بورويلة: الوفاق بمثابة قناة للإحتلال الأجنبي كونها وكيل رئيسي لتركيا التي تسعى لنهب ثروات البلاد

ليبيا – قالت آية بورويلة ﻛﺒﻴﺮة ﻣﺴﺘﺸﺎري معهد البحوث للدراسات الأوروبية والأمريكية (RIEAS) إن تركيا تسعى لتخريب عملية السلام في ليبيا، بسبب دعمها الإخوان “دعاة الإرهاب”، داعية إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن لعدم التسامح مع أنقرة واتخاذ موقف صارم ضدها.

بورويلة أشارت في ندوة عبر الإتنرنت لمنتدى الشرق الأوسط “ميدل إيست فورم” حول التدخل التركي في ليبيا وفقًا لصحيفة “الدستور” المصرية إلى أن حكومة الوفاق تعد حكومة غير معتمدة ولا تتمتع بالشرعية بين الشعب الليبي؛ نظرًا لأن مجلس النواب لم يصادق عليها، كما أنها تقع تحت تأثير الميليشيات المدعومة من تركيا وقطر والجماعات المتطرفة، على رأسها جماعة الإخوان.

وتابعت: “بسبب الدعم التركي والقطري للوفاق، فإن الدولة بأكملها تنظر إليها على أنها بمثابة قناة الاحتلال الأجنبي كونها وكيلًا رئيسيًا لتركيا التي تسعى للسيطرة على احتياطيات الغاز في البحر المتوسط ونهب ثروات البلاد، وإنشاء مركز نفوذ لها في إفريقيا من خلال الاتفاقيات البحرية والعسكرية الموقعة بينها وبين الوفاق”.

كما وصفت الباحثة الاتفاقات المتعددة بين تركيا وحكومة الوفاق بأنها “غير دستورية وباطلة” وغير مصدق عليها من البرلمان المنتخب، وكذلك اتفاقية التعاون العسكري بين قطر والوفاق تعد “غير شرعية” وتمهد الطريق لتركيا، التي يعتمد اقتصادها على واردات الطاقة، للسيطرة على احتياطيات النفط الليبية بمساعدة حلفائها.

وواصلت بورويلة: “في أبريل 2019، شن الجيش الوطني هجومًا لتطهير البلاد من الميليشيات في طرابلس، لكن تركيا عززت دعمها لحكومة الوفاق، مما حال دون توحيد البلاد. ناهيك عن إرسالها الأسلحة والمرتزقة إلى البلد الذي مزقته الحرب. تركيا نشرت ما يقرب من 6 آلاف مرتزق سوري والعديد من الميليشيات المتطرفة والإرهابية من أجل القتال إلى جانب ميليشيات حكومة الوفاق الإخوانية”.

وذكرت بورويلة في تقريرها عن الندوة، أن تركيا تسعى أيضًا لنهب ثروات ليبيا من خلال وسائل “الاتجار بالبشر” غير القانونية، مشيرةً إلى أن غرب ليبيا تمثل نقطة عبور رئيسية للهجرة إلى أوروبا، حيث تعمل تركيا على “تسليح” المهاجرين واستخدامهم كورقة ابتزاز ضد أوروبا، مثلما فعلت مع السوريين الذين نزحوا إلى البلاد هربًا من الحرب الأهلية، وهو ما يفسر الهجمات الإرهابية التي هزت أوروبا في الفترة الأخيرة، آخرها الهجوم الإرهابي في فرنسا، وكان منفذه تونسيٌ ينتمي لعائلة مهاجرة من ليبيا.

ولفتت الباحثة إلى أنه بفضل إعلان مصر أن سرت التي تمثل الباب الحقيقي للسيطرة على مناطق الهلال النفطي الغنية بالبترول هي خط أحمر بالنسبة لأمن مصر القومي، لم تتمكن الميليشيات المدعومة من تركيا من التقدم أو الاقتراب من تلك المنطقة.

ونوهت بأن تأكيد مصر على عدم السماح بأي تهديد لحدودها الغربية المرتبطة بالحدود مع ليبيا، يمثل “خطوة إيجابية” في عملية السلام في البلاد، نظرًا لأن تلك التهديدات أثارت ذعر تركيا، لا سيما بعد ترحيب مصر بالاتفاق الليبي على إعلان وقف شامل لإطلاق النار الذي توصلت إليه حكومة الوفاق والجيش تحت رعاية أممية.

وفي نهاية التقرير، دعت بورويلا الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للعب دور بناء في ليبيا، من خلال محاربة تلك الميليشيات غير الشرعية المدعومة من تركيا وقطر، ومراجعة حظر الأسلحة المفروض على ليبيا منذ 2011، والذي يهدد قدرتها على نشر جيش شرعي قادر على فرض القانون والنظام، قائلة: “الجيش لا يريد التعاون مع المرتزقة”.

وتوقعت الباحثة أن تقوم تركيا بمزيد من المحاولات “لتخريب عملية السلام”، لكن سيعوق ذلك عدم تسامح المجتمع الدولي مع مغامرات تركيا الخارجية، معربةً عن أملها في أن يتخذ الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن موقفًا قويًا ضد تركيا، الأمر الذي سيكون موضع ترحيب كبير في جميع أنحاء العالم العربي وفي جميع أنحاء أوروبا.

Shares