قيادي بإخوان ليبيا : المؤتمر أربك المشهد بالعزل والقرار 7 وحفتر أقحم القبائل فى إنقلابه

ليبيا- وصف القيادي في جماعة الإخوان المسلمين الليبية صلاح الشلوي الواقع الراهن في ليبيا بالإنتقالي وبأنه ليس المشهد الأخير ولا حتى المتقدم فمن بين الملامح الظاهرة في هذا الواقع الإرتباك السياسي والمؤسساتي وإرتباك العناصر الفاعلة سياسيا على حد وصفه.

الشلوي أوضح خلال إستضافته في الجزء الأول من برنامج لقاء خاص الذي أذيع أمس الأحد عبر قناة ليبيا لكل الأحرار وتابعتها صحيفة المرصد بأن الأطراف الداعمة للإستقرار في ليبيا تشهد حالة من الإرتباك هي الأخرى مضيفا في الحوار التالي الذي تنشر الصحيفة الجزء الأول المذاع منه عبر القناة:

س/ هلا أوضحت لنا ماهية إرتباك الأطراف الداعمة للإستقرار في ليبيا؟

ج/ نحن نرى كيف أن بعثة الأمم المتحدة بعد أن مضت الفترة الأولى في التجهيز للإتفاق السياسي دخلت في طور إرتباك شديد وخاصة في مرحلة كوبلر والآن ربما حتى أسوء فالمفروض أن تكون الأمم المتحدة الداعم وأقل شيء أن تكون لديها رؤية واضحة فهم يريدون الإستقرار لكن المعادلة على الواقع والأطراف الليبية غاية في التعقيد ولا يوجد هناك ما يمكن الإستناد إليه للتعامل معه فالمشهد تغلب عليه العشوائية والإرتجال والضبابية فلا يوجد أي إستقرار لسلوك الأفراد والمؤسسات.

س/ هل حالة الإرتباك السياسي أو التعبير مطابقة للواقع الذي تعيشه ليبيا اليوم؟ هل يمكن أن نقول بأن الحالة وصلت لأبعد من ذلك وربما لحالة إنسداد وجمود كاملين فالإرتباك ربما فيه نوع من تلطيف المصطلحات؟

ج/ المشهد في الأساس إرتبك خلال الوضع الإنتقالي لأنه وضع خارطة طريق وإعلانا دستوريا ومن ثم وفي آخر لحظة وبسبب الإرتباك الذي كان بداخله أجرى تغييرات جوهرية على خارطة الطريق التي وضعها خاصة في ما يخص كيفية إختيار المؤتمر الوطني ولجنة الدستور وترتب على هذه الإجراءات لغط فالقرارات لم تكن واضحة وعليها ردود أفعال ومن ثم هذا الإرباك تم وراثته من المؤتمر الوطني العام الذي هو في بعض المحطات أو القضايا ربما خطى خطوات جيدة.

ولكن ذات المؤتمر إرتبك داخليا في مسائل معينة وأربك المشهد الليبي خاصة في ما يتعلق بالعزل السياسي والقانون رقم 7  وبعدها لم يستطع مناقشة كيفية التعامل مع لجنة وضع الدستور ووصل لمرحلة العجز عن إتخاذ القرار وأصبح فيه إستقطاب.

س/ طبيعة العمل السياسي أن تكون هناك إصطفافات وتنافس وتوجهات داخل السلطة التشريعية؟ أليس هذا الأمر طبيعيا لماذا قاد في النهاية لهذه الحالة التي وصلنا لها في ليبيا؟

ج/ الإصطفاف حتى يكون طبيعيا هو إصطفاف ما قبل الإنتخابات ونحن وجدنا إصطفافات جديدة وليست هي التي كانت قبل الإنتخابات مثلا قبل الإنتخابات كان هناك تنافس بين حزب العدالة والبناء وبين تحالف القوى الوطنية لكن عندما مضى المؤتمر قليلا بدى حزب العدالة والبناء وتحالف القوى الوطنية وهما يحاولان التنسيق في ما بينهما في المواقف حتى يصلوا لقرار لأن كثرة الإصطفافات تجعل المؤتمر غير قادر على إتخاذ القرار.

وبحكم الواقع إضطروا لأن يجلسوا خارج المؤتمر ويتفاهموا على القضايا الكبرى وكيف يمكن التعامل معها وأن يكون فيها توازن هذا أمر طبيعي ولكن ما حدث هو بروز كتلة أخرى من أفراد وليس تكتلات سياسية شكلت ما يسمى بكتلة الوفاء وهذه الكتلة أصبحت ضاغطة فهي ليست مع التحالف ولا مع العدالة والبناء وهنا بدأت معطيات جديدة بالخروج وفي تصوري من حق كل إنسان أن يعمل تكتلا ولكنها أربكت المشهد ووصل المؤتمر لحالة اللا قرار.

لذلك إضطروا لأن يخرجوا خارج المؤتمر ويأخذ من كل مجموعة 2 أو 3 ويعقدوا جلسات لحل إشكالية القرار داخل قاعة المؤتمر لأنهم لم يستطيعوا أن يأخذوا قرارا وحاولوا لعدة مرات ولكن للأسف الشديد وصلوا لطريق مسدود ثم جاء خيار لجنة فبراير وهو الخيار الوحيد لتخطي الإنسداد الذي وقع فيه المؤتمر حينها.

س/ في تلك المرحلة هل كانت العملية السياسية تسير بشكل طبيعي هل كان المشهد متجسدا وفق ما هو متعارف عليه؟ وهل كانت هناك رموز واضحة لسلطة ومعارضة؟

ج/ المؤتمر لم يفرز كتلتي السلطة والمعارضة بسبب طريقة إنتخابه مثلا رئيس الحكومة ليس مع هذا الطرف ولا ضد الطرف الآخر بنسبة 100% فمن أحضر علي زيدان ودعمه هو تحالف القوى الوطنية ولكن أصبح علي زيدان لا يستطيع أن يقود حكومة ما لم يتفاهم مع كتلة العدالة والبناء ما أضطره لأن يأتي بشركاء من الكتلة وما حدث قبل أن تتكون كتلة الوفاء هو أن الأفراد لم يمارسوا المعارضة لذلك شرعوا بالإقتراب بشكل أو بآخر من الحكومة ولا نستطيع أن نقول أن هناك شيئا إسمه تيار معارض.

لكن في مرحلة أخرى وعندما لم يعد هنالك تيارا معارض لم يستطع تيار تحالف القوى الوطنية البقاء في المؤتمر ورأينا كيف إنسحب وأسس كتلة بمسمى الـ94.

س/ هل وقعت إنقسامات في داخل الكتل السياسية؟

ج/ وقعت إنقسامات والإنقسامات على قرارات ورأينا في كتلة القوى الوطنية عندما أصبح التصويت على من يملك المقعد في المؤتمر الوطني فالتجمع السياسي هو من يأتي بالنائب.

س/ أفهم بأن الحالة الراهنة هي نتيجة لتراكمات بدأت من تلك الفترة؟

ج/ طبعا لا نستطيع أن نتجاوز بأن ليس لدينا أعراف سياسية ولا أعراف مشاركة في الحكم ولا أعراف ديموقراطية.

س/ الواقع أن المؤتمر العام عندما وصل لحالة الرفض ذهب لخيار البحث عن بديل سلم وجاء بلجنة فبراير وأنتجت شكلا معين وإعتمده وذهب ليسلم السلطة إلى جسم منتخب آخرما يعني أن المسؤولية تنحصر في الجيل الثاني للمؤتمر الوطني العام وليس المؤتمر في ذاته؟

ج/ أتصور بأن المسؤولية مشتركة وبدأت أزمة المؤتمر تتجلى بشكل واضح عندما حدثت إشكالية لرئيس المؤتمر في تلك اللحظة وبدأ هناك صوت يقول أن رئيس المؤتمر أصبح عبئا على المؤتمر وينبغي إعفائه من المسؤولية ومن ثم تطورت المسألة عندما لم يستطع المؤتمر إقالة رئيس الحكومة رغم حدوث قضية ناقلة النفط التي تمت محاولة تهريبها ووصل الحال بالمؤتمر نفسه أن أصبح عبئا سياسيا على العملية السياسية بدأت فكرة أنه لا بد من الذهاب لإنتخابات مبكرة بشكل عام ومن ثم تبلورت لتكوين لجنة فبراير.

س/ لجنة فبراير كان يفترض أن تحلحل أزمة قائمة وتدفع للخروج منها هل فعلا أدت هذا الدور أم أنها خلقت أزمة أخرى؟

ج/ هي محاولة ولجنة فبراير كل الأطراف رشحت أشخاصا حتى يكونوا أعضاء فيها لكن لم يكن فيها حوار ناضج وكان فيها توتر وأحكام مسبقة لكن هذا لم يؤثر في الإطار العام وهو الذهاب لإنتخابات وإنتخاب لجنة دستورية ولولا الخطأ في إجراءات المؤتمر للتصويت على لجنة فبراير الذي نظر فيه القضاء من خلال الطعن الموجود وإلغائه هذا الإجراء للخلل فيه لما وقعت مخرجات اللجنة تحت طائلة الطعن القضائي ولكان الموضوع قد إستمر لفترة أمر واقع لتتبلور فكرة جديدة آنذاك وهي الحوار السياسي الذي بدأه طارق متري.

س/ مسألة قيادة المجتمع أو الرأي العام في ليبيا هي أن تكون النخب أشبه ببوصلة للمجتمع وتقوده إلى المخرج من أي أزمة هل لعبت النخب الليبية فعلا هذا الدور أم أنها كانت عبئا على المجتمع الليبي؟

ج/ أتصور أن ما يسمى بالنخب الليبية هو إفراز إجتماعي و80% من النخب التي شاركت هي نخب ليس لها علاقة بالخارج.

س/ معارضي الخارج والذين عارضوا القذافي لسنوات وعقود لعبوا دورا في مرحلة ما بعد الثورة؟

ج/ ولكن الأغلبية من النخب التي شاركت في السياسة كأعضاء المؤتمر الوطني العام وأعضاء السلطة التنفيذية لم يخرجوا للخارج ولا نستطيع أن نقول بأن هناك طرف واحد مؤثر من دون الآخرين وكان هناك تيار يسمى تيار دار الإفتاء غالبيته أشخاص من داخل ليبيا وليسوا من الخارج فالدار صنعت تيارا سياسيا لم يكن يمثله أشخاص فازوا بالإنتخابات بناء على هذا ولكنهم لديهم ولاء وميل شديد لمواقف وآراء الدار.

وكانوا فاعلين داخل المؤتمر الوطني وربما كانوا هم المتحمسين عن غيرهم لموضوع قانون العزل السياسي وكان هناك ضغط على المؤتمر وسيارة رئيس المؤتمر المقريف تعرضت لإطلاق نار ومن كان ضاغطًا على المؤتمر معروفين وحتى من ضمنهم أعضاء في دار الإفتاء.

س/ حتى لو كانوا أعضاء بالنهاية دار الإفتاء جسم غير سياسي؟

ج/ غير سياسي لكنه مارس الضغط السياسي وحاولت أن تكون قوة ضغط سياسية كمؤسسة وكان يعبر عنها المفتي والبيانات والتصريحات وحتى منع بداية الإنتخابات كان للمفتي توجيه إنتخبوا فلان ولا تنتخبوا فلان وكان توجه منها بأنهم يريدون أن يوجهوا الناس التي تستمع لهم لمن يصوتوا وفي مرحلة الصراع بعد فجر ليبيا والحرب في ورشفانة كان لها موقف داعم لإستمرار الصراع وكان لها موقف يدين محاولة إحتواء الصراع.

س/ في النهاية دار الإفتاء جسم رسمي ومن يشغل عضويتها ربما كانوا جزء من النخب الليبية التي يفترض أن تكون في طليعة المجتمع وتقوده هل قدمت النخب الليبية سواء من الداخل أو الخارج ما هو مطلوب منها؟

ج/ النخب بعض منها تم إنتخابها على معايير غير سياسية ووجدوا أنفسهم أشخاص يمارسون العمل السياسي لأول مرة ويريدون أن يراقبوا حكومة ويشرعوا لها قوانين ويراقبوا الميزانيات وأنا أرى من الطبيعي جدا في مجتمع كالمجتمع الليبي فنحن منذ تأسيس ليبيا لم نشارك في الحكم على الإطلاق وفي فترة الإستعمار الإيطالي كانت الواجهات السياسية أكثر ولم تكن تدخل في الإنتخابات وحتى الفترة الإنجليزية.

وفي الإستقلال أصبح هناك دستور العام 1951 وهناك إنتخابات فبراير في العام 1952 وعندما شاركت الأحزاب فيها تم إلغاء الأحزاب وفي أول إنتخابات في ليبيا أصبحت الناس تدخل البرلمانات طوال فترة الحكم الملكي بدوافع قبلية أو عن طريق دعم من الحكومة فلم تكن هناك مشاركة سياسية حقيقية أو آليات ووعي سياسي لتأتي مرحلة التجريف التي هي الـ42 عاما لتجرف كل شيء بضمنه الديكور الديموقراطي الذي أتى به دستور العام 1951.

وفي فبراير حاولت الناس أن تشارك بقدر المستطاع وفي بداية الثورة والحراك والتغيير إنخرطت كل النخب الليبية في ما يعرف بمؤسسات المجتمع المدني ومن ثم إرتكبت الخطأ لأنها إقتحمت العمل السياسي بعقلية مؤسسات المجتمع المدني أو التي يسمونها مؤسسات دفاعية عن حقوق الفئات والأفراد فالمؤسسات السياسية هي القرار سياسي وكوزير عدل في دولة ليبية مثلا كيف له أن يمارس دور ناشط في حقوق الإنسان؟

س/ طرحت أن مسألة النخب الليبية لم يتوفر لها الرصيد الكافي من الخبرة في العمل السياسي بما يسمح لها تأسيس مشهد سياسي يتناسب مع إستحقاقات المرحلة ففي النهاية هذا لا يرفع المسؤولية عمن يتصدر المشهد؟

ج/ المسؤولية لا ترفع عن أي طرف لا مجتمع ولا أطراف ولا نخب لكن عندما نقرأ المشهد نرى أن الإنتخابات التي حصلت في الـ7 من يوليو عام 2012 هي أول إنتخابات وصدر قانون من وزارة العدل فيما يخص الكيانات والأحزاب السياسية وهو قانون متشدد للغاية وفي أميركا لا يوجد قانون إسمه تنظيم عمل الأحزاب كالقانون في ليبيا فالقانون الليبي للأحزاب في غاية التشدد ولم يمارس أي حزب سياسي دعاية إنتخابية إلا أن عن طريق موافقة من وزارة العدل تسمح له لأن يمارس العمل السياسي.

وولدت الأحزاب السياسية وبعد 4 شهور وقيل لها لهم أدخلي في الإنتخابات وفبراير حلت المشكلة السياسية التي كانت عالقة على مدار 42 عاما وجاءت بفكرة الإحتكام لصندوق الإنتخابات  والتعددية السياسية وإلغاء حكم العسكر والفرد وإن تخلت فبراير عن هذا كله معناها أنها تخلت عن كل شيء وفي الطرف الإقتصادي فبراير لم تأتي بشيء.

س/ هل إستثمرت النخب السياسية الليبية تحديدا هذه الميزة التي وفرتها فبراير في ممارسة العمل السياسي وهل كانت على قدر المسؤولية؟

ج/ أتصور أن كل ليبي كان يرى أن له الحق في الإستفادة من القوانين السارية ومن التعددية ودخل وهناك من لديه علاقة بالسياسة وهناك من لديه ضمور وحاز على أصوات ولدينا 4  تجارب الأولى المؤتمر الوطني والثانية الانتخابات المحلية على مستوى البلديات الثالثة لجنة الـ60 والرابعة إنتخابات مجلس النواب ونرى أن الشخصيات التي خرجت إستطاعات أن تكسب أصوات ولو حللنا لماذا أخذت بعض الأصوات سنجد أن منها من حصل عليها نتيجة البروز الإعلامي.

فأحيانا الناس تحب من يخرج ويشتم الجميع كشتم المؤسسات والمسؤولين ومنهم من يقول بأن هذا الرجل هو الذي يجب أن ننتخبه.

س/ وكأنك تلمح إلى أن إفرازات الإنتخابات لم تكن في المستوى المطلوب؟

ج/ أنت تتكلم عن مجتمع فاقد للتوازنات ومضطرب فتوازن القوى الإجتماعية والإقتصادية والأمنية ما زال لم يتشكل بعد وهذا المجتمع أفرز من يمثله سياسيا وأتصور أن الإفراز يكون من نفس إضطراب المجتمع الذي خرج من تحت عباءة الإستبداد المطلق إلى الحرية بغير حدود وتستطيع أن تفعل ما تريد وأي إنسان يدخل على رئيس حكومة ويأخذه .

س/ في النهاية حتى لو لم تكن إختيارات الناخبين دقيقة ولا تبحث عن المرشح الأنسب لتولي المنصب هذا أيضا يعود بشكل غير مباشر إلى النخب لأن من مسؤولياتها أن ترشد المجتمع إلى الإختيار من الأنسب؟

ج/ الليبيون لديهم تقدير للشهادات وأن يخرج دكتور معناه أنه جيد.

س/ تعتقد أصبحنا نمتلك الثقافة العامة لنحسن الإختيار في الإنتخابات القادمة؟

ج/ أتصور أنها ما زالت تحتاج لعمل كثير لأننا لدينا إشكاليات تحتاج إلى من يشتغل على فكر إجتماعي جديد وتكون فيه قوة إجتماعية تصنع أرضية لفكر إجتماعي يستطيع أن يستقر عليه المجتمع ويخلق توازن القوى الإجتماعية حتى يطمئن الجميع فكل ليبي يخاف من الآخروبأنه إن وصل لسلطة القرار يقصيه ويستأصله لأن ليس هناك توازن.

س/ من أين يفترض أن تأتي هذه القوي الإجتماعية الدافعة للتغير؟

ج/ أتصور أنه من المفروض أن يكون هنالك بيئة أو مناخ يتوافق عليه الليبيون ويبتعدون عن خطاب الكراهية فأفسد شيء هو خطاب الكراهية والخطاب الديني المتشدد الذي يصدر عن مؤسسات رسمية وعن رموز دينية وعن مثقفين فهذا الخطاب المتشدد هدام حتى لو تصور أصحابه أنهم مع الحق فخطابهم يفوت على المجتمع فرصة الوصول لنقطة توازن.

س/ خطاب الكراهية هل وجد بيئة خصبة في المجتمع الليبي؟

ج/ للأسف الشديد خطاب الكراهية موجود ليس عندنا فقط بل عند الدول الأخرى ومع ثورة الإتصالات أصبح هناك شيخ من نجد يعطي دروس في منطقة وأخرى ليس هناك ما يسمى الخصوصية الليبية وأكثر الإفتاء هو من خارج البلد والفتوى الآن أصبحت عابرة للحدود.

س/ الإشكالية نفسها في المعتقد نفسه؟ في النهاية يفترض بأن حرية المعتقد مكفولة لأي فرد في المجتمع الديمقراطي كليبيا بعد فبراير؟

ج/ أن تحاول فرض ما تعتقده على الآخرين وذوقك في التدين أو أي شيء تريد وأن يكون هو القانون للدولة وأن أي أحد يخالفك تخونه وتجرمه ولا تترك فرصة إلا وتحدثت عنه بوهذا الشكل سيضطر أن يدافع عن نفسه وأن يولد خطاب مقابل فتنشأ خطابات الكراهية وبهذا يكون قد أسهم في حالة الإحتراب الذي وصل إليه المجتمع وربما تتحول لحرب عبثية.

س/ في النهاية المشهد يقدم على أنه حالة الإحتراب والقتال أتى لرغبة أطراف في فرض سيطرتها بالقوة؟ وتقول بأنها تحولت لحرب لمجرد الحرب؟

ج/ نعم حرب الكل ضد الكل وممكن أن الحرب تبدأ في البداية على حق ولكن بعد فترة تتصاعد وأن يكون فيها قتل للمدنيين يتحول الجميع ويكونون آثمين في هذا الموضوع ويولد خطاب للشباب بأنكم تحاربون في بنغازي ودرنة وغيرها عن الله وليس هناك حرب من أجل الله في ليبيا هناك حرب من أجل النفوذ والسيطرة.

س/ الدفاع عن الدين في النهاية واجب على المسلم؟ إن كانت الحرب القائمة طالت معتقدات دينية؟

ج/ ليس هناك حرب في ليبيا وحتى حربنا ضد معمر لم تكن من أجل الدين بل من أجل الحرية والنفوذ السياسي.

س/ عندما حاول طرف فرض السيطرة بقوة السلاح أصبح الجزء الرافض في جزء من حربه رافضا دفاعا عن العرض والحياة وهذه قيم فحتى الدين يعطي الحق في الدفاع عنها؟

ج/ الدين يقول ندافع عن الحرية ولكن قيمة الحرية التي تدافع عنها ليس من أجل أن الحرب لو لم تتحقق معناه ينتهي الإسلام من ليبيا حاول البعض أن يجعل موقفه هو المناصر للدين الإسلامي في شرق إفريقيا وهذا خطأ.

س/ القبيلة وبطبيعة المجتمع الليبي قبلي هل كان لها دور في دفع الواقع لهذه المستوى من التأزم والإنسداد؟

ج/ أرى أن إنتخابات المؤتمر الوطني لم يكن هناك تأثير كبير للقبيلة ولا أعتبر تأثير القبيلة والعائلة والمحلة لأنها كلها مكونات إجتماعية ولكن بعد إنتخابات الـ7 من يوليو عام 2012  كان هناك محاولة لإستغلال الحمية القبلية للحصول على أصوات وأفرزت سلبيات ولم أرى أنها جاءت بشخصيات مميزة ساهمت في الحل والذي لا يدركه أبناء هذه القبائل بأنه عندما تدخل في السياسة فالسياسي يجب أن يتحصل على نفوذ سياسي ليستطيع أن يمارس السياسة وينفذ قناعاته في كيفية إدارة الدولة.

ومن الأفضل للقبائل أن تدفع بأبنائها لأن يدخلوا للساحة السياسية عن طريق مكونات سياسية وليست إجتماعية لأن السياسة ستفسد النسيج الإجتماعي ففي نظام القذافي ورغم نفوذ القبيلة كان هناك معي طلاب في الجامعة من القذاذفة حالهم غير جيد ولم يكونوا أغنياء ونتسائل هذه القبيلة الحاكمة لماذا أبنائها ليس لديهم النقود؟ لأن النفوذ والمال يكون عند مجموعة محددة  تستطيع أن تتحكم في القرار السياسي.

س/ في إطار الصراع الذي شهدته ليبيا طيلة الـ4 سنوات الماضية هل تم تسييس القبيلة أو كان هناك محاولات لذلك؟

ج/ هناك محاولات للرموز الإجتماعية لإستغلال القبيلة.

س/ هل تم جر القبيلة لأطر الصراع المسلح الذي شهدته لي؟

ج/ الحركة الإنقلابية التي قام بها حفتر حاول أن يقحم قبائل فيها وبعض القبائل دفعت أثمان باهظة وأنظر لحال هذه القبائل اليوم أين هي؟ تم إقصاؤها وتم الإتيان بأبناء قبيلة أخرى ليمسكوا مفاصل المجموعة التي مع حفتر وهذه معروفة للجميع ودائما ستدفع القبائل من أبنائها ثمن ولن تجني شيء سياسيا.

مصدر اللقاء : قناة ليبيا لكل الاحرار

إعداد التقرير وتحرير النص : المرصد – خاص

Shares