ليبيا – أكد عضو مجلس النواب عز الدين قويرب أن كل الأجسام الموجودة بالمشهد تتحمل مسؤولية كبيرة عما حدث من إنقسام عميق بالسنوات الأخيرة ومنها مجلس النواب فيما يتحمل المؤتمر الوطني العام الجزء الأكبر من هذه المسؤولية.
قويرب أوضح خلال إستضافته في تغطية خاصة بمناسبة الذكرى الـ7 لثورة الـ17 من فبراير أذيعت السبت عبر قناة ليبيا روحها الوطن وتابعتها صحيفة المرصد بأن المؤتمر الوطني العام بقي في العاصمة طرابلس متشبثا وأنشأ حكومة فيما يتحمل جزء من المسؤولية الليبيون بصفة عامة لأن هنالك جزء منهم دفع هذا الطرف أو ذاك للسير في المسار الذي يتخذه حيث ولدت الدولة الليبية بشكل عسير جدا وعانت من صراعات كبيرة.
وأضاف بأن الليبيين يمتلكون عقلية صعبة فيما عاد مشهد بناء الدولة من جديد وهو معقد وفيه تناقضات إجتماعية كبيرة ومشاكل جهوية فالثورة عندما تقوم إما تتطلع للأفضل أو أن تكون ثورة غضب وما حدث في ليبيا أن جزء من الليبيين كانوا يتطلعون نحو الأفضل والآخر كان غاضبا ونوع ثالث يعتقد بأنه يعاني وأصبح لديه نوع من الحقد على المجتمع وإشتركوا بالثورة بشكل عنيف وأصبحت هذه الجهات تريد تصفية حساباتها وهذه مشاكل تراكمت وسببت أشياء سلبية كبيرة.
وتطرق قويرب إلى وجود دوافع مختلفة للثورة عند الناس فهناك من ثار على قبيلته أو على أخرى فثقافة الليبيين هي من أفرزت الأمور السلبية فيما يستغرق بناء الدولة بشكل صحيح وقتا وجهدا مبينا بأن مجلس النواب لا يزال يتطلع بإجراء بعض التعديلات على الإتفاق السياسي ويؤمن أغلب الاعضاء بأهمية بحث ذلك مع الشركاء بالأطراف الأخرى ومجلس الدولة الذي يشترك بذات الهدف وهو البحث عن حكومة وفاق وطني حقيقية قادرة على تهيئة المناخ المناسب لإجراء الإنتخابات بأسرع وقت.
وأضاف بأن عرض مشروع الدستور على المحاكم أثر على تناوله من قبل مجلس النواب المطالب الآن بتشريع قانون الإستفتاء أكثر من أي وقت مضى بعض النظر عن مدى جاهزية المشروع وهل فيه طعون مشيرا في سياق آخر إلى تلقي تنظيم “داعش” ضربة موجعة في سرت وبنغازي إلا أن هذا لا يعني بأنه تم القضاء عليه فخلاياه النائمة وعناصره وبعض مجموعاته بالداخل والخارج ما زالت موجودة ومرتبطة به حيث أتى الإرهاب لليبيا بسبب التعصب الموجود فيها الذي يغذيه.
وأشار قويرب إلى أن الإرهاب ليس لديه رقعة يسيطر عليها بالشكل الصحيح الآن إلا أن المخاوف موجودة وتمثل خطرا حقيقيا بأن يتمكن “داعش” من لملمة نفسه في أي لحظة ويستحوذ على إقليم من ليبيا مرة أخرى وبالتالي يجد الليبيون أنفسهم مضطرون لمواجهته بالميليشيات المسلحة وهو أمر أشبه بالدوران في حلقة مفرغة مشيرا إلى أن فرض الحل لكل ذلك على أرض الواقع يحتاج لحكومة واحدة توحد المؤسسة العسكرية.
وأضاف بأن المطلوب أيضا تطبيق بنود الترتيبات الأمنية الواردة في الإتفاق السياسي فيما يتعلق بحصر التشكيلات المسلحة وقادتها وعناصرها فيما أبتليت البلاد بمجموعة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق التي أخذت ما يمثلها في الإتفاق وتركت جوهره ووقفت مع بعض الميليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس وتقوت بها وأصبحت مخالبها وأنيابها ضد تشكيلات أخرى وأخذ الأمر طابعا جهويا.
وأكد قويرب بأن الرئاسي بات متمثلا في شخص رئيسه فايز السراج ومن خلفه الهيئة الطرابلسية ويدافع عن ميليشيات طرابلس فقط ويجرم ويسحب البساط من تحت الميليشيات الأخرى وحسب الولاء له مبينا بأن هذا هو سبب سبب عدم الإستمرار بدعم هذا المجلس لأنه أخل بالعملية ويقود البلاد لمنعطف خطير جدا فضلا عن وجود بعض الدول المتحكمة في مسار بعثة الأمم المتحدة التي ما زالت تصر على بقاء الوضع على ما هو عليه.
وتحدث قويرب عن مناشدة مجلس النواب للشركاء بالتوجه جميعا لإعادة إنتاج حكومة وفاق وطني حقيقية تطبق بنود الترتيبات الأمنية والإتفاق السياسي متطرقا إلى التدخل الخارجي الواضح منذ البداية في سياسة مجلس النواب فالمجتمع الدولي تدخل بقوة وشدد على أهمية التخلي عن الديموقراطية التقليدية فالوضع الآن خطير ويجب أن تستبدل بالديموقراطية التوافقية وأيا كان عدد المعارضين فمن الواجب الجلوس معهم و إيجاد صيغة تنفيذية.
وأضاف بأن المجتمع الدولي أكد لمجلس النواب بأن الديموقراطية التوافقية تتبع في كل البدان التي حدث فيه نزاعات وبدأ يضغط بهذا الإتجاه من خلال بعد تحييد المال والسلاح ولم تعد لدى المجلس أدوات لفرض سلطته وتم دفعه إلى الحوار مع هذه الأقلية التي إنتجت المؤتمر الوطني العام وحكومة الإنقاذ المنبثقة عنه فيما إستشرى الإنقسام ولم يعد هذا المجتمع يتعامل مع الطرفين بمساواة وكان يتدخل في الشأن الليبي.
وتطرق قويرب إلى تشجيع الإرادة الدولية للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق على إختراق بنود الإتفاق السياسي حيث خلق المجلس أمورا من شأنها خلخلة الثقة وضربها بين كل الأطراف حيث يعاني مجلس النواب من الإستفزاز وردود الأفعال حيث يوجد دول كثيرة ذات تأثير في المشهد الليبي منها مصر التي تتذرع بأن الجزء الشرقي من ليبيا يعتبر عمقا مصريا وهناك تأثير محدود للجزائر مبني على التناقض مع المحيط الفرنسي.
وأضاف بأنه ليس ضد أي إتفاق تعقده الدول وخاصة منها المجاورة لأن الليبيين إرتضوا تحقيق الإتفاقات تحت المضلة الدولية لتكون الدول شاهدة على بعضها في هذا الإتجاه إلا أن أطراف ليبية ليس لديها الثقة فأي حلول قد لا تنجح أن لم ترعاها الأمم المتحدة وستكون منحازة لطرف وآخر فيما لا يمكن أن تنجح المحاولات المصرية التي تريد جمع مخرجات الإتفاق السياسي والمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق والقائد العام للجيش وتريد عزلهم عن الأطراف السياسية التي ورائهم وتخرج بهم بحلول.
وأشار قويرب إلى أن عدم التمكن خلال المدة القصيرة القادمة من إيجاد حكومة وفاق وطني حقيقية تسعى أو تحقق نوعا من الوفاق وتعزز الثقة بين الليبيين وتهيئة مناخ مناسب لإجراء إنتخابات فإن الوضع سيصبح خطيرا وسيتأزم وستواجه البلاد خطر التقسيم والجماعات الأخرى المتطرفة فالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق وإن كان شرعيا لكنه لا يستطيع أن بسط نفوذه في بقية ليبيا بسبب مشاكل هو من سببها.
وأضاف بأن المناشدة الآن هي للمبعوث الأممي غسان سلامة ليلتزم بالخطة التي قدمتها البعثة الأممية في ظل وجود مؤشرات إيجابية من مجلس الدولة لمطالبة سلامة بالإلتزام بإعادة هيكلة السلطة التنفيذية.