تقرير تركي: حفتر شريك ضروري لتركيا لإعادة توحيد ليبيا وتعزيز نفوذها في إفريقيا

تقرير تركي: زيارة المشير حفتر إلى أنقرة «ضرورة إستراتيجية» لإعادة توحيد ليبيا وتعزيز نفوذ تركيا في إفريقيا

ليبيا – طرح تقرير تحليلي نشره القسم الإنجليزي في صحيفة “يني شفق” التركية جملة تساؤلات حول الأسباب التي تجعل من زيارة يشرع بها القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر إلى تركيا خطوة «لا بد منها» في المرحلة الحالية، في ظل تحولات لافتة في علاقة أنقرة بليبيا.

مرحلة جديدة في الشراكة الليبية التركية
أكد التقرير، الذي تابعت صحيفة المرصد أبرز ما ورد فيه من رؤى تحليلية، أن قواعد اللعبة بين تركيا وليبيا تشهد تغييرًا واضحًا، وأن الشراكة بين الطرفين تدخل مرحلة جديدة يتصدرها المشير حفتر، في وقت تتواصل فيه الزيارات المتبادلة والتفاهمات السياسية والاقتصادية.

خطط اقتصادية طويلة المدى ومشهد نفوذ جديد
وأشار التقرير إلى أن بناء شراكات اقتصادية ووضع خطط طويلة الأجل قيد التنفيذ حاليًا، يمثلان مشهدًا جديدًا ينفتح في لعبة النفوذ التركية في البحر المتوسط وإفريقيا، متسائلاً عن الأسباب التي تجعل هذا التقارب ضرورة سياسية، وما إذا كان يسهم في إعادة توحيد ليبيا.

ليبيا بوابة تركيا نحو إفريقيا الوسطى
ووفق التقرير، حافظت تركيا خلال السنوات الأخيرة على دور داعم في دول وسط إفريقيا بعد تقليص حضور القوى الغربية ولا سيما فرنسا، لتصبح أنقرة شريكًا محوريًا، بينما تمثل ليبيا «البوابة الأساسية» لهذا الامتداد الجيوسياسي.

ورجّح التقرير أن الطموحات التركية في القارة الإفريقية لا يمكن أن تنجح دون وجود ليبيا موحدة بجيش واحد قوي، مذكّرًا بأن أحد أسباب الإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي في 2011 كان النفوذ الليبي الكبير على دول هذه المنطقة.

أمن المنطقة مرتبط باستقرار ليبيا
وشدد التقرير على وجوب إنقاذ ليبيا من الانقسام والفوضى وعمليات النهب من القوى الغربية، مبينًا أن استقرار المنطقة الممتدة من السودان إلى مالي وتشاد والساحل الإفريقي يعتمد بشكل مباشر على الأمن في ليبيا، وهو ما يتطلب بناء جيش قوي وتوجيه ثروات البلاد نحو التنمية وتعزيز الإدارة المركزية.

خطر ميل تركيا نحو غرب ليبيا وحده
ورأى التقرير أن استمرار تركيا في توثيق علاقاتها مع غرب البلاد فقط، مع الابتعاد عن شرقها، يمثل «خطراً إستراتيجياً»، خاصة في ظل ما وصفه بسيطرة الولايات المتحدة وأوروبا على القرار السياسي في غرب ليبيا، وعدم عدالة توزيع موارد المصرف المركزي، والدفع الغربي نحو الفيدرالية.

أسس تعاون جديد مع شرق ليبيا
وأكد التقرير أن أسس مستقبل مشترك متين بين تركيا وشرق ليبيا تُبنى حالياً، ليس في المجال الاقتصادي فحسب، بل على مستوى الأولويات الجيوسياسية، معتبرًا إنهاء الانقسام بين الشرق والغرب ضرورة لمنع انهيار الدولة وإعادة بناء مؤسساتها بدعم سياسي واقتصادي.

كما شدد على أن تركيا يجب أن تكون «أقوى داعم دولي لليبيا» في مرحلة بناء الجيش، معتبرًا أن خبرة أنقرة العسكرية تمثل عنصرًا رئيسيًا في هذا المسار.

لماذا يجب دعوة حفتر إلى أنقرة؟
وأوضح التقرير أن الدعوة لزيارة المشير حفتر تأتي بالنظر لسيطرة القوات المسلحة على أغلب الجغرافيا الليبية، ووجود معظم الموارد في المناطق الواقعة تحت نفوذها، إضافة إلى أن أنقرة  بحسب التقرير  حققت مكاسبها الإقليمية عبر كسر الأنماط المفروضة من القوى الغربية، وأن الوقت قد حان لتطبيق هذا النهج في الحالة الليبية.

ترجمة المرصد – خاص

 

Shares