ليبيا – قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل بأن ما يحدث في ليبيا الآن هو نتيجة تدخلات أجنبية من خلال تمسك كل طرف برأيه دون النظر إلى مصلحة البلاد.
وفى مقابلة مسجلة بث الجزء الاول منها مساء الثلاثاء عبر قناة “ ليبيا 218 نيوز ” وأجرتها معه الإعلامية هدى السراري وتابعتها صحيفة المرصد ، رأي عبدالجليل ان الصلح بين أطراف معينة يحتم عليها أن تتنازل عن بعض الحقوق حتى تستطيع الوصول إلى حل مؤكداً بأن المشير خليفة حفتر هو الوحيد الذي لم يبدي أي تعنت وذلك عندما اتصل به خلال وجوده بالإمارات.
عبدالجليل يخرج عن صمته مجدداً ويكشف كواليس خدعة الإخوان المسلمين الكبرى
وعن حقبة رئاسته للمجلس الإنتقالي ومابعدها ، أكد عبدالجليل أن ثقته في الإخوان المسلمين كانت في غير محلها وقال : ” لقد بان عوارهم وعيوبهم في أكثر من مناسبة فهم لن يتخلوا عنها وهي الولاء للجماعة لا للوطن وسعيهم دائماً لإقصاء الغير، كما أنهم غير صادقين ” .
وعبر عبدالجليل عن أسفه لثقته في الإخوان المسلمين وفي التيار الإسلامي بشكل عام مشيراً الى أن الجميع كان يعتقد قبل الثورة أن كل من دخل السجن كان قد تعرض لذلك لمصلحة الوطن ولاتباعه الدين الإسلامي الحنيف إلا أن الحقيقة كانت عكس ذلك.
” إلا أن ما اتضح فيما بعد هو أن الإخوان لا علاقة لهم بالوطن وجل السجناء السياسيين كانت أمورهم مرتبطة بأجندات سياسية، فلا علاقة لها بالوطن ولا بكراهية معمر القذافي ” . والكلام للمستشار عبدالجليل .
قبضوا ثمن نضالهم مرتين !
وأكد رئيس الإنتقالي أن كل سجين من هؤلاء تحصل على تعويض وقدره 2000 دينار عن كل شهر سجن إذا لم يدان من قبل محكمة مشكلة بموجب القانون نافياً تعويض المجلس للسجناء الذين تمت إدانتهم وأن الامر إقتصر على تعويض من لم تتم إدانته بما فيهم الاسلاميين .
وقال : ” أنا لو كنت قاضياً لما حكمت على من لم يرتكب جريمة قتل بالإعدام، وتحدثت مع القضاة أنه يجب أن يكون حكم الإعدام لمن قتل إنسانا وأقولها بكل صراحة، القضاء في ظل نظام معمر كان مستقلاً ونزيهاً، ولم يتدخل النظام في عمل القضاء إلا من بعض القضاة الذين تطوعوا لخدمته ” .
نشأة الإرهاب .. بصمة الإخوان والمقاتلة
وعن بداية تكون الجماعات الإرهابية فى مناطق شرق ليبيا ، كشف عبدالجليل عن تقارير قال بأنها كانت تتوارد لهم ومفادها أن مجموعة شباب درنة يستولون على السلاح الثقيل من مخازن السلاح في معسكرات الرجمة وفي نواحي قندولة، ويتجهون بها شرقاً ناحية مدينتهم .
وفى ذات السياق ، تحدث عن لقاء جمعه مع الجماعة الليبية الإسلامية المقاتلة ومنهم عبد الحكيم الحصادي وكمال عزوز واثنين آخرين تحدث فيه الحصادي بحضور أشخاص من مدينة البيضاء بينهم إدريس علي الحجازي وقد أقروا بأن هذه الأسلحة كانت تؤخذ بالفعل لدرنة بحجة الصيانة ومن ثم نقلها للجبهة.
وتابع : ” قالوا تعالوا للجبهة وكل من يقول شرع الله يا شيخ فهو لنا وبينا وبينكم الميدان ، ذهبنا ذات مرة لوسط إجدابيا وكانت البوابة الغربية تحت سيطرة كتائب معمر، والبوابة الشرقية تحت سيطرة الثوار، فوجدنا سيارات عسكرية محملة بالأسلحة الثقيلة، وقالوا لنا أيضاً شرع الله يا شيخ وكذلك هو الحال قبل السيطرة على سرت وتحديداً فى بوابة كان بها 30 سيارة عند منفذها قرب قاعة واغادوغو ” .
قادة وقيادات الإخوان نكثوا العهود
وأشار المستشار مصطفى عبدالجليل فى معرض حديثه عن الخديعة والإرهاب ونشأته لعدة أسماء منها مصطفى الساقزلي واسماعيل الصلابي مؤكداً بأنهما طلبا منه التأكيد فى خطاب التحرير على أن الشريعة الاسلامية هي مصدر التشريع شرط أن يسلموا أسلحتهم بشكل رمزي على أن يسلم كل الثوار سلاحهم بعد ذلك .
وإستطرد قائلاً : ” من هذا المنبر اقول لليبيين بإنني وثقت في الأسلاميين لكنهم نكثوا العهود ولم يكونوا في مستوى الثقة التي منحتها لهم ” . معلناً بأن أعضاء المجلس ، د.فتحي البعجة وعبدالحفيظ غوقة وفتحي تربل هم من قدموا له الصلابي والساقزلي وفوزي بوكتف على أنهم من قادة الثوار .
اما فيما يتعلق بعمل المكتب التنفيذي ( رئاسة الوزراء ) قال عبدالجليل أن د.محمود جبريل تولى العمل السياسي حينها بمهنية وبمهارة مؤكداً بأنه هو من اقترح جبريل لرئاسة المكتب .
أبوسدرة والإنتقالي
وعن الجدل الذي يبرز فى كل حديث عن المجلس الانتقالي ومستشاريه ، قال عبدالجليل بأنه إختار أربعة شخصيات ليكونوا مستشاريه في بنغازي وهم محمد المفتي وعبدالجواد البدين ومحمد ابوسدرة مشيراً إلى مكتب فى بنغازي كان يديره شخص لقبه القزيري وأن ابوسدرة لم يكن مستشاراً لوحده .
وعرج عبدالجليل فى حديثه عن وجود أبوسدرة ضمن مستشاريه إلى وضع عائلته قائلاً : ” والده كان يركب على حمار ويجمع الخبز ليطعم أبنائه ومن هنا كان أهالي مدينة البيضاء متعاطفين معهم لإنهم فقراء ” .
فى حوار خاص .. عبدالجليل : الإخوان دعموا الإرهاب و لا إنتماء لهم و هذه كواليسهم فى الانتقالي مع قطر
وختم عبدالجليل حديثه فى الجزء الاول من اللقاء مؤكداً بأن المرة الوحيدة التي طلب فيها أعضاء المجلس الانتقالي بالأخذ برأيه كانت عندما أصر المطالبون بالفيدرالية على مقاطعة الانتخابات كاشفاً عن اجتماع دار بينه وبين بعض ممثليهم حول عدد مقاعد الاقاليم و مطلب تأجيل الانتخابات ( المؤتمر الوطني ) وحصص مقاعد هيئة الدستور ومسألة تعيينها أو إختيارها بالانتخاب .
يشار الى ان القناة كانت قد أعلنت عن جزء ثاني من اللقاء وبثت له إعلاناً تطرق فيه عبدالجليل وبالاسماء لشخصيات ووقائع أخرى تتعلق بتيار الاسلام السياسي خلال حقبة أحداث ” ثورة فبراير ” وفترة ترأسه للمجلس الانتقالي .
مصدر اللقاء : الجزء الأول من مقابلة تلفزيونية مع قناة 218 نيوز
إعداد التقرير : المرصد – خاص