مقال رأي – بقلم عيسى عبدالقيوم
منذ فترة طويلة عبّرت عن قلقي تجاه طريقة صياغة تقارير مكتب بعثة الامم المتحدة حين وجدتها غير دقيقة فى احصائياتها وبعض مفرداتها منتقاة بعناية مخلة بالمعنى وغير حيادية تجاه طرف على حساب طرف !!
وكان لي تعليق على تقرير البعثة الشهر قبل الماضي حين اورد تفاصيل التفاصيل عن الجثث التى وجدت فى منطقة الابيار ، وشاركنا التقرير يومها قلقه إدانته للجريمة البشعة وغير المقبولة .
ولكنني وجدات ذات التقرير عجز عن تحديد ملامح جريمة حدثت فى ذات الفترة وهي “مجزرة ورشفانة” التى راح ضحيتها 28 مواطناً ، وقال التقرير ان من قتلوا 11 فقط ووضع العبارة فى سياق جريمة “مجهولة”رغم صدور تصريحات رسمية بخصوص اعداد القتلى وتحديد اطراف الصراع بدقة !
يوم امس صدر تقرير جديد نشرته البعثة على موقعها (مرفق رقم1) الذي يصلح ليكون مثالاً للانحياز على حساب الحقيقة !!
فوجدته للإسف وقد صيّغ بذات الفكر والانامل تقريباً ، فحين تكلم عن تفجير “السلماني” ببنغازي جاء بتفاصيل التفاصيل كالعادة ولكنه حين تكلم عن “مجزرة معيتيقة” جاء بالعجب العجاب ، من التعميم الى التكتم على معلومات خطيرة ومتاحة للجميع فوصوف من قام بالهجوم بأنها “جماعة مسلحة” مجهولة فلم ينسبها الى المجلس الرئاسي رغم ان المجلس الرئاسي ذاته اصدر بيان حل الكتيبة 33 المدانة فى الجريمة مؤكداً تبعيتها له!!.
الى ام العجائب .. حيث أكد التقرير على سقوط “قتيلين” فقط ! رغم أن الاحصائيات الرسمية لحكومة السراج أكدت سقوط (20) قتيلاً وهو ما نقلته صحافة الدنيا كلها ، اما الأشد غرابة فى تقرير يفترض أنه أممي ومتابع بدقة وموضوعية فهو تأكيد التقرير على أن بعثة الأمم المتحدة “لم تتمكن من التأكد من وجود أي مدنيين ضمن المصابين” !!
رغم ان المعلومات حول احصائيات الجرحى والقتلى كانت متاحة للجميع (مرفق رقم 2 ،3،4) ومن مصادر رسمية ومستقلة !!
وأخيرا نجد التقرير الأممي الذي يشكل نافذة العالم على الحالة الليبية يصمت كذلك عن تدمير 4 طائرات واحداث اضرار بالمطار والمهبط !!
على أي حال مما جعلني اسجل استغرابي وقلقي حيال مصداقية التقارير هو ان مقر البعثة وكل كادرها ومصادرها الموثوقة فى طرابلس ، فلا يوجد لها اي مكاتب فى بنغازي حتى الان .
ومع هذا تأتي اخبار (الطرف) البعيد مفصلة مع صياغات تحريضية مستفزة ، وتأتي اخبار (الطرف) القريب من مقر مكتب البعثة شحيحة ومشوشة ومتكتم على صحيحها ، فمن يكتب تقاريرك يا سلامة؟!
عيسى عبدالقيوم
2 فبراير 2018