ليبيا – أرجع وزير الخارجية بالحكومة المؤقتة محمد الدايري أسباب تقديمه الإستقالة من منصبه لقيام رئيس الحكومة عبد الله الثني بتقويض عمل الوزارة وتحجيم دورها الخارجي وتحركاتها والتهميش الواضح لدور الوزير في فترة هامة من فترات أزمة الوطن.
الدايري أوضح في تصريح صحفي لقناة ليبيا الحدث أمس الأحد تابعته صحيفة المرصد بأن الثني قام خلال الفترة الأخيرة بإتخاذ قرارات عديدة من دون التشاور معه والهيمنة على كل مقادير وأمور الوزارة في ظل حال من عدم وجود شجاعة أدبية وسياسية لمقابلته والإجتماع معه طيلة الأشهر الماضية فهذا الإنقطاع وعدم التواصل والتنسيق لا يحصل إلا في إدارة متخلفة وعبثية على حد تعبير الدايري.
وأضاف بأنه والوزارة والحكومة المؤقتة منبثقون عن الشرعية الدستورية المتمثلة بمجلس النواب إلا أن هنالك طرف هام آخر وهو القيادة العامة للجيش الوطني الليبي المنبثق عن هذه الشرعية وهو يقوم بعمل رائع ومجهود مضن في سبيل توحيد المؤسسة العسكرية وهو أمر سيدفع بلا شك بالعملية السياسية للوصول بالوطن لبر الأمان وهو شيء يتم الإشادة به من خلال الإجتماعات التي عقدها الدايري مع الكثير من المسؤولين في تونس أو القاهرة أو عواصم أخرى خلال السنة والنصف الماضيين.
وإستمر الدايري بالتوضيح قائلا بأن هذه الإجتماعات أتت بعد دخول حكومة الوفاق غير المعتمدة شرعيا إلى طرابلس والتي نتج عنها التثمين لدور الجيش وهو الأمر الذي لم يطيب للثني وقاد إلى الخلاف معه في ظل القصور في التمثيل الخارجي كاشفا عن حديث جمعه بنائب رئيس الحكومة لشؤون الهيئات عبد الرحمن الإحيرش وحديثه مع الثني بشأن تقديم الإستقالة في الـ4 من مارس الجاري وتسليمه إياها في الـ15 من ذات الشهر.
وأضاف بأن هنالك مذكرة شارحة لأسباب الإستقالة موجهة للثني ورئيس مجلس النواب ولجنة الشؤون الخارجية بالمجلس ورئيس هيئة الرقابة الإدارية فيما أصر الثني على عدم إستلامها وهو ما يمثل تخبطا ورعونة من جانبه بالتعامل مع هذا الشأن وشؤون وزارة الداخلية ووزارات سيادية أخرى الأمر الذي أدى لسقوط هذا الرجل شعبيا لإمعانه في عنترياته ونزواته التي قادت لإيقاف وزراء ومن ثم إعادتهم وخلخلة وضع الحكومة وعدم وجود فريق حكومي متجانس ومتناغم خاصة في هذه الفترة العصيبة التي يمر بها الوطن.
ومضى الدايري بالتوضيح قائلا بأن ما أشار إليه بتصريحه الأخير حول الإستقالة عن وجود محاولات تلوح في الأفق لعدم البت في الإستقالة ليتسنى للثني تقديم مرشح لمنصب الوزير لمجلس النواب وطرح الأمر وكأنه تغيير وزاري ينسجم تماما مع شخصية الثني التي تعاني من العناد حتى أمام أمور وحقائق واضحة للجميع فالأخير يجري مشاورات مع بعض الأعضاء للتغيير الوزاري وهو الأمر الذي لا يهم الدايري الباحث عن البت في أمر إستقالته من قبل مجلس النواب الذي حلف أمامه اليمين الدستوري ومناط به مثل هذا الأمر.
وأضاف بأن الثني وزير لعدة وزارات مثل العدل والتعليم والداخلية لأكثر من سنتين وهو مهيمن على أمور ومقادير عدة وزارات وهذا الأمر لا يصح في فترة عصيبة تمر بها البلاد محييا في ذات الوقت تضحيات ضباط وجنود الجيش الليبي وعلى رأسهم القائد العام المشير خليفة حفتر الذي يحرص على وحدة البلاد والوصول بها لبر الأمان.
هذا وكانت صحيفة المرصد قد نقلت أمس الأحد بشكل حصري تصريحا صحفيا لوزير الخارجية محمد الدايري أعلن فيه إستقالته وتفاصيل وحيثيات وأسباب هذه الإستقالة.
المرصد – متابعات