الكاتب و الباحث الاكاديمي إراهيم هيبة

إبراهيم هيبة يكتب للمرصد : متى سيدرك الليبيون الدرس ؟!

ما قاله الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حول التفكير في احتلال جزء من ليبيا وإستغلال حالة التشضي والحرب الاهلية وعدم وجود حكومة مركزية وجيش وطني قوي ليس بغريب في منطق العلاقات الدولية المبني علي العقلانية والواقعية السياسية .

 

فالمنطق العقلاني والواقعي يقول ان ما يحدث في ليبيا يعد فرصة تاريحية ليس فقط لمصر بل لكل دول الجوار بما فيها الدول الافريقية والعربية بدون تحديد وبعض القوي الاقليمية لإستغلال حالة عدم الاستقرار الليبيية وتشضي الدولة وعدم وجود حكومة مركزية وجيش وطني وحرب اهلية مستعرة للاستفادة السياسية والاقتصادية .
ليبيا القذافي كانت دولة ذات نفوذ كبير في منطقة شمال افريقيا ومنطقة الساحل الافريقي وكان لها دور كبير في توجيه السياسة الخارجية والداخلية للكثير من تلك الدول.
إن انهيارالدولة الليبية فتح المجال لكل الدول التي كان لها امال بأن تنافس النفوذ الليبي في المنطقة بأن تستغل هذا الفراغ وتحاول ملء الفراغ الذي احدثه انهيار الدولة الليبية بل ومحاولة اعاقت ومنع قيام دولة ليبية ذات نظام سياسي مستقر وقوي قد يعيد لليبيا مكانتها الاقليمية ، وبالتالي فأن من مصلحة دول الجوار وبعض القوي الاقليمية وبعض القوي الدولية هو افشال التحول الديمقراطي في ليبيا وبناء دولة مستقرة .

بل ان من مصلحة دول الجوار وحتي بعض القوي الاقليمية والدولية هو اطالة امد المعاناة في ليبيا من اجل انتاج نظام هش ضعيف مسلوب السيادة السياسية والاقتصادية لكي تستطيع تلك القوي الاقليمية والقوي الدولية ذات الاهتمام بالشأن الليبي او المستفيدة بشكل مباشر او غير مباشر من انهيار الدولة الليبية من تحقيق المكاسب السياسية والاقتصادية وتعزيز قواها الاقليمية والدولية علي حساب الدولة الليبية.

 

لن يكون غريبا اقدام مصر او اي من دول الجوار علي احتلال جزء من ليبيا او السيطرة والهيمنة علي بعض الموارد الطبيعية وسرقتها او الدفع بهجرة الاف النازحين والباحثين عن ارض ليعيشو فيها ، ففي الجنوب الليبي منذ انهيار الدولة الليبية استوطن الاف الافارقة في الجنوب الذين دفعت بهم الحروب الاهلية والمجاعات والتهميش في بلدانهم الاصلية الي الهجرة والاستيطان في ليبيا.

 

اليوم علي سبيل المثال لا الحصر الديمغرافية السكانية في الجنوب الغربي والشرقي لليبيا تتغير بشكل مخيف لصالح المهاجرين غير الشرعيين القادمين من مالي والنيجر وتشاد والسينيغال وموريتانيا .

 

هذه الهجرات حدثت بشكل منظم ومدعوم من قبل حكومات دول الجوار من اجل التخلص من عوامل عدم الاستقرار المتمثلة في تلك الاقليات وفي نفس الوقت تعزيز استقرار تلك الدول وتقوية اقتصادياتها.

 

بل ان الكثير من مجاميع المهاجرين غير الشرعيين اصبح جزء من معادلة الصراع الاهلي في ليبيا …. السؤال الذي يطرح نفسه هل سيدرك الليبيين الدرس ؟ ام سيستمرون في تفيذ اجندات واحلام واطماع دول الجوار وبعض القوي الاقليمية والدولية التي تتعارض تماما مع مصلحة الدولة ولليبية والشعب الليبي…. حمي الله الوطن….

 

ابراهيم هيبة

14 أبريل 2016

 

Shares