فارس: إدارة ترامب لا يمكن أن تقبل بالعمل مع حكومة الوفاق التي تعطي غطاء سياسي للمليشيات

ليبيا – قال رئيس المجموعة الأطلسية النيابية والمستشار السابق لحملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وليد فارس إبان الانتخابات الرئاسية إن الاتفاق السياسي الموقع بين أطراف ليبية في مدينة الصخيرات المغربية قبل نحو أربع سنوات لم يُنفّذ نهائيا وأن من أهم بنوده تجريد المليشيات المسلحة من سلاحها، لافتا إلى أن ليبيا من الواضح أنها تتجه لعقد اتفاق جديد برعاية دولية قوية ومباشرة بعيدا عن ما وصفه بـ”الاتفاق المشوه” الذي سمح تقارب الرئيس الأميركي السابق مع تنظيم الإخوان المسلمين بولادته على هذا الشكل الذي لم يأخذ طريقه للتطبيق بسبب سطوة سلاح المليشيات.

فارس أوضح في مداخلة له عبر برنامج البلاد الذي بث على قناة “ليبيا 218″ أمس الثلاثاء أن العالم وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن يكون مقبولا في أجندتهم خلال المرحلة المقبلة أي وجود للتنظيمات والقوى المتطرفة سياسيا للتأثير على الأوضاع والحل السياسي في ليبيا، وأن اتصال ترامب الهاتفي مع المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش  هي خطوة أميركية أولية لإبعاد التطرف في ليبيا وضرب المليشيات المسلحة التي أيّد ترامب تحرك الجيش ضدها.

وأضاف :” أن إتصال ترامب بالمشير حفتر له مدلول مهم جدا وهو يعتبر أقرب إلى خرق أميركي للعزلة التي كانت شبه مفروضة على الجيش إذ يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية عرفت متأخرة من هو حليف حلفها الدولي في ليبيا لضرب الإرهاب، ووضع حد لتيار الإسلام السياسي”، كاشفا أن اتصال ترامب بالمشير هو إشارة مهمة لتحول في الرأي العام الأميركي ضد فكر جماعة الإخوان المسلمين الذي سمح لهم أوباما بالتمدد في منطقة الشرق الأوسط بوصفهم “إسلاما معتدلا”.

 ووفق ما يقوله أمين عام المجموعة الأطلسية النيابية  فإن جماعة الإخوان المسلمين والمنصات الإقليمية الداعمة لها لديها وسائل ضغط كبيرة داخل الولايات المتحدة الأميركية من خلال شراء خدمات شركات العلاقات العامة وهي شركات تعمل لمن يدفع لها عدا عن أن المؤسسات الإخوانية حول العالم لديها تدريب وتمويل وخبرة لخوض حروب إعلامية مضادة.

وأردف :” إن هذا وضع مؤقت لأن سطوة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي سيكون لها كلمة أقوى ضد قوى الضغط هذه، خصوصا أن تفاعل الليبيين عبر منصات مواقع التواصل قد سمح بتدفق الحقيقة كاملة، موثقة في صور ومقاطع فيديو، معتبرا أن تحول الرأي العام الأميركي بعيدا عن سطوة شركات العلاقات العامة بات مسألة وقت.

ولفت المستشار السابق لترامب إلى مسألة مهمة في أزمة ليبيا وهي أن الرأي العام الأميركي لا يتابع التفاصيل المتعلقة بملفات الأزمات بمنطقة الشرق الأوسط، بسبب انشغاله اليومي بالقضايا الداخلية التي تمس حياته وجيبه لكن هذا الرأي العام سريع التحول إذا ما تدفقت الحقائق عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي من موقع الحدث في ليبيا والتي ستشكف ما يفعله الإسلام السياسي وكذلك التنظيمات الإرهابية في ليبيا ، مؤكداً أن الثابت لدى كثيرين اليوم حول العالم أن الليبيين لم يعودوا يقبلوا بوجود إرهابيين في وطنهم ولا يجدون أي مستقبل للمليشيات المسلحة عندما يبدأون ببناء دولتهم.

وأعتقد فارس أن موقفا أميركيا بات قيد التشكيل الآن داخل إدارة الرئيس ترامب إزاء الأزمة في ليبيا ، منوّهاَ إلى إعلان هذا الموقف قد يأخذ وقتا لكنه لن يتأخر كثيرا، معتبرا أن دعم ترامب لعملية الجيش الوطني في العاصمة واتصاله بحفتر هو أولى الإشارات القوية لهذا الموقف الأميركي الآخذ بالتشكّل.

كما أشار إلى  أن إدارة ترامب لا يمكن أن تقبل بالعمل مع حكومة الوفاق التي باتت الغطاء السياسي لمليشيات مسلحة خارجة عن القانون، شارحًا بأن الهدف العالمي الأهم وفق قوى سياسية دولية كبيرة هو تجريد المليشيات في ليبيا من سلاحها قبل التدخل لتوجيه مسار سياسي قابل للتطبيق ويقبل به الليبيون لبناء دولتهم،مؤكدا أن جهات أميركية ترصد ما يقوله الشباب الليبي على الإنترنت وأنه يجري الاهتمام بهذه الآراء في المراكز البحثية السياسية الأميركية.

وفي معرض حديثه عن أبرز الملفات الإقليمية والدولية حول العالم ،قال فارس إن تركيا تحولت من بلد استراتيجي ومهم جدا في منظومة حلف شمال الأطلسي “ناتو” وبلد يُعوّل عليه كثيرا في النزاعات الدولية والإقليمية إلى بلد يمارس سياسة خطرة جدا ويقترب أكثر فأكثر إلى الإسلام السياسي المتشدد المتماهي معه،رابطاً كل التغير في تركيا بوصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في تركيا عام 2001، مؤكداً أن تركيا لا تكتفي بالنهج السيئ في دعم الأخوان المسلمين فقط وليس في ليبيا فحسب وإنما أصبح لأردوغان خصومات سياسية مع دول عدة حول العالم وباتت تشتبك مع جيرانها الأوروبيين في موضوع التنقيب عن النفط عدا عن عقوبات أميركية وأوروبية منتظرة قد تحد من التدخل التركي حول العالم ،على حد تعبيره.

فارس لفت إلى أن الخلافات بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا ليست عميقة إلى النحو الذي يتخيله كثيرون حول العالم وأن حجم التنسيق بينهما في ملفات دولية عدة يبدو كبيراً جداً خلافاً للمتداول أو المتعارف عليه ، مبيناً أن واشنطن وموسكو تتضارب في كثير من الأحيان مصالهم حيال ملفات معينة فينشأ نوع من التضارب السياسي المضاد.

 

 

Shares