وثائقي بريطاني يستكشف كنوز الساحل الليبي القديم ومواقع قورينا المفقودة
ليبيا- تناول تقرير ميداني لموقع أخبار “هستوري هت” البريطاني مساعي إنتاج فيلم وثائقي عن ساحل ليبيا القديم وكنوزه اليونانية والرومانية المفقودة في برقة.
فريق بقيادة دان سنو يبدأ أول تصوير في ليبيا منذ 15 عاماً
التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد أكد تحضير فريق الفيلم بقيادة كاتب الوثائقيات التلفزيونية المؤرخ البريطاني دان سنو لإنتاج وثائقي استكشافي بعنوان مغامرات قديمة.. ليبيا ليستكشف من خلاله تاريخاً بعيداً عن المسار المألوف. وأوضح أن الفريق حظي بفرصة أولى من نوعها منذ 15 عاماً للتصوير في المواقع الأثرية الاستثنائية والنادرة في برقة، لتتمحور حول مدينة قورينا التي كانت إحدى أعظم مدن العالم القديم.
رحلة استكشافية في ساحل برقة تكشف مدينة مفقودة بفعل التآكل الساحلي
وبحسب التقرير قام الفريق برحلة إلى منطقة خلابة نادراً ما تناولتها الأفلام الوثائقية، ليحتفي الفيلم بجمال وتاريخ مدن يونانية ضخمة مهيبة. وأشار إلى بدء الرحلة في خليج لحنية حيث يشهد مشروع أثري اكتشاف مدينة ساحلية مفقودة بفضل التآكل الساحلي الطبيعي. وتابع أن سنو شاهد قطعاً أثرية تتساقط من المنحدرات مع انكشاف طبقات تاريخية لأكثر من ألف عام.
عظام بشرية وقطع فخار ومبانٍ رومانية تظهر بفعل العواصف
وأوضح التقرير أن سنو وعالمة الآثار البريطانية جوليا نيكولاس اكتشفا عظاماً بشرية سقطت من مدفن نتيجة التعرية، إلى جانب مئات شظايا الفخار وبقايا مبانٍ رومانية من معابد وفيلات أرضياتها مزدانة بالفسيفساء، ما يعكس تاريخاً لم يدوّن بالكامل في المصادر المعروفة.
قورينا بين حضارة الإغريق والرومان وتراث السيلفيوم المفقود
وتابع التقرير أن الفيلم سيعود بالمشاهدين إلى ألفي عام مضت نحو برقة الخصيبة التي مثلت سلة غذاء البحر الأبيض المتوسط القديم. وبيّن أن قورينا كانت مركزاً حيوياً لتصدير السيلفيوم، ذلك النبات الذي اختفى وكان يقدر بوزنه ذهباً. كما صدرت المدينة المعرفة وكانت موطناً للفيلسوف أريستيبوس وابنته أريتي التي يعتقد أنها أول فيلسوفة في التاريخ.
مسح تحت الماء يكشف آثار ميناء قديم وأعمدة غارقة
وأوضح التقرير انضمام سنو لفريق يجري مسحاً تحت الماء لكشف أعمدة وآثار ميناء قديم تخفيه الأمواج، ما يوضح أن فصلاً جديداً من تاريخ برقة يجري توثيقه حالياً.
استعادة قورينا عبر محاكاة بصرية بالتعاون مع يوبيسوفت
وأشار التقرير إلى تعاون “هستوري هت” مع شركة يوبيسوفت لإحياء أجزاء مفقودة من المدينة القديمة باستخدام صور من لعبة أساسنز كريد أوريجينز، ما يسمح للمشاهد بتخيّل المشي في المدينة في ذروة ازدهارها.
رحلة إلى مسرح قورينا ومعابدها ومنبع أبولو
وبيّن التقرير زيارة مسرح قورينا ومعابدها ومواقعها المقدسة بما فيها معبد أبولو ونبعه الشهير، مع شرح تطور هوية المدينة بعد سيطرة الرومان عليها في العام 96 قبل الميلاد وتحويل المسرح اليوناني إلى مدرج روماني.
أبولونيا وتحولات العالم القديم نحو العصر البيزنطي
وأشار التقرير إلى اختتام الرحلة في مدينة أبولونيا الساحلية التي طغت لاحقاً على قورينا، حيث ظهرت أطلال كنيسة بيزنطية بنيت من قواعد ونقوش رومانية معاد تدويرها، ما يعكس تحولات العالم القديم الدينية والسياسية.
قورينا تضاهي البارثينون وتكشف ركائز حضارة المتوسط
وخلص التقرير إلى أن المواقع الأثرية الليبية تضاهي في ضخامتها موقع البارثينون، مؤكداً أن قورينا لم تكن مركزاً هامشياً بل ركيزة من ركائز العالم القديم. ونقل عن سنو قوله إن ليبيا تقدم تجربة أثرية تضاهي أثينا وروما، فيما وصف رئيس قسم البرمجة في “هستوري هت” بيل لوك التصوير بأنه فرصة استثنائية لرؤية فخار يوناني ينبثق من المنحدرات والتجول بين عجائب قورينا كأول فريق يوثق هناك منذ الإطاحة بالقذافي.
ترجمة المرصد – خاص






