ليبيا – تزامناً مع إحتدام المعارك الدامية نهاية الأسبوع الماضي في جنوب طرابلس وأمس السبت ، سجّلت الساحة مشاركة جديدة في القتال من قبل متطرفي ما يسمى مجلسي شورى درنة وبنغازي وبعض بقايا قوات جضران الهاربة من مختلف مناطق شرق البلاد وقد تعرفت الأجهزة الأمنية هناك على مجموعة أخرى من هؤلاء بعد أن رُصدت مشاركتهم ومقتل وإصابة بعضهم وفي جلهم مطلوبون للعدالة في تلك المناطق .
البداية كانت مع المطلوب للنيابة وللمدعي العام العسكري ” علي عياد الهاشمي ” التابع لمجلس شورى ثوار بنغازي الذي أُصيب في إشتباكات أمس السبت ضد القوات المسلحة طرابلس وهو نجل القيادي بتنظيم أنصار الشريعة ” عياد الهاشمي ” وقد قتل والده بدوره سنة 2017 بمنطقة قنفودة غرب بنغازي .

وكان آخر ظهور لعياد الهاشمي والد علي في إصدار مرئي أصدره التنظيم ببنغازي وأطلق عليهم إسم ” أنفروا خفافًا وثقالاً ” وقد تعرّفت الأجهزة الأمنية عليه من خلال صوته وبعض ملامحه التي ظهرت في المقطع وإعترافات عدد من الموقوفين . وقد نُشر ذلك الإصدار المرئي حينها عبر مؤسسة الراية الذراع الإعلامي لتنظيم أنصار الشريعة وعُرف الهاشمي الوالد بصيانة المركبات وصنع الملاغام الأرضية والمفخخات وكان مسؤولاً عن ورشة الأنصار .
وقبل آخر أيام من مقتله ، عُثر على صورة للهاشمي الوالد بوسط مدينة بنغازي خلال فترة حصار المتطرفين في أحياء ” وسط البلاد ” وهو يحضر وجبة سمك في الشارع كطعام لرفاقه ويظهر من خلفه كتابات لتنظيم الدولة الإسلامية داعش يختصرها التنظيم بكلمة ” باقية ” التي ترمز لجملة ( دولة الإسلام باقية ) .
أما نجله علي فقد شارك رفقة والده في المعارك ضد القوات المسلحة بمنطقتي الصابري ووسط البلاد قبل أن يفرّ أيضاً بعد إشتداد المعارك والحصار خارج بنغازي بإتجاه مدينة مصراتة ليظهر الأسبوع الماضي في طرابلس من خلال صورة ومن خلفه آلية للكتيبة 315 مشاة مصراتة التابعة لرئاسة أركان حكومة الوفاق . بيّنت الصورة تعرضه لإصابة على مستوى الفخد .

سجلت الساحة الطرابلسية أيضاً نعي حسابات مقربة من مجلس شورى ثوار بنغازي لشخص آخر يدعى أحمد المعداني يلقب بالطويل ليتبين أيضاً بأنه أحد عناصر تنظيم أنصار الشريعة إبان نشاط التنظيم المحظور دولياً في بنغاري قبل أن يُدحر منها .
وتشير المعلومات الواردة من مكتب المدعي العام العسكري في بنغازي إلى أن المعداني من سكان منطقة رأس عبيدة بمدينة بنغازي وسبق له المشاركة في المعارك ضد القوات المسلحة بالمدينة منذ سنة 2013 قبل فراره منها بحراً .
كما تشير أيضاً إضافة لشهادات جيرانه ، إلى كونه أحد أفراد مجموعة المتطرف فوزي الربيعي التابع لتنظيم أنصار الشريعة والمتورطة في العديد من الإغتيالات بمنطقة رأس عبيدة وأبرزها إغتيال الناشطين توفيق بن سعود وسامي الكوافي سنة 2014 .
وكان فوزي الربيعي أحد المشاركين في الهجمات على الصاعقة قبل حتي عملية الكرامة وظهر في تسجيل قبل مقتله وهو يتوعد شباب منطقته بالذبح وقطع رؤوسهم والتنكيل بهم وتهجيرهم .
https://www.facebook.com/ALRSEEFA.NET/videos/741813435935433/?t=1
وتجدر الإشارة هنا إلى أن عادل الربيعي شقيق المقتول فوزي ورمضان قد ظهر الأسبوع الماضي في معارك طريق مطار طرابلس أيضاً والتي فقدت فيها القوة المساندة للجيش ثلاثة من منتسبيها جميعهم من الزنتان .

أما الثالث والذي نعته أيضاً حسابات مقربة من مجلس شورى بنغازي كما نعاه بشير عبدالرحمن السويحلي نجل رئيس مجلس الدولة السابق فهو ” محمد الشيخي ” التابع لما يسمى سرية الغرباء وهي إحدى أكثر مجموعات تنظيم أنصار الشريعة تطرفاً .
وعن سكنه السابق ، تشير المعلومات الواردة من مكتب المدعي العسكري إلى أنه من سكان منطقة القوارشة وشارك في القتال ضد القوات المسلحة بمدينة بنغازي منذ ماقبل سنة 2014 قبل أن يفرّ أواخر سنة 2016 إلى مدينة مصراتة ويلتحق هنا بما يسمى سرايا الدفاع عن بنغازي .

ولمحمد شقيق يدعى ” إسلام الشيخي” كان تابعاً أيضاً لسرية الغرباء بتنظيم أنصار الشريعة وقد قتل سنة 2016 جراء الإشتباكات بمنطقة الهواري في بنغازي ، ومجملاًً يواجه الشقيقان إتهامات أمام النيابة أقلها تهجير جيرانهم المساندين للجيش والشرطة في محلة سكنهم بمنطقة القوارشة .

وقد تحصلت المرصد على نسخة من جواز سفر الشيخي الذي عثر عليه في صبراتة قبل عامين إبان الحرب التي دارت هناك بين غرفة مكافحة الإرهاب والتنظيمات المختلفة في المدينة والتي إنتهت بفرار غالبيتهم نحو الزاوية ومصراتة بما في ذلك مجموعة منهم كانت فارة من بنغازي .

هو الفار من شرق البلاد ، مسعود خميس مسعود الزينبي وقد أصيب الأسبوع الماضي ضمن صفوف مقاتلي حكومة الوفاق في محور عين زارة جنوب طرابلس وهو من مواليد 1996 وينحدر من منطقة بشر غربي أجدابيا .

قبل ذلك ، كان الزينبي من ضمن مجموعة يقودها مفتاح الساعدي تابعة لحرس المنشآت النفطية السابق بإمرة المطلوب للنائب العام المعاقب دولياً إبراهيم جضران وقد عثر على صورة للمعني وهو يحمل سلاحه في أحد أحياء منطقة عين زارة خلال قتاله بصفوف قوات حكومة الوفاق قبل إصابته .
ويتهم ” الزينبي ” من قبل المدعي العسكري ونيابة أجدابيا نصياً ” بالتحالف مع المجموعات الإرهابية متمثلة في سرايا الدفاع عن بنغازي وبالهجوم علي الموانئ النفطية ومناطق شرق أجدابيا خلال الأعوام 2016 و 2017 و 2018 والتي سُجل في أحدها ما عرف بمجزرة ” سلطان وجليداية ” التي أقدمت فيها السرايا على تصفية عدد من السكان بدعوى تعاونهم مع القوات المسلحة .
وعبر حسابه على فيسبوك أيضاً إضافة لصور عثر عليها سابقاً في هواتف بعض المعتقلين ثبتت مشاركة المعني في هذه الهجمات التي أضرت بالمرافق النفطية مراراً وأدرج جضران بسببها على لوائح العقوبات الأمريكية والدولية .

وعقب الإصابة ، نشر الزينبي صورة اليوم الأحد عبر حسابه على موقع فيسبوك بعد تلقيه العلاج وخروجه إلى الشارع مجدداً وقد ظهر في صورة رفقة مسلحين آخرين على متن سيارة تبدوا بأنها عربة عسكرية .
هو عمر محمد الاصيفر الملقب ” عموري ” من مواليد مدينة زليتن سنة 1996 وقيادي في ما يسمى تشكيل ” أحرار زليتن ” التابع لحكومة الوفاق وقد سقط قتيلاً خلال مواجهات ضد القوات المسلحة في محور عين زارة مساء الخميس 16 مايو 2019 .

كان من اللافت أن عمر الذي أُصيب في غارة جوية إستهدفت تمركزهم في وادي الربيع يوم 16 أبريل بجراح طفيفة قبل أن يُقتل بعدها بشهر قد سبق له خوض مواجهات ضد القوات المسلحة في مدينة بنغازي ضمن مايسمى ” مجلس شورى المجاهدين ” بقيادة الإرهابي المبايع لداعش وسام بن حميد .
قبل مقتله بوقت وجيز نشر الأصيفر عبر حسابه على موقع فيسبوك ” صورة سيلفي ” برفقة المسؤول العسكري لما يسمى مجلس شوري ثوار بنغازي المتطرف وسام بن حميد والمكني أبوخطاب الليبي وكانت الصورة تحديداً خلال العام 2016 قبل مقتل الأخير بوقت وجيز في معارك قنفودة والإعلان عن مقتله بعدها بعامين تقريباً.

كما ظهر الأصيفر قبلها بسنة مع المتطرف الآخر فرج الحسين دعدوش وهو أيضاً من مواليد مدينة زليتن 1993 وأحد عناصر ما سمي بإسم ” جهاز الحرس الوطني ” بقيادة خالد الشريف وقد قتل في منطقة عين زارة في 2 سبتمبر 2018 خلال مواجهات دامية مع قوة الردع الخاصة .

وبالعودة لدعدوش فقد شارك في الهجوم رفقة الكتيبة 33 مشاة بقيادة بشير خلف الله الملقب بـ ” البقرة ” شهر يناير 2018 على سجن قوة الردع الخاصة بمطار معيتيقة ، وعبر صفحته على فيسبوك يصف آمر القوة عبدالرؤوف كارة بـ ” المدخلي ” ويعتبر الإرهابيين السجناء في ذلك السجن بالأحرار الذين يتعرضون للأسر ظلماً وللإهانة والذل .
كما لا يخفي أيضاً دعمه ووله الشديد بما يسمى قادة مجلس شورى بنغازي وعلى رأسهم المتطرف التكفيري بن حميد وجلال مخزوم ومحمد الزهاوي أمير الأنصار بل ويسجل إعجابه في منشوراته صراحة بعرابي إرهاب القاعدة ومؤسسيها مثل الإرهابي أسامة بن لادن والإرهابي الأردني أحمد فضيل المكنى بـ ” أبو مصعب الزرقاوي ” على إعتبارهم وفق رأيه ومنهجه كانوا غصة على ” أعداء الإسلام الأمريكان ” .
هو أنس عطية بوراشد والذي نعته بعد مقتله أمس السبت في إشتباكات عين زارة حسابات وإعلاميين بينهم مذيع قناة ليبيا بانوراما نبيل السوكني وكتائب موالية لقوات حكومة الوفاق ليتبين بأنه بوراشد المكنى بـ ” المثنى الدرناوي و تاندرا الدرناوي ” .
ينحدر بوراشد من مدينة درنة وكان من قاطني حي باب طبرق قبل أن يلوذ بالفرار لاحقاً ، قبلها وفي سنة 2012 إلتحق بكتيبة شهداء أبوسليم المتطرفة بقيادة سالم دربي الذي قُتل سنة 2016 على يد تنظيم داعش في إطار خلاف عقائدي ونزاع على النفوذ بين تنظيمه المحسوب على القاعدة وبين جماعة داعش .
في ديسمبر 2014، انضمت جماعة أنصار الشريعة إلى شهداء بوسليم و”جيش الإسلام ” تحت مظلة تسمى مجلس شورى المجاهدين في درنة ، لاحقاً إنشقت مجموعة جيش الإسلام وأعلنت البيعة لتنظيم داعش وكان أبوراشد من ضمن المجموعة المبايعة .
شارك بوراشد في المواجهات ضد القوات المسلحة منذ إنطلاق عملية الكرامة سنة 2014 كونها حرب ضد الطاغوت و من والاه حسب وصفه من خلال تدويناته عبر صفحتيه على فيسبوك التي تحمل إسم ” تندرا الدرناوي و المثنى الدرناوي ” .
وبالعودة إلى الحرب العقائدية التي دارت بين تنظيم داعش و مجلس شورى مجاهدي درنة و ضواحيها في يونيو 2015 سُجن أنس لدى الشورى وأُفرج عنه بعد إعلانه تبرأه من بيعة أمير التنظيم قبول إنضمامه للمجلس على غرار العشرات من المقاتلين بعده وفي سنة 2018 فر من المدينة نحو مصراتة .
بعد بداية عمليات القوات المسلحة في طرابلس إنضم أنس وفقاً لحسابات أخرى نعته لقوات المعاقب دولياً صلاح بادي على غرار عدد آخر من مقاتلي الشورى الفارين ليعلن عن مقتله صباح أمس السبت في مواجهات عين زارة كما أن منشوراً من منشوراته عبر صفحته يؤكد فيه بنفسه مشاركته في محور معسكر اليرموك حيث تتواجد قوات بادي أيضاً .
وهذه ليست المرة الأولى التي تسجل فيها ساحة القتال في طرابلس مشاركة عناصر متشددة تكفر بالديمقراطية والدولة المدنية في صفوف قوات حكومة الوفاق التي طالبها الإتحاد الأورربي بضرورة النأي بنفسها فعلياً وعلى الأرض عن الجماعات الإرهابية والمطلوبين دون جدوى ، بينما تتهم هي حفتر بتنشيط الإرهاب ، لكن وفقاً لمراقبين فأن تحرك ونشاط كل هذه العناصر من مناطق خاضعة لنفوذها أصلاً مثل مصراتة والزاوية والخمس ومسلاتة وغيرها يضع هذه الرواية على المحك .
المرصد – خاص