ليبيا – أعتبرت زوجة أمير الجماعة الليبية المقاتلة عبدالحكيم بلحاج ، المغربية فاطمة بودشار ، اليوم يوماً تاريخياً بالنسبة لهم لان الحكومة البريطانية اعتذرت لهم فيه .
وفى مؤتمر صحفي عقدته بودشار من لندن عقب تسلمها الاعتذار مع نجلها وتابعته صحيفة المرصد عبر قناة سكاي نيوز الانجليزية قالت ان ان بريطانيا اعتذرت لهم على معاناتهم التي مروا بها عقب تسليمها وزوجها الى ليبيا بعد فرارهم من افغانستان الى تايلاند .
وأضافت : ” مضينا 6 سنوات ونحن ننتظر هذه الإجابة ، ورسالتي الى حكومات العالم هو التضامن والتظافر على عدم ظلم الناس مهما اختلفت أديانهم أو ثقافاتهم ” .
بريطانيا تعتذر .. من يعتذر لسجناء الهضبة ؟
وكانت بريطانيا قد اعتذرت الخميس عن دورها في تسليم أمير الجماعة الليبية الاسلامية المقاتلة عبد الحكيم بالحاج الى ليبيا وعن الاساءة التي يزعم تعرضه لها في سجن ابوسليم .
وقالت رئيسة الوزراء تيريزا ماي في الرسالة الموجهة إلى بلحاج وزوجته فاطمة إن “أفعال حكومة المملكة المتحدة ساهمت في اعتقالكما وتسليمكما ومعاناتكما. نيابة عن حكومة صاحبة الجلالة، أعتذر منكما بلا تحفظ”.
ويأتي هذا الاعتذار كآخر فصل في المعركة القضائية التي يقول بلحاج انه يخوضها للكشف عن واحدة من أكثر عمليات جهاز الاستخبارات البريطاني (أم آي 6) إثارة للجدل.
واعتقلت الاستخبارات البريطانية بلحاج وزوجته وأودعتهما سجناً في بانكوك بتايلاند تابعا لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) في مارس 2004 بعد فراره من افغانستان وباكستان قبل ان تسلمهما على متن طائرة خاصة الى طرابلس فيما كان مجلس الامن الدولي يصنف الجماعة كتنظيم ارهابي مرتبط بالقاعدة.
وكان بلحاج قد تحرك قضائياً بناءً على وثائق عثر عليها بعد سقوط النظام عام 2011 وأثارت تساؤلات حول مدى مساهمة وزراء بريطانيين وكبار المسؤولين بجهاز (أم آي 6) في مساعدة النظام في ملاحقة المطلوبين من أمثال بلحاج الذي كان أميراً للجماعة الإسلامية التي كانت تسعى للإطاحة به واقامة نظام اسلامي متطرف فى البلاد .
وتشير عدة تقارير الى ان بلحاج تمكن من الاستيلاء على الاف الوثائق الخاصة بارشيف الدولة الليبية من مقار الامن الداخلي والخارجي والمخابرات فى طرابلس إبان توليه مهام رئيس مجلسها العسكري .
ونص اعتذار الحكومة البريطانية الممهور بتوقيع رئيستها تيريزا ماي والذي تحصلت المرصد على نسخة منه على ان بريطانيا أخطأت عندما سلمت بلحاج الى ليبيا وانها نادمة وبصدق عن ما اعتبرته فشلاً تسبب فى معاناته وزوجته بسبب الممارسات غير المقبولة من بعض شركاء بلادها الدوليين فى اشارة منها للولايات المتحدة .
وقد اتهمه فى حينه عدد من أعضاء المجلس الوطني الانتقالي والمكتب التنفيذي ( رئاسة الوزراء ) بسرقة هذه الوثائق واستخدامها للابتزاز السياسي ضد خصومه وتسليم اجزاء كبيرة منها الى دولة قطر مقابل المال .
وبعد ذلك استقال بلحاج من المجلس العسكري وأسس حزب الوطن قبل انتخابات يوليو 2012 وأطلق قناة النبأ فيما بدت عليه مظاهر الثراء وهو الامر الذي ربطه خصومه بمسألة تلقيه تمويلاً من قطر مقابل تلك الوثائق أولاً وتقاربه منها نظراً لميوله الاسلامي والسياسي المتطابق مع توجهاتها ثانياً .
وفى ديسمبر 2012 قضت المحكمة العليا في لندن بتسوية حصل بموجبها المسؤول الشرعي للجماعة المقاتلة سامي الساعدي على تعويض مقداره 2 مليون و230 ألف جنيه استرليني، دفعتها الحكومة البريطانية كتعويض من دون الاعتراف بأي مسؤولية عن تسليمه قبلها الى ليبيا .
اما القيادي الثالث فى الجماعة خالد الشريف فقد تفرغ فى تلك الاثناء الى تأسيس وادارة سجن الكلية العسكرية سيء الصيت بمنطقة الهضبة فى طرابلس وقد تعرض فيه العشرات من خصوم الجماعة لأشد أنواع التعذيب والاضطهاد وهو ذات الامر الذي يعتبره الساعدي وبلحاج انتهاكاً عندما تعرضوا له وتحصلوا بموجبه على تعويضات من لندن ! .
المرصد – متابعات