صنع الله: حكومة الوحدة الوطنية محظوظة لأنها وجدت أمامها 8 مليارات دولار من أموال النفط

ليبيا – قال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله إن حكومة الوحدة الوطنية محظوظة؛ لأنها وجدت أمامها 8 مليارات دولار بإمكانها الاستفادة منها، مشيرًا إلى أن  تجميد  الإيرادات سببه أن المال يسرق ويضيع؛ بسبب التشظي السياسي، دون وجود أي إصلاح.

صنع الله وفي مقابلة مع شبكة “الرائد” الإخبارية المقربة من حزب العدالة والبناء الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين أمس السبت على هامش زيارته لمدينة مصراتة، أوضح أن الإنتاج الحالي للنفط يبلغ مليونًا و300 ألف برميل يوميًا، وبالإمكان الوصول إلى مليون و450 ألف برميل نهاية العام.

وفيما يتعلق بزيارة لمدينة مصراتة، قال صنع الله: “مصراتة بها أكبر مستودع للوقود، وتفقدنا خلال الزيارة أعمال إعادة البناء لخزانات البنزين والكيروسين التي دُمرت عام 2011، إحدى الخزانات انتهت أعمال التركيبات فيها بالكامل، ونحن بانتظار اختبار وإجراء عمليات التشغيل فيه خلال الأيام المقبلة”.

وأردف: “هذه الخزانات تعطي متنفسًا وزيادة للمخزون؛ لأن خزانات طرابلس كلها استهدفت؛ بسبب الحروب المتعاقبة، وبالتالي ستكون رافدًا لمناطق طرابلس الكبرى والجنوب، فقبل يومين كانت هناك أزمة خانقة في طرابلس؛ بسبب ارتفاع البحر والموج، ولم تتمكن السفن من الدخول، ولأن الخزانات كلها تضررت من الحرب، ولا يوجد أي سعات تخزين في العاصمة، ولكن بدعم من مستودعنا في مصراتة استطعنا أن ندعم طرابلس الكبرى وأسعفناها بالوقود”.

وأكمل حديثه: “تفقدنا أيضًا مركز القلب، ووقفتُ على المساهمة الفعالة للمؤسسة من توفير جهاز القسطرة القلبية، وغُرف العناية، كما أننا تفقدنا مستشفى السكري والغدد الصماء، أيضًا ساعدنا هذا المستشفى”.

وتابع: “كما كانت لي زيارتان مهمتان، للشركة الليبية للحديد والصلب، والمنطقة الحرة التي تمتلك إمكانيات كبيرة جدًا، وبإمكاننا التعاون معها؛ من أجل تعزيز التعاون اللوجستي الخدمي، لديهم مثلًا مساحات كبيرة جدًا مسقوفة، نتحدث عن أكثر من 5 هكتارات من المخازن المسقوفة التي بالإمكان استعمالها، خاصة لتقديم الخدمات للحقول البحرية وفي التزويدات ونحوها، ولديهم أيضًا مهبط عمودي ممتاز جدًا من الممكن استعماله في تطوير القطع البحرية، خاصة التي هي قيد الهندسة التفصيلية حاليًا”.

وفيما يتعلق بالحديد والصلب، أوضح صنع الله قائلًا: “قدم لنا مهندسون مختصون عرضًا مرئيًا، وإمكانية التعاون بين المؤسسة والشركة، ستكون في ثلاثة مجالات، مجال تصنيع أنابيب النفط والغاز، وأيضًا أنابيب الحفر، وصناعة وتركيب وإنشاء الخزانات، وأيضًا تصنيع أسطوانات غاز الطهي، فالشركة الليبية للحديد والصلب بإمكانها تصنيع 200 ألف اسطوانة محليًا حسب المواصفات القياسية بدلًا من توريدها من الخارج، وهذا ينمي ويحفز الاقتصاد المحلي، هناك تكامل بين المؤسسة والشركات الوطنية، سواء الخاصة أو العامة”.

وبشأن قيام الشركة الليبية للحديد والصلب على تصنيع أنابيب النفط وأسطوانات الغاز، قال رئيس المؤسسة: “هذه المرة الأولى نعم التي تقوم بها الشركة بتصنيع أنابيب النفط واسطوانات الغاوز، وقد أبلغت رئيس مجلس إدارة الشركة محمد الفقيه أن صاحب الخدمة هو من يجب أن يروج لخدمته أو صناعته التي يقدمها، وما حدث اليوم أنني حضرت بنفسي وزرت الشركة وسألت عن إمكانية الاستفادة من خدماتهم، واطلعت على إمكانياتهم، في نهاية الأمر هذا مال عام وطني ليبي، يسهم في تحفيز الاقتصاد المحلي، أعتقد أنها كانت زيارة موفقة بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.

وبخصوص إجمالي إيرادات النفط خلال الربع الأول من العام الجاري، أوضح صنع الله: “نعم، طبعًا أكثر، الحكومة الجديدة محظوظة، الجيد أننا جمّدنا الإيرادات خلال العام الماضي، أتت الحكومة الحالية ووجدت أمامها 8 مليارات دولار جاهزة، وبإمكانها الاستفادة منها، وقرار إيقاف الإيرادات سببه أن المال يسرق، المال يضيع، الطايح مرفوع، وكذلك أيضًا بسبب التشظي السياسي، هل شاهدتم شيئًا؟ هل رأيتم إصلاحًا قد تم؟ الإجابة للأسف لا”.

وواصل: “تمثل الـ 8 مليارات دولار قيمة الإيرادات منذ تجميد الإيرادات، مضافًا إليها بعض التسويات التي لم تتم بعد، مثل صفقة “مارثون توتال”، وغيرها من التسويات الأخرى مع شركاء المؤسسة، أي أن معظمها أموال ليبية، ونحن نتمنى أن يتم الاستفادة من هذه الأموال في برامج التنمية ومساعدة قطاع النفط، وقد وعدتنا حكومة الوحدة الوطنية بأن يتم تخصيص أموال للمؤسسة ضمن ميزانيتها، وإذا تم ذلك فبالإمكان زيادة الإنتاج والوصول به إلى مليون و450 ألف برميل مع نهاية العام، إنتاجنا اليومي اليوم مليون و300 ألف برميل”.

وأعرب عن تمنيه أن تكون هناك شفافية في كل الجهات بالدولة، مضيفًا: “ونحن في المؤسسة لدينا برامج شفافية عالية جدًا، ونفتخر ونعتز بأننا الأوائل في الشفافية، وأننا الرواد في برامج الشفافية، كل العقود تنشر على الموقع الإلكتروني للمؤسسة الوطنية للنفط، وحتى أسعار النفط والمشتريات والمبيعات ننشرها على الموقع، وكل ما نقوم به على المكشوف، وما نتمناه من المؤسسات الأخرى أن تحذو حذو المؤسسة؛  لأن مشوار الشفافية طويل جدًا”.

صنع الله أعرب عن رفضه لمسألة إيداع إيرادات النفط الليبي بمصرف ليبيا الخارجي بدلًا من مصرف ليبيا المركزي، قائلًا: “الإجراء وفق القانون يعد غير صحيح، ولا ينبغي أن يكون هكذا، بحسب القانون المؤسسة هي من تحصّل إيراد بيع النفط، وتستقطع ميزانيتها، والباقي يحال للحكومة، وهذا القانون موجود من 1955، وليس مني أنا، المعمول به حاليًا من إيداع إيرادات النفط في مصرف ليبيا الخارجي، كله بترتيبات وقتية، لكنها ليست قانونية، وأنا قدمت مقترحات للحكومة؛ لإعادة تفعيل القوانين السابقة؛ لكي تستمر المؤسسة في الإنتاج، وتستمر في زيادته”.

Shares