إتجاهات الرأي – بقلم عيسى عبدالقيوم
بالرغم من أنها المتضرر الأول من سياسات قطر الداعمة لجماعة الاخوان المسلمين والمليشيات الارهابية التى أدخلت البلاد فى دوامة العنف وعرقلة مسارها السلمي، فقد تباطئت ليبيا طويلاً فى جردة حسابها معها ، وتأخر مجلس نوابها فى اصدار قرار قطع العلاقات الذي أعلنه اليوم تحت رقم 19 لعام 2017 متبوعاً بتهديد صريح برفع ملف قطر الذي نعته “بالإرهابي” الى محكمة الجنايات الدولية .
النص الكامل لبيان مجلس النواب بشأن قطع العلاقات مع دولة #قطر. #ليبيا #المرصد
Posted by صحيفة المرصد الليبية on Monday, June 5, 2017
وبخلاف الموقف الرسمي المتأخر ، كانت مظاهرات شعبية شهدتها مدينة بنغازي العام 2013 قد طالبت بشكل مبكر بقطع العلاقات مع دولة قطر ، وهو العام الذي شهد موجة كبيرة من عمليات اغتيال طالت ضباطاً بالجيش ونشطاء من التيار المدني ، وفيه ايضا أغلقت جموع غاضبة من دعم الدوحة لجماعات الارهابية مكاتب الخطوط القطرية و اُوقفت رحلاتها و هُجم مكتب ذراعها الاعلامي (قناة الجزيرة) المتهمة بتسويق سياساتها التى وصفت يومها بالمعادية لتطلعات الشعب الليبي ، كما رصد فى تلك الفترة حرق العلم القطري فى أكثر من مناسبة شهدتها بنغازي !
وعلى الصعيد العسكري أشارت الكثير من اصابع الاتهام الى دور قطري فى عملية اغتيال قائد الاركان الليبي اللواء عبدالفتاح يونس على خلفية طلبه الصارم من قائد الاركان القطري حمد العطية عدم دخول ليبيا إلا بعد إذن مسبق منه ، مشترطاً كذلك أن يتم تسليم اي سلاح يصل الى مطار بنينا الى الجيش الليبي وهو ما لم تلتزم به قطر عملياً وأدى الى اغتيال اللواء يونس على يد كتائب تدين بالولاء للدوحة .
وفى سياق متصل صرحت الدوحة (كما أكد الاستاذ عبدالرحمن شلقم) برغبتها فى ان تكون الكتائب والمليشيات بديلاً للجيش الليبي وأكدت هذه الرغبة المشبوهة ايضا لإعضاء فى المكتب التنفيذي (وهناك شهادة لرئيسه د.محمود جبريل بالخصوص) كما شرعت بشكل معلن فى تلميع بعض القيادات المليشاوية المحسوبة على الاسلام السياسي مثل عبدالحكيم بالحاج واسماعيل الصلابي ومصطفى نوح ، مقابل شنها حرباً اعلامية شرسة ضد القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر الذي أكد سفير ليبيا لدى السعودية عبدالباسط البدري ،فى تصريح مساء اليوم لقناة العربية الحدث، أن الدوحة كانت وراء عملية اغتيال استهدفت المشير حفتر.
https://youtu.be/-vFvXFPfj64
قطر تغلغلت اقتصادياً فى الجسد الليبي المنهك
لقد تسربت قطر عبر عشرات المشاريع المشبوهة التى مُوّلت فيها شخصيات تابعة لجماعة الاخوان من أجل السيطرة على السوق الليبية ، مثل شركة استثمار خاصة بالدكتور علي الصلابي ، وشركة الاجنحة للطيران الخاصة بعبدالحكيم بالحاج و الشراكة فى عدة بنوك خاصة كما ولجت قطر لسوق النفط الليبي عبر شركة “غلينكور السويسرية” التى يمتلك اميرها فيها ما نسبته 12% من أسهمها واستحوذت على عقود كبيرة .
كل هذا غير الدور السلبي الذي لعبته فى أزمة مصرف ليبيا المركزي المستمرة عبر المحافظ السابق الصديق الكبير والدكتور طارق المقريف الرئيس التنفيذي وعضو مجلس أمناء مؤسسة مبادرة “صلتك” القطرية، التى تترأس مجلس أمناءها الشيخة موزة بنت ناصر المسند والدة أمير قطر تميم بن حمد ، هذا عدا صفقات الاسلحة التى كان وبالها على الشعب الليبي وارباحها للخزانة القطرية .
كما لعبت قطر دوراً سلبياً فى ملف الحوار الوطني الذي لم يغب سفيرها محمد بن ناصر آل ثاني عن جلساته بما فيها المغلقة !! وذلك عبر دعمها لعملية “فجر ليبيا” بأسطول من الاسلحة والذخيرة ونجحت فى فرضها كأمر واقع عبر احتلال للعاصمة طرابلس وتمكينها من أغلبية مقاعد لجنة الحوار.
هذا بالاضافة الى الدعم الاعلامي الذي تمثل فى افتتاح عدة قنوات فضائية مثل النبأ والرائد التى أسهمت فى خلط الاوراق والتغطية على جرائم داعش فى بنغازي وتأليب الراي العام ضد البرلمان والجيش عبر فبركة الاخبار والتقارير بإشراف مباشر من “وضاح خنفر” مدير قناة الجزيرة !
سياسياً .. جندت قطر دبلوماسيتها لصالح الاسلام السياسي (المؤتمر الوطني وكتلة الوفاء) ومن بعدهما لصالح فجر ليبيا ومجلس الدولة والمجلس الرئاسي و وصل حجم التدخل والاستهتار ذروته عندما وصف أمير قطر من على منبر الامم المتحدة فى سبتمبر 2016 تحرير الجيش الوطني للهلال النفطي “بالاحتلال” طالباً من الجيش الذي نعته “بالانقلابي” مغادرة المنطقة !!
متابعات | تأكيد ( قطري – ليبي ) بـ #قمة_عمان على رفض الدكتاتورية و حكم الفرد فى #ليبيا. #المرصد
Posted by صحيفة المرصد الليبية on Wednesday, March 29, 2017
وهي الكلمة التى وصفها البرلمان الليبي “بالداعمة للإرهاب” هذا بالاضافة للإنفاق على عدة مؤتمرات دولية لدعم وتشجيع تيار الاسلام السياسي على تشويه خصومه كما ان الدوحة سعت لإنشاء وشراء ذمم عدة مؤسسات مجتمع مدني ليبية وعربية واستخدامها كواجهات لتمرير سياسات تضر بأمن واستقرار ومصالح ليبيا.
وبعد مرور أكثر من 5 سنوات على لعب قطر لدور أكبر من حجمها فى ظل حماية أمريكية غير خافية الدور ، بدأ واضحاً تنافرها مع الاجندة العربية و جاءت القشة التى قصمت ظهر البعير فى شكل تغير جذري فى السياسة الامريكية لينكشف المشهد عن قطع 6 دول لعلاقاتها بها وهي السعودية ومصر والامارات والبحرين والمالديف واليمن قبل ان تلحق بهم ليبيا الدولة الاكثر تضرراً من سياسات قطر .
فهل سيكون الفصل الاخير فى مسرحية “الأمير” على شكل ” إنقلاب فى القصر” يعيد التماسك الخليجي ويقلل من حجم الانشطار ، ام سيكون على شكل ولادة محور جديد يضم ايران وقطر واسرائيل ويخلط اوراق المنطقة ؟!.
بقلم: عيسى عبدالقيوم
المرصد – خاص