إسطنبول – احتفلت جامعة إسطنبول التركية، اليوم الإثنين، باليوم العالمي للغة العربية الموافق 18 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، بتنظيم فعالية فنية ثقافية شارك فيها بشكل خاص دولتا المغرب وفلسطين.
وضمت الفعالية عروضا موسيقية ومعرض رسم وعرض لمنتجات من المغرب وفلسطين، إضافة إلى طاولات تعريفية بالدول العربية.
وشارك في تنظيم الفعالية “مركز الفارابي للدراسات” بجامعة إسطنبول، وقنصلية المغرب، و”الجمعية العربية”، و”البيت المصري التركي”، و”جمعية الصداقة المغربية” و”جمعية شام للفنون”.
واعتمدت الأمم المتحدة شعار “العربية: لغة الشعر والفنون” للاحتفال باللغة العربية للعام 2023، حسبما جاء في موقعها الإلكتروني.
وقال عبد الله قزلجك، رئيس قسم اللغة العربية بجامعة إسطنبول: “هذا العام هو الثالث الذي نحتفي به باللغة العربية، واعتدنا كل عام إبراز دولة معينة خلال الاحتفالية، في جو من الإخوة والوحدة”.
وأضاف للأناضول: “نتيجة زلزال المغرب فكرنا بتنظيم حملة تبرعات بالتعاون مع الهلال الأحمر التركي، لمنكوبي الزلزال، ولاحقا تطورات الأحداث في غزة وتم إضافة فلسطين أيضا”.
وتابع: “كان من المخطط تنظيم التبرعات للبلدين، ولكن القنصل المغربي أوضح أن تقديم المساعدات للفلسطينيين أولى، وأشكر كل من ساهم بالفعالية معنا”.
كما ألقى قنصل المملكة المغربية في إسطنبول، مهدي الرامي، كلمة قال فيها: “من دواعي سروي وابتهاجي المشاركة مع جامعة إسطنبول في إحياء هذا اليوم، وأجدد شكري للجامعة على اختيار المغرب ضيف شرف في الاحتفال”.
وأكمل: “يوافق اليوم الاحتفال بالذكرى الخمسين لاعتماد اللغة من قبل الأمم المتحدة، وهو ما يشكل اعترافا بغنى اللغة ومساهمتها في إثراء العلوم والفلسفة والآداب”.
وأوضح أن اللغة العربية “عامل التقاء وتواصل بين الشعوب في المنطقة، وهي اللغة التي أنزل الله بها القرآن الكريم وكانت قناة تواصل سلس بين الشعوب”.
وأشار الرامي إلى أن “غير العرب وضعوا قواعد العربية مثل سيبويه، ولا شك أن اللغة العربية أثرت وتأثرت بلغات المنطقة والعالم وأخذت من اللغات التركية والفارسية وغيرها، وأيضا تأثرت بها لغات أخرى مثل اللغة التركية”.
من جانبه، قال رئيس الجالية الفلسطينية راجح نصار، في كلمته: “في العام 1973 تم اعتماد اللغة العربية من قبل الأمم المتحدة، وبالتالي تم اعتماد 18 ديسمبر يوما للغة العربية، وللعربية ميزات خاصة، أهمها أنها لغة القرآن الكريم، وتميز اللغة بالاشتقاق والقواعد التي تجعلها متجددة، وهي لغة فصيحة ولها قابلية للتبادل مع اللغات الأخرى”.
بدورها، قالت عميدة كلية الآداب في جامعة إسطنبول، سفتاب قاضي أوغلو، في كلمة لها بالاحتفالية: “لا تزال اللغة العربية كتراث مشترك لعلمنا وتجارتنا وسياستنا وثقافتنا”.
وأضافت: “لهذا السبب، فإنني أبدي أهمية بالغة لهذا البرنامج المنعقد اليوم، من حيث التقاء الثقافات واللغات، وآمل أن يكون مفيدا للعالمين العربي والإسلامي”.
من ناحيته، قال معاون رئيس جامعة إسطنبول جميل كايا، في كلمته، إن “اللغة العربية ولدت في الجزيرة العربية، ومع انتشار الإسلام انتشرت وتحولت إلى لغة رسمية، ولها تأثير في اللغات الأخرى، حيث يوجد في اللغة التركية الكثير من الكلمات العربية”.
وأوضح أن “اللغة العربية حافظت على غناها وثراها، مع امتدادها من وسط آسيا لأفريقيا وأوروبا وتوسعها مع انتشار الإسلام، وكتبت بها العديد من المؤلفات، ولهذا فإننا نسهم بالتعريف بالدول العربية الناطقة بها”.
وختم بقوله: “خلال الفعالية سنتناول ما يحصل في فلسطين وغزة وانتهاك حقوق الفلسطينيين، ونستذكر الآلام في زلزال المغرب، وهو واجب إنساني أكاديمي، ومن هنا نتمنى الرحمة لجميع الضحايا الفلسطينيين”.
وشهدت الجلسة الافتتاحية كلمة للكاتبة المغربية كريمة أهداد، مؤلفة رواية “حلم تركي”.
وقالت أهداد: “انتقلت للعيش في تركيا والإقامة في إسطنبول عام 2018، جئت إلى إسطنبول وفي جعبتي حكايات وقصص استمدتها من القصص والروايات، فيما يعرف الناس عنها عبر المسلسلات”.
وتابعت: “بوصولي إلى إسطنبول، تعرفت على أناس من جنسيات عديدة، واستمعت لقصص وتجارب، وتعلمت على خلفيات ثقافية جديدة، وتعرفت على أناس، ألهمت من خلالهم لكتابة الرواية، وهي أول رواية باللغة العربية عن تركيا وإسطنبول”.
وزادت: “تحكي الرواية عن إيمان وخالد، زوجان مغربيان غادرا إلى إسطنبول، حيث يلتقيان عربا قادتهم الأقدار لأسباب مختلفة إلى تركيا، إضافة إلى شخصيات عربية أخرى وتركية”.
الأناضول