القضية 355

بالمستندات .. المرصد تفتح ملف القضية 355 جهاد أكثر قضايا سنوات المواجهات الأمنية تعقيداً

المرصد – خاص

شبكة معقدة و ملتوية من معتنقي فكر تنظيم القاعدة و الجماعة الليبية المقاتلة و جماعة الجهاد تشكلت و تفككت فى ليبيا بعيداً عن أنظار المجتمع و ظلت تحت المتابعة الأمنية لما يزيد عن 5 سنوات  و ذلك بحسب ما أظهرت وثائق و محاضر التحقيق  بجهاز الأمن الداخلي فى عهد النظام السابق و قد تحصلت المرصد على نسخ حصرية لبعضها و حفظت فى أرشيف الأمن برقم ” 355 جهاد ” لتكون بذلك واحدة من أكثر قضايا أمن الدولة تعقيداً إبان سنوات المواجهات الأمنية مع الجماعات الجهادية  .

 

برز إسم موسي غنيوة و خالد الزايدي  و يوسف الخفيفي و الكيلاني الزوي و العربي الشيخي إبراهيم جضران و أشقائه سالم و جمال و أسامة و مفتاح  فى هذه الوثائق من خلال التعامل مع هذه الجماعات أو الإنتماء لها فكريا و تنظيميا أو الاشتراك فى تمويلها عبر أعمال السرقة إنطلاقا من فتاوى إستحلال المال العام  إضافة لأسماء قادتها مفتاح الخفيفي و وليد الزاعل الذان قاموا بتفجير أنفسهم فترة المواجهات الأمنية ببنغازي سنة 2005 ، كما أن محاولة تأسيس هذه التنظيمات و الجماعات جائت بعد إنهيار تنظيم الجماعة المقاتلة و فرار و سجن و مقتل أغلب قادة الجماعة   .

 

شغلت القضية رقم ”  355 – 2005  جهاد ”  بال الأجهزة الأمنية لفترة  لا تقل عن سنتين  حتى تمكنت من متابعتها و تفكيكها بإشراف رئيس  جهاز الأمن الداخلي حينها اللواء ” التهامي خالد ” ، المطلوب حاليا للجنائية الدولية –  و قد أعتبر الجهاز إبراهيم جضران منتمياً بموجبها لجماعة الجهاد ثم الجماعة الليبية المقاتلة كما إعتبرته أساساً لهذه القضية لمحاولته المشاركة فى تأسيس عدد من الجماعات الأخرى    .

تشير الوثائق إلى أن إبراهيم جضران تحصل على فتوى بإستحلال المال العام من خلال عضو الجماعة خالد الزوي وقام بموجب هذه الفتوي  بالسطو على حوالى 40 سيارة ” شعبي عام ” مملوكة للدولة كما تشير إلى ضبط متفجرات و ألغام فى منزله و فى ورشة عائلته يوم القبض عليه فى 1 فبراير 2005 و إتهمتهم بالتخطيط لإستهداف مصالح أمريكية فى منطقة الهلال النفطي .

كما أشارت إحدى الوثائق إلى أن جضران انضم داخل سجن أبوسليم للجماعة الليبية المقاتلة لحماية نفسه من جماعة الجهاد بسبب وشايته بهم بعد إعتقاله مما أدى إلى إعتقال معظم عناصر الخلية التى سيأتي هذا المقال على تفاصيلها لأول مرة و ذلك بحسب هذه الوثائق الى أشارت أيضا إلى تعرضه لحالة نفسية سيئة بسبب إهدار الجهاديين لدمه داخل السجن و محاولتهم قتله  .

مذكرة ابناء جضران

تزعم الجهادي ” الكيلاني مفتاح إبراهيم الزوي ” تشكيل تنظيم أطلق عليه إسم جماعة التوحيد و الجهاد و تشير التحقيقات إلى أن إبراهيم الجضران هو من أقنعه بالإساس إلى إعتناق الفكر الجهادي حتى قرر السفر إلى العراق و من ثم فضح أمر التنظيم فقرر حله و أصبح تحت الملاحقة و قام أهله بتسليمه للأمن الداخلى أجدابيا بعد ورود أسمه فى التحقيقات مع إبراهيم جضران الذى أعتقل قبل 11 يوم من إعتقال الزوي .

 

قادت التحقيقات فى ذات القضية مع الزوي و المسجلة بذات الرقم  ”  355 – 2005  جهاد ” للوصول إلى عنصر مهم فى الجماعة و هو ” رمضان محمد رمضان المرغني ” الذى إعترف فى التحقيقات بأن أسامة جضران وعده بتسهيل سفره للعراق للإلتحاق بتنظيم القاعدة و ذلم بعد أن اقنعه موسي غنيوة بذلك عن طريق دروس عن الجهاد ضد الأمريكيين فى ليبيا و خارجها و عن  سرقة السيارات قدمها له رفقة إبراهيم جضران .

 

إلٌا أن موسي غنيوة سرعان ما قام بحل التنظيم خلال إجتماع عقده على شاطئ منطقة الزويتينة مع إبراهيم جضران و فرج ناجي  بحجة عدم إمتثالهم لأوامره و ألقي الأمن الداخلي القبض عليه بعد 6 أشهر من القبض على إبراهيم جضران و الكيلاني الزوي و قد نقل إلى سجن أبوسليم  و حكم بالمؤبد .

 

تكرر إسم موسي غنيوة طيلة متابعة القضية  رقم  ”  355 – 2005  جهاد ” و قد أظهر ملفه الأمني أنه سجن منذ سنة 1996 و حتى سنة 2002  لإنتمائه لجماعة الجهاد إلٌا أنه و فى سنة 2001 إنضم للجماعة الليبية المقاتلة داخل السجن بتوجيه  من السجين عبدالوهاب قايد عضو الجماعة و  المؤتمر الوطني العام لاحقا كما تشير الوثائق إلى ان غنيوة قام ببيعة الجماعة داخل السجن على يد قايد .

 

فى منتصف سنة 2003 إجتمع غنيوة بمنطقة الكويفية فى بنغازي  مع عضو الجماعة خالد الزوي و إبراهيم جضران و قد إتفق الحضور على تأسيس جماعة المهاجرين و الأنصار بهدف قتال الجيش و الأجهزة الأمنية و أظهرت التحقيقات أن جضران تكفل بتأمين الجانب الإقتصادي عبر سرقته للسيارات و بقى هذا التنظيم قيد السرية حتى تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على غنيوة مجددا فى يونيو 2005 بعد ورود إسمه فى إعترافات الكيلاني و جضران .

 

قبل ذلك حاول القائمين على التنظيم توسعته إلى بنغازي و  درنة فأوكلت المهمة لعبدالكريم عبدالله جبريل و الذى كان قد أفرج عنه حينها منذ وقت قصير بعد سبعة سنوات من السجن بتهمة التستر على شقيقه الذى كان أحد أهم المطلوبين للأجهزة الإمنية فى أحداث المواجهات الأمنية بالتسعينات فى مدينة درنة .

تشير التحقيقات مع جبريل بأنه عاد لممارسة أنشطته الإرهابية سنة 2003 عن طريق مفتاح الخفيفي الذى أقنعه بالجهاد فى العراق و الخروج على الدولة الليبية ” الكافرة ” قبل ان تتم بيعة الخفيفي أميراً للتنظيم فى بنغازي  و بيعة فرج دخيل الحاسي أميراً لدرنة .

و أثناء التخطيط لذلك أشارت الوثائق إلى أن جبريل إلتقى مع إبراهيم جضران ببنغازي و قد قام الأخير بتوفير شقة له إلا ان امير التنظيم ببنغازي كان يتحسب لأي ملاحقة أمنية فطلب منه توفير مأوي له فى الجبل بمدينة درنة و أثناء محاولته القيام بذلك كان قد ألقي القبض على عناصر التنظيم و أعد جهاز الأمن الداخلي كمين محكم له و قبض عليه و هو يحاول تأمين مأوى للخفيفي و نقل إلى أبوسليم و حكم بعد ذلك بالمؤبد .

و من بين عناصر التنظيم البارزين فى درنة  قبل تفكيكه كان عبدالعظيم موسي بن علي الذى سجن لمدة 7 سنوات  و أفرج عنه سنة 2003 لمحاولة سفره إلى أفغانستان و بعد القبض على إبراهيم جضران سنة 2005 إعترف بأن بن على كان من بين عناصر التنظيم فألقي عليه القبض بعد 10 أيام من القبض على جضران و قد إعترف بأن من قام بتجنيده مجدداً هما موسي غنيوة و إبراهيم جضران و إعترف بأن الأخير وعد بتوفير السلاح من جمهورية مصر كما إعترف بالتخطيط رفقة جضران لسرقة مصرف الوحدة فرع الساحة بمدينة درنة و سرقة عدد 50 بندقية كلاشنكوف من مركز شرطة الساحل فى درنة أيضا ، و قد نقل إلى سجن أبوسليم و حكم بالمؤبد نتيجة لإعترافاته  .

إعترافات بن علي قادت إلى عنصر آخر فى مجموعة درنة و هو توفيق عبدالحميد جبريل الورفلى الذى سجن سنة 1997 لمدة سبعة سنوات بتهمة إعتناق الفكر الجهادي و التستر على شقيقه المطلوب على خلفية أحداث المواجهات الأمنية بدرنة فى التسعينيات و تشير الوثائق إلى أن الورفلى لم يتراجع عن أفكاره السابقة و تعرف على إبراهيم جضران مطلع سنة 2004 عن طريق موسي بن علي و حاول توفير مأوى فى درنة لمجموعة الخفيفي المطاردة ببنغازي قبل أن يلقي جهاز الأمن الداخلي القبض عليه مجدداً شهر مارس 2005 بعد شهر من إعتقال جضران و بإعترافه بكل ما نسب عليه و بمواجهته بشهادة الشهود و أبرزهم إبراهيم جضران نقل إلى سجن أبوسليم و حكم بالمؤبد فى أغسطس 2006 .

 

و أظهرت مجموعة أخرى من الوثائق إهتمام التنظيم بربط عناصر خلية درنة بخلية بنغازي و بإعتقال إبراهيم جضران فى فبراير 2005 إعترف على عنصر مهم آخر فى درنة و هو طارق على عزوز و بإعتقاله فى يوليو 2005 أقر بتدارسه رفقة جضران لخريطة توضيحية لمعسكر السلع الأمنية بمنطقة الرجمة جنوبي بنغازي  بغية مهاجمته و سرقة أسلحته  كما إعترف بأن جضران زوده بكتيٌب يحمل عنوان ” معسكر البتار ” و يحتوي على شرح لكيفية إستخدام و صنع المتفجرات و أقر بموافقته على عرض جضران و باشر فى جمع معلومات عن المعسكر و أعد له خارطة  عن طريق تجنيد ضابط بالمعسكر و  رتبته رئيس عرفاء أول من المعسكر و يدعي عبدالناصر القابسي و من ثم قام بتسليم هذه المعلومات إلى إبراهيم جضران بعد تجميعها و إعداد الخرائط على جهازي كومبيوتر إعترف بسرقتهم من مدرسة القدس فى درنة كما إعترف بتجنيده للتنظيم منذ سنة 2001 عن طريق القيادي فى الخلية يوسف الزاعل و بإعتقال الضابط المشار إليه فى تعاونه مع الخلية و تسريب معلومات عسكرية عن معسكر الرجمة و إعترافه بالتهم المنسوبة له و بعلاقته مع مفتاح الخفيفي حكم عليهما فى أغسطس 2016 بالسجن المؤبد و تم تسجيلهما على  ذمة ذات القضية 355  .

إتخذت التحقيقات فى القضية 355 شكلاً دراماتيكياً بعد إعتقال طارق عزوز الذى كشف عن عنصر مهم كان يعمل بمعزل عن الخلية و يحاول تأسيس تنظيمه الجهادي الخاص فى مدينة درنة ألا و هو الصديق الغيثي الذى شغل لاحقاً عدة مناصب بعد ” ثورة فبراير ” حيث تبين أن الغيثي الذى سجن قبل إعترافات عزوز على خلفية انتمائه للجماعة المقاتلة و مشاركته فى المواجهات الأمنية مطلع التسعينات فى الجبل الأخضر و أفرج عنه بعد إعلانه توبته عن أفكاره السابقة عبر ما سمي حينها ببرنامج ” التائبون ” ليتضح مجدداً أن الغيثي لا زال معتنقاً بذات الأفكار و هي تكفير النظام و الدولة لإقامة الدولة الإسلامية فتم إعتقاله و بعد التحقيق معه و إعترافه و مواجهته بالشهود حكم عليه فى أغسطس 2006 بالسجن المؤبد .

و تواصلت سلسلة المفاجآت حيث إعترف الغيثي على وجود عنصر هام فى تنظيمه الخاص الذى كان بصدد تأسيسه فى درنة و هو يوسف الزاعل و تم إعتقاله فور متابعته فى اغسطس 2005 تحت رقم قضية 355 بعد إعترافات الغيثي و إعترف فى التحقيقات معه بأنه وصل إلى الحدود السورية فى محاولة منه لدخول العراق و لكنه عاد إلى ليبيا بعد فشله فى ذلك و إنخرط رفقة الغيثي فى تجنيد عناصر جديدة لتنظيمهم الخاص و كان يقدم لهم الدروس الجهادية و تدريبات اللياقة البدينة و بعض التمارين القتالية فى مزرعة والده بمنطقة الظهر الحمر فى درنة و بناءا على إعترافاته نقل إلى سجن أبوسليم و حكم بالسجن المؤبد .

فى هذه الأثناء كانت  الجماعة تواصل توسعة نشاطها ببنغازي  فإستقطبت أحمد سعد جاد الله العقيلي الذى كانت تربطه علاقة متينة مع إبراهيم جضران و أثناء محاولة  إختباء مفتاح الخفيفي ” أمير بنغازي ”  بعد فشله فى الفرار إلى درنة قام العقيلي بتوفير مأوى له فى منزله بمنطقة أرض ازواوة فى بنغازي  عن طريق جضران و كان يرافق الخفيفي و جضران عضو الجماعة  وليد الزاعل و تشير الوثائق إلى أن المجموعة كانت محملة بالمتفجرات كما أن جضران و الخفيفي كانا يحملان مسدسات كما أشارت وثيقة إلى أن جضران إقتنى المسدس  من عضو المجموعة  سليمان الصبحي الذى إعترف عند القبض عليه بعد أسبوع واحد من القبض على جضران انه باعه مسدس من عيار 9 ملم و عدد 50 رصاصة  كما إعترف بأنه تحصل على السلاح من على الحدود المصرية عن طريق مهربين ينتميان لقبيلة أولاد على و نتيجة لإعترافاته و شهادة الشهود نقل إلى سجن أبوسليم و حكم عليه بعشرة سنوات .

و فى اليوم التالي قام العقيلي بنقل المجموعة إلى مأوى آخرببنغازي  فى شقة عضو المجموعة  نزار السنوسي و أكد فى إعترافاته لاحقاً بأن جضران خبأ عنده لغم بلاستيكي و بعد القبض على جضران إعترف على عضوية العقيلي للمجموعة فتم إعتقاله فى يوليو 2005 و حكم بالمؤبد بتهمة إيواء إرهابيين و التستر عليهم و نقل أسلحة و متفجرات .أما عن أمير درنة فرج دخيل الحاسي فتشير الوثائق إلى أنه إنخرط فى صفوف جماعة الجهاد منذ سنة 1996و سجن لمدة 7 سنوات و أفرج عنه سنة 2002 قبل أن يتم إعتقاله مجدداً بعد محاولته الهرب إلى مصر لثبوت عدم تراجعه عن أفكاره السابقة فى تكفير الدولة و النظام  و قد أفرج عنه مجدداً سنة 2004 و قد إنضم للتنظيم الجديد فور ذلك عن طريق مفتاح الخفيفي ” أمير بنغازي ” و كلف لاحقاً بإمارة درنة و قد نقل إلى سجن أبوسلم بعد القبض عليه لورود إسمه فى اعترافات جضران و الآخرين و حكم سنة 2006 بالمؤبد  .

و بإعتراف العقيلي و جضران ضد نزار السنوسي قامت قوة من الأمن الداخلي بمداهمة منزله فى منطقة قاريونس ببنغازي يوم 21 فبراير 2005 و بالتحقيق معه إكتشف الأمن أن السنوسي عاد قبل وقت قصير من العراق عن طريق سوريا التى تحصل منها عبر سفارة ليبيا بدمشق على جواز سفر ليبي جديد بدعوى أنه أضاع جوازه فى سوريا كما إعترف على إنخراطه بتنظيم القاعدة فى العراق و توليه مهام مسؤول نقل إمدادات السلاح كما إعترف فى المقابل ضد العقيلي الذى تسبب فى إعتقاله بأن الأول هو من طلب منه إيواء المطلوبين مفتاح الخفيفي و وليد الزاعل و إبراهيم جضران ، و بناءاً على إعترافاته نقل إلى سجن أبوسليم و حكم عليه بالسجن المؤبد .

فى هذه الأثناء كان عضو المجموعة العربي بشير الشيخي يعد لتأسيس  تنظيم التوحيد و الجهاد كفرع لتنظيم القاعدة على ان تكون تبعيته للقيادي ” ابومصعب الزرقاوي ” الذى قتل لاحقاً فى غارة أمريكية بالعراق و قد أشارت الوثائق إلى ان القاعدة ارسلت تونسي يدعى ” نجيب العيادي ” المكني بـ ” فراس التونسي ”  كأمير للتنظيم فى ليبيا و شمال أفريقيا ، و بالقبض على إبراهيم جضران ، إعترف على الشيخي فتمت مطاردته و سلم نفسه نهاية شهر فبراير 2005 و إعترف بتخطيطه لتفجير مباني و مقرات أمنية و منشآت حيوية ليبية و إعترف على حيازته و معرفته بمكان 129 حقيبة متفجرة من بينها 77 حقيبة مخبأة فى منزل إبراهيم جضران أما البقية فكانت مدفونة فى مزرعة بمدينة درنة كما إعترف بمشاركته فى سرقة سيارات مملوكة لشركات أجنبية و  على حيازة مجموعة أخري لعدد 30 حقيبة و 3 مسدسات و قد تم إعتقالها قبل أن يحكم  الشيخي فى اغسطس 2006 بالسجن المؤبد .

و بالعودة إلى عائلة جضران تشير الوثائق إلى نشاط بارز  فى تلك الفترة لمفتاح جضران حيث تم تجنيده سنة 1999 بعد إيفاده لتلقي دورة تدريبية على حساب شركة الخليج العربي للنفط فى بريطانيا عن طريق الشيخ ” عمر المصري ” المكني بـ ” أبوقتادة ” و قد اكد فى إعترافاته بأن ” أبوقتادة ” قدم له دروس فى تكفير الأنظمة العربية و أفتى له بإستحلال المال العام و قد نقل هذه الفتوى بدوره بعد عودته إلى ليبيا  إلى شقيقه إبراهيم جضران و ساعده فى سرقة و بيع عدد من السيارات المسروقة و عند القبض عليه بعد 6 أشهر من القبض على شقيقه إبراهيم إعترف الأول بأنه كان يعلم بأن الأخير كان يخطط لعمليات إرهابية و يخفي المتفجرات فى المنزل و قد حكم بعشرة سنوات سجن كما قادت التحقيقات مع محمد محفوظ الصديق عضو الجماعة إلى أن رئيسه هو  مفتاح جضران أوكل له مهمة تجنيد موظفي شركة رأس لانوف للنفط حيث كان يعمل كما يبدوا من خلال إعترافاته بأنه إقتنع بأفكار تكفير الدولة و إستحلال المال العام خلال فترة تواجده رفقة جضران ببريطانيا و تليقهم لدروس بالخصوص من ” ابوقتادة المصري ” ، أعتقل الصديق فى اغسطس 2005 و نقل إلى سجن أبوسليم و حكم عليه بعد سنة من إعتقاله بـ 11 سنة سجن  .

 

و إرتبطت أسماء أبناء جضران و شركائهم فى التنظيمات التى عملوا على تأسيسها فى أغلب الوثائق التى تحصلت عليها المرصد بعمليات سرقة و لصوصية بناءاً على فتاوي إستحلال المال العام حيث أشارت إحداها إلى تورط جمال جضران فى سرقة سيارة مملوكة للدولة رفقة عضوي الجماعة عمر اللافي و وليد المشاي و ذلك بناءاً على الفتوى المذكورة ، و قد إعترف بعد التحقيق معه بالسرقة لتغطية نفقات سفر أعضاء من الجماعة إلى العراق كما أعترف بإستقطابه للجماعة  عن طريق الكيلاني الزوي و الفرجاني الأوجلي و حكم عليه بالسجن لمدة عشرات سنوات .

وليد المشاي و بعد إعتقاله فى سبتمبر 2005 إعترف بمشاركته فى عمليات سرقة السيارات رفقة جمال جضران لتمويل سفر عناصر الجماعة إلى العراق و قد ذكر فى شهادته مشاهدته لجمال و هو يشهر السلاح على أحد المواطنين فى أجدابيا لسرقة سيارته من نوع ” ميتسوبيشي لانسر ” و قد عرض المشاي على الإدعاء الشعبي بشكل مستعجل تحت رقم ذات القضية 355 و نقل إلى سجن أبوسليم و حكم بـ 11 سنة سجن .

و بتتبع وثائق سلسلة السيارات المسروقة قادت التحقيقيات على سبيل المثال لا الحصر إلى عنصر جديد و هو صالح احميدة الصفراني بسبب شرائه من إبراهيم و سالم جضران  لسيارات مسروقة و عند ضبطه فى أغسطس 2005 على خلفية الموضوع تبين من خلال التحقيقات بأنه أحد العناصر الهامة فى خلية الجهاد و إعترف بإستقطابه للتنظيم عن طريق سالم جضران كما إعترف بأن مفتاح جضران لقنه أفكار تكفير الأنظمة  و فتاوي استحلال المال العام التى اشارت إحدى الوثائق إلى تشبع بها الأول فى بريطانيا عن طريق الشيخ ” أبوقتادة المصري  ”  كما أقر بعلمه المسبق بأن السيارات مسروقة و ان عائداتها تستخدم لتمويل الجماعة و نتيجة لإعترافاته نقل إلى سجن أبوسليم و حكم عليه بالسجن لمدة 11 سنة  .

 

و من ضمن الوثائق التى تحصلت عليها المرصد بخصوص الموقوفين من أبناء عائلة جضران فقد قدمت عائلتهم إلتماساً موجه للعقيد معمر القذافي طلبت من خلاله العفو على ” إبراهيم و جمال و أسامة و سالم ” حيث كان إبراهيم و أسامة يواجهان حكماً بالمؤبد كما تعهدت بتجنيبهم ممارسة أي نشاطات معادية للدولة فى المستقبل و قد تم النظر فى الإلتماس و تم تخفيف الأحكام مابين الإفراج و 8 سنوات سجن .

 لقراءة الإلتماس كاملاً إضغط هنا 

و بعد إعتقال غالبية عناصر الجماعة و التى تطرق هذا التقرير لأبرزهم ، إنتهت المطاردات الأمنية لعناصر القضية 355 عند منطقة وادي الكوف بتبادل لإطلاق النار بين عناصر الأمن الداخلي و قادة المجموعة و هم مفتاح الخفيفي و وليد الزاعل الذان قاما بتفجير أنفسهما بأحزمة ناسفة بعد أن تم حصارهما فى ذات المنطقة منتصف سنة 2005 .

و للإطلاع على مستندات القضية كاملة التى إستند عليها هذا المقال ، إضغط هنا

هذا و تنوه صحيفة المرصد بأن حق الرد مكفول لكل من ذكر إسمه فى هذا التحقيق الصحفي او فى المستندات المرفقة . 

تم النشر فى 1 – 6 – 2016

 

Shares