ليبيا – أكد رئيس مجلس الدولة خالد المشري بإسم المجلس سروره وفخره للتواجد في مؤتمر يؤسس لإجتثاث نبتة خبيثة ومصطلح غريب على المجتمع وهو الإرهاب وهو ما يحتم شكر القائمين عليه وتمني التوفيق لهم في ما يسعون إليه للخروج بتوصيات وبرامج عمل.
المشري أوضح خلال إلقائه كلمة مجلس الدولة اليوم الاحد خلال أعمال المؤتمر الدولي الأول لمكافحة الإرهاب الذي تحتضنه العاصمة طرابلس بأن هذه التوصيات وبرامج العمل ستساهم في القضاء على الإرهاب مضيفاً بالقول:” المسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً في هذه الدولة لمكافحة هذا الأمر بل تتعدانا في الإطار المحلي لتكاتف الدول للقضاء على هذا الخطر الذي يهددنا جميعاً ولتحقيق ذلك يجب أن تكون المقاربة شاغلة ومتنوعة وقائمة على معالجة الأسباب قبل معالجة النتائج”.
وأضاف :”الأسباب التي يقوم عليها الإرهاب والتطرف والذي قد يكون فيها بعض الجهلة ومن لا يعلمون الحقيقة ضحايا قبل أن يكونوا مجرمين الأسباب الحقيقية هي أسباب فكرية وإقتصادية وإجتماعية وسياسية وثقافية يجب علينا أن نقلل منها وأن نواجهها.. إن التطرف الفكري والذي هو غريب عن مجتمعنا الذي عرف الإعتدال في كل شيء ونبذ التطرف في كل مراحله وأيضاً ما تعانيه بلادنا من إختلالات إقتصادية أدت لوجود نوع كبير من البطالة وأدى لإنحراف بعض الشباب”
وإستمر قائلاً :”وكل هذه الأسباب ومعالجاتها ستساهم بلا شك في القضاء أو التخفيف كمرحلة أولى من هذه الظاهرة لذلك يتطلب على صانعي القرار ومنفذيه الفاعلين في المجتمع أن لا يقفوا عن إقتفاء آثار الإرهاب فقط بالطرق الأمنية والعسكرية والقضائية بل يجب تقليم أظافر الإرهاب والتطرف ووجب علينا إقتلاعه من جذوره بما في ذلك الجذور الفكرية وهذا يتطلب دوراً كبيراً على الوعاظ والأئمة والمثقفين والنخب والإعلام والساسة ومؤسسات المجتمع المدني في ترسيخ خطاب الإعتدال والوسطية والتسامح والعفو والمصالحة”.
وأضاف :”إن مجلس الدولة ومن خلال ما أنيط به من مهام طبقاً لما جاء في الإتفاق السياسي قد قدم من خلال لجنتي مكافحة الإرهاب واللجنة القانونية في المجلس الأعلى للدولة بصياغة مسودة قانون وتم تحويله لمكافحة الإرهاب وتم إحالة القانون للمجلس الرئاسي وفقاً لما نص عليه الإتفاق السياسي ويتم إحالته بعد ذلك لمجلس النواب لمناقشته وإعتماده وهذا جزء من الدور المناط بنا”.
واختتم المشري كلمته قائلاً :” وسنستمر في دعم هذه القوة بكل التشريعات اللازمة وبكل الإمكانيات التي تمكنها من تحقيق أهدافها وأخيراً يجب علينا أن نترحم على الشهداء الذين كافحوا هذه الآفة في هذا الوطن وأن ندعو بالشفاء العاجل لكل الجرحى وأن نوجه التحية للأبطال القائمين على هذا العمل في الوقت الحالي وتقبلوا منا فائق الإحترام والتقدير”.