكونا من 12 شخصا من بينهم 3 تونسيين، مصري واحد والبقية يحملون الجنسية الليبية، وقد لاذ بعضهم بالفرار في حين عجز البقية عن ذلك وبقوا في قبضة الدواعش.

وأكّدت المراسلة أنّه تمت فعلا تصفية الصحفيين رميا بالرصاص بعد فتوى المسؤول الشرعي بحقهم ، مشيرة إلى وجود عربة مصفحة نوع تويوتا لاند كروزر كانت ترافقهم وقد لاذت بالفرار .

أما بخصوص المعدات التي كانت بحوزة الصحفيين سفيان الشورابي ونذير القطاري والسيارات التي كانوا على متنها، قال المسؤول الامني التابع لتنظيم “داعش” الإرهابي أنّه تم تسليمها إلى ما يُسمى بـ “ديوان بيت مال المسلمين” في مدينة درنة وذلك فى رواية متطابقة مع الرواية التي أدلى بها الارهابي عبدالله البرعصي فى اعترافاته المذاعة عبر برنامج أكثر بعد عام من نشر المرصد لهذه المراسلة .

المرصد – خاص

 

Shares