بقلم حسين المسلاتي : وسقط إعلام الإسلام السياسي … ماذا بعد؟!

مقال رأي بقلم الكاتب الصحفي حسين المسلاتي

أيقن تيار الإسلام السياسي والمتحالفون معه أنه خسر جميع معاركه العسكرية والسياسية، فحاول المناورة باستخدام حيله بتخدير الشارع الليبي من خلال مغازلة التيار المدني الوطني، وذلك عن طريق تصريحات عدد من مسؤوليه ، التي اتسمت جميعها بالتنصل من سياسات ومبادئ وأفكار كان تيار الإسلام السياسي يؤمن بها إيماناً مطلقاً حتى وقت قريب من هزائمه العسكرية.

كما اتضحت ملامح هذه السياسة من خلال التغييرات الأخيرة التي جرت في رئاسة مجلس الدولة بعد تنحية عبد الرحمن السويحلي والمجيئ بالإخواني البارز خالد المشري، وما روجه الأخير من تصريحات شدد فيها على انقتاحه على جميع الأطراف السياسية وغير السياسية!!

ولكن هذه السياسات الجديدة والخدع والمراوغات سرعان ما تكشفت وانهارت، بعد قيامهم بالترويج عن طريق وسائل إعلامهم حزمة من الأخبار حول تعرض القائد العام للقوات المسلحة لوعكة صحية شديدة الصعوبة، قبل أن تطلق هذه الوسائل موجة من الكذب والتضخيم والتهويل ، إلى أن وصل الأمر الى التحريض وبث الفتن ومحاولة تحريك الشارع ضد القيادة العامة من خلال عدد من الأخبار العاجلة بل وقد يفهم من بعضها أنها شفرات لخلايا نائمة .

لقد سقطت وسائل إعلام الإسلام السياسي المتطرف سقطة شنيعة، من خلال مبالغة فجة في تشخيص الحالة المرضية للقائد العام فمن جلطة إلى ورم إلى غيبوبة فموت بل وشطحت بخيالها إلى صنع سيناريوهات لاجتماعات سرية بمشاركة دول إقليمية وطرح أسماء لتخلف المشير حفتر يدور حولها جدل وخلاف – بحسب خيالهم –  الذي لم يجد ما يكبح جماحة إلا طائرة ذات المشير وهي تحط في مطار بنينا الدولي والاستقبال الحافل الذي حظي به وكلمته التي أعقبت الوصول، والتي شدد فيها على مواصلة الحرب على الإرهاب، ودعوته لليبيين للثقة في قواتهم المسلحة.

لقد كشفت الأحداث الأخيرة وبشكل جلي عن تماسك المؤسسة العسكرية، وكذلك تماسك القاعدة الشعبية المؤيدة لها وللدور التاريخي الذي تقوم به في محاربة الإرهاب، وفي تشكيل نواة حقيقة لبناء المؤسسة العسكرية التي تحفظ لليبيا أمنها وتماسكها وهيبتها، وتؤسس لدولة مدنية ديمقراطية.

كما كشفت كذب هذا التيار والمتمثل في تنظيم الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة في الجنوح للسلم والوفاق وأظهرت حقدهم الدفين تجاه المؤسسات المدنية والأمنية والعسكرية، وللتيار الوطني المدني بصفة عامة، كما كشفت مخططاتهم المتمثلة في زرع الفتن والشقاق، لتفتح لهم الطريق نحو فرض أجنداتهم الخبيثة.

وأمام كل هذه الأحداث والوقائع نجد أنفسنا أمام سؤال كبير .. هل ما زلنا مقتنعين من جدوى السياسة الحالية في التعامل مع هذه التيار المتطرف ؟ آلا نحتاج إلى مراجعة موضوعية وجادة في التعامل مع هذا التيار ؟ تبدأ من فهمه وتنتهي بتصنيفه ومحاولة كسب الوقت المهدور في الجلوس مع قادته ؟!

 

لصحيفة المرصد | حسين المسلاتي / كاتب صحفي

29 ابريل 2018

Shares