وزير خارجية فرنسا: ماكرون عازم على إعادة بعث العلاقات مع الجزائر

قال جان إيف لودريان وزير الخارجية الفرنسي مساء اليوم الإثنين أن الرئيس إيمانويل ماكرون يرغب في إعادة بعث علاقات بلاده بالجزائر في إشارة إلى حالة التوتر التي تشهدها خلال السنوات الأخيرة من فترة حكم سلفه فرانسوا أولاند بسبب ملفات تاريخية .

وكان لودريان يتحدث للصحافة لدى وصوله مطار الجزائر العاصمة الدولي في زيارة ليومين لبحث التعاون الثنائي وقضايا المنطقة كما نقلت عنه الإذاعة الجزائرية الحكومية.

وأكد رئيس الدبلوماسية الفرنسية الجديد “سنتطرق إلى العلاقات الثنائية والمواضيع الاقتصادية إضافة إلى الملفات الثقافية والتربوية المهمة من اجل تعميق العلاقة التاريخية والودية التي يرغب الرئيس ماكرون في إعادة بعثها بكثير من الحزم”.

وأضاف “زيارتي تهدف إلى التحضير لزيارة رئيس الدولة الفرنسية إلى الجزائر” دون تحديد تاريخ لذلك في وقت أكد إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي مع نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قبل يومين أنها ستكون “خلال أسابيع”.

وشهدت العلاقات بين الجزائر وفرنسا خلال الأشهر الأخيرة من فترة حكم الرئيس السابق فرانسوا أولاند (غادر الحكم قبل أسابيع) حالة توتر وبرودة بسبب ملفات تاريخية تعود إلى الفترة الاستعمارية (1830/ 1962).

وتشهد العلاقات الجزائرية الفرنسية مدا وجزرا منذ الاستقلال عام 1962 بسبب طبيعة الملفات المعقدة بين البلدين، خاصة ما تعلق بالموروث التاريخي الذي يثقل كاهل هذه العلاقات،.

ومع أن الجزائريين يطالبون باستمرار فرنسا بالاعتراف بجرائمها والاعتذار رسميا وتعويض ضحاياها، إلا أن باريس لم تعتذر بعد رسميا عن احتلالها الطويل والمآسي التي ذاقها الشعب الجزائري.

ويحسب للرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون موقف متقدم من ملف الذاكرة مع الجزائر مقارنة بأسلافه حيث أكد في زيارة إلى الجزائر خلال الحملة الإنتخابية للرئاسة في فبراير الماضي وصرح لإحدى القنوات الخاصة الجزائرية أن “الاستعمار الفرنسي للجزائر (1830/1962) تميز بالوحشية وشهد جرائم ضد الإنسانية”.

وخلفت تصريحات ماركون ترحيبا في الجزائر وموجة تنديد بفرنسا خاصة من جانب اليمين واليمين المتطرف الذين اعتبروها “إهانة لتاريخ بلادهم” لكن هذا الأخير تمسك بها واعتبر أن قول الحقيقة حول التاريح سيسمح بالتوجه نحو المستقبل.

ووصف الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في رسالة تهنئة لنظيره الفرنسي بمناسبة انتخابه لخلافة فرانسوا مطلع مايو الماضي إيمانويل ماركون بـ “صديق الجزائر” معربا عن أمله في أن يواصل مساعيه لتجاوز عقبة الماضي .

وأشار إلى وجود عزم لدى ماكرون للعمل “الجاد” مع بلاده لتدارك “ما ضاع من فرص في العلاقات الجزائرية الفرنسية”.

وعكست تقارير وسائل الإعلام الجزائرية “ترحيبا” بوصول ماكرون إلى منصب الرئاسة في باريس لكنها ربطت ذلك بتساؤلات حول طبيعة الخطوات التي سيقوم بها خليفة هولاند للاستجابة لمطالب الجزائريين بالاعتراف الرسمي بجرائم الاستعمار.

Shares