بقلم سليمان البيوضي : الوطنية تقبع هنا .. مالذي قاله المجبري !؟

مقال رأي

بقلم سليمان البيوضي – على قناة ليبيا الحدث و في برنامجها الرئيسي لمقدمه أحمد القماطي و معده أحمد سالم 
خرج الدكتور فتحي المجبري نائب رئيس المجلس الرئاسي المقترح ؛ و لوهلة بدى أن المجبري يبارز نفسه ؛ و لم يظهر خصمه تحديدا ؛ فلمز و همس و أزبد و كان التناقض عنوانه العريض .
فما بين المجبري و المجبري مجبري آخر لا نعرفه ؛ او ربما كان المجبري يبحث عن نفسه ؛ لا يبدو واضح سبب الارباك الذي أوقعنا به الدكتور المجبري ” هل قلة ظهوره الإعلامي ” ؛ ام التناقض التام مع سمعناه منه سابقا .

لقد بدى واضحا أن رجل الترتيبات المالية في الرئاسي المقترح ؛ مستاء من استبعاده عن المال ؛ و الزحف عليه ؛ و لعل اجتماع أركان المال في ليبيا مع السراج بحضور سيالة ؛ أخرجه عن طوره ؛ فهل السيادة تقبع عند الكبير !!!!!!؟
 و بالمناسبة فإن سيالة كان رجل الاستثمار في ليبيا القذافي و الخارجية عززت نفوذه و مع إضافة المالية له بات الأشد نفوذا ؛ إن كل ما حاول فعله الدكتور المجبري هو إثارة الغبار من حولنا ؛ و ذر الرماد في العيون ؛ و بطبيعة المهام المسندة لسيالة فإننا في شبه السلطة و الدولة ” كما وصفها ” المجبري ؛ نحتاج لإجابة عن تساؤل : من يحكمنا السراج أم سياله ؟ .

لا أعتقد أن السيادة الوطنية هي تلك القضية المعقدة او المعضلة عند المجبري ؛ فالرجل لديه حلول كما قال ؛ فما الذي قاله المجبري ؟ 
الإجابة المنطقية و الواقعية أن المجبري لم يقل شيء ؛ فبالرغم من اللغة التي مارسها علينا ؛ و المحشوة بالمبررات و التناقضات ؛ و تركيزه على استمالة العواطف في برقة و فزان ؛ و تضخيم الحدث ليثير زوبعة في وجه السراج ؛ و مع قدرته المذهلة في استخدام لغة التحدي ؛ فإنه لم يقل شيء و لم يستطع إخفاء خوفه من الحقيقة !!!!!!.
لا يبدو أن الدكتور المجبري نجح في توصيف الحالة الليبية ؛ بقدر ما برز وجهه الآخر الذي يرفض الكيان الوطني الموحد ؛ فالرجل بدى انفصالياً ؛ لا فيدرالياً ؛ فهل مشروع التقسيم لدولة ما ؛ يرى النور ؛ أن أنه يطمح لتمثيل برقة من جديد ” تساؤلات ؟” .

الرجل يختلف تماما مع المؤسسة العسكرية و الأمنية التي يقودها المشير خليفة حفتر ” لقد اوقعنا في فخ التحليل ” ؛ عندما سأل عن مغزى السؤال في نهاية الحلقة ؛ و ها هو يضطرنا للتساؤل !!!!!!!.

استمر اللقاء قرابة ساعة و نصف كان التهديد و الوعيد و الرفض و تلبس المواقف و تناقضها ؛ سمة اللقاء في أغلب أوقاته ؛ و بالمناسبة الرجل لديه حل للهجرة غير الشرعية ؛ استثمارات في دول المصدر و الجوار ؛ هل ثمة دولة عظمى قادرة ” بريطانيا مثلا” تساؤل آخر أو فلنقل تحليل .

و لأزمة السيولة و الدولار ؛ أيضاً لديه مقترحات و أفكار للحلول ؛ و كأني سمعت منه استثمار و مساعدة خارجية ؛ ما هي أدوات التمويل ؛ هل يمكن ان تساعدنا دولة عظمى ؛ ام انه البنك الدولي يا دكتورنا ؛ اووووووه ” فخ التساؤلات و التحليل اللعين ” !!!!!!؟ 

من أجمل ما قاله الدكتور فتحي المجبري أن الإستقالة ليست حل و لن تعطل الرئاسي و حكومته ؛ أدعوه لقراءة الاتفاق السياسي الليبي و الذي وصفه أكثر من مرة بالمسودة .

بعد لقاء الدكتور المجبري على قناة الحدث اكتشفت أن الرئاسي المقترح شبه سلطة و شبه دولة ؛ غير أن المجبري أكد حقيقة واحدة ؛ أن المجلس الرئاسي بات من الماضي ؛ و عدم اعترافه بالفشل ؛ و رفض الاستقالة ؛ يشير لتساؤلين ؛ فإما أن الرجل يبحث لنفسه عن تمثيل جديد لبرقة ؛ أم أنه يحتاج لزيارة للمقر الذي تقبع فيه السيادة الوطنية !!!

رغم أن الحلقة كانت عن السيادة الوطنية و اختراق المياه الإقليمية ؛ إلا إنني لم أجد ضالتي عند الدكتور فتحي المجبري في هذا الموضوع ؛ فثمة تساؤلات و تحليلات تحتاج لكثير من الإستفهام من المجبري نفسه ؛ فخلال عامين من شبه السلطة ” كما وصفها ” تدخل المجتمع الدولي بطلب مباشر من الرئاسي المقترح ؛ في ليبيا أكثر من مرة و بجنود على الأرض و لم يتحدث المجبري أو غيره ؛ من الرئاسي !!!!!!!!.

سأكون قاسياً بالقول ؛ أن ما قاله الدكتور فتحي المجبري كلام حق أريد به باطل ؛ فكل الباقيين في المجلس الرئاسي يعرفون أنهم ضيعوا البلاد و فتتوا وحدتها و كيانها ” بشبه سلطة ” ؛ لكن الواضح أن الصديق الكبير بات مُقتّرا في وطنيته . 

المجبري طوال حديثه ركز على السراج و حاول أن يجعل منه كبش فداء للمرحلة برمتها ؛ لكن غضب الأول من التدخل الإيطالي بالدافع الوطني يتماهى مع غضب دولة كبرى ؛ أووووووه فخ التساؤل اللعين !!!!؟
أو التساؤل الدكتاتوري ؛ لا بل تساؤلات التدليس و التزوير و التشويه !!!!!!!.

بقلم سليمان البيوضي – كاتب و ناشط سياسي 

9 أغسطس 2017 

Shares