ينشر لأول مرة | تسجيلات ومحادثات مسربة للساعدي وآخرين تكشف الدور الخفي فى طاحونة الصراع المسلح بالبلاد

ليبيا – سامي الساعدي أو أبو المنذر أو أنس ، المسؤول الشرعي السابق للجماعة الليبية المقاتلة ، رجل الدين والسياسة والوعظ ، أو هكذا يظهر نفسه ، لكن دوره فى ملفات أمنية وعسكرية معقدة كملف سنوات الحرب فى بنغازي ودرنة وبعض أحداث المنطقة الغربية يظهر بأن للرجل دوراً محورياً أوسع وأبعد من ذلك بكثير  .

فى هذا التقرير المعزز بالتسجيلات الصوتية والمراسلات التي تحصلت عليها صحيفة المرصد من مصدر مخابراتي رفيع وتدور أحداثها مابين سنتي 2015 – 2017 يثبت بما يدع مجالاً للشك بأن الساعدي ومن خلفه دار الإفتاء كانا بمثابة مرجعية وغرفة عمليات عسكرية وأمنية وإعلامية فى أحداث عدة وبأنهم ومجموعتهم كانوا فى حقيقة الأمر قيادات عسكرية عن بعد لأحداث تسببت فى مصرع مئات الليبيين من مختلف الأطراف ، اكثر من كونهما قيادات دينية تستخدم الدين فى حياة السياسة والإقتصاد والسلم والحرب .

شورى بنغازي .. القاعدة وداعش

تظهر المراسلات والتسجيلات الصوتية التي تنفرد بها صحيفة المرصد فى هذا التقرير بأن الساعدي كان أيضاً بمثابة منسق خاص بين دار الافتاء فى طرابلس والجماعات المتطرفة فى بنغازي وعلى رأسهم الارهابي أحمد الحرابي عضو تنظيم القاعدة ، القيادي فى كتيبة عمر المختار بقيادة المتطرف زياد بلعم والمرتبط أيضاً بعلاقة قربى ومصاهرة مع الساعدي  كما تثبت مجدداً وكحالة فريدة ، تحالف تنظيمي القاعدة وداعش فى ليبيا لمدة لا بأس بها من الزمن فى فترة كان فيها التنظيمين يتقاتلان فى العراق وسوريا .

فى التسجيل الاول وهو مراسلات بين الحرابي والساعدي يظهر مدى مكانة الأخير لديهم كمرجعية دينية وكذلك وجود تنسيق رفيع بين الطرفين ، ولكنها تبين أيضاً حجم الصراعات على النفوذ والقيادة بين المجموعات الإرهابية فى بنغازي بما فى ذلك تنظيم داعش الذي يؤكد الحرابي قتالهم إلى جانبه جنباً إلى جنب قبل أن تظهر بعض الخلافات بينهم فيما إنحاز وسام بن حميد وجلال مخزوم وانصار الشريعة للتنظيم بشكل كامل .

يثبت ذات التسجيل بأن القيادى فى شورى بنغازي محمد الدرسي عضو تنظيم القاعدة ، الملقب بـ ” النص ”  المفرج عنه من الأردن فى مايو 2014 كان أيضاً ذي دور محوري ويتلقى فتاواه من الخارج عن طريق بعض المشائخ والدعاة الجهاديين التكفيريين وعلى رأسهم الداعية المغربي ” عمر بن مسعود الحدوشي ” وهو ذات الأمر الذي باركه الساعدي وتولى التنسيق فيه .

يمين الصورة عمر الحدوشي – ويساراً تركي البنعلي – أرشيفية

وبالمناسبة فأن الحدوشي يعد كذلك أحد أبرز معلمي قاضي داعش البحريني ” تركي البنعلي ” الذي جلب بيعة أمير داعش إلى سرت وأقام فيها فترة من الزمن حتى مقتله فى مايو 2017 بمدينة الرقة السورية .

صور مختلفة للبحريني تركي البنعلي فترة إقامته فى مدينة سرت مابين سنوات 2014 – 2015

كما تظهر التسجيلات والمحادثات أيضا وجود خلاف وقع لاحقاً بين جناحي محمد الدرسي وزكريا الماطوني من جهة وأنصار الشريعة من جهة أخرى وصل إلى حد التلويح بالقتال بينهم فيما وجه الحرابي طلباً للساعدي بالمساعدة فى التواصل مع المشائخ الجهاديين فى الخارج لسؤالهم وجلب الفتوى منهم عن إستمرار القتال فى بنغازي لتجنب شق الصف بين المجموعات الجهادية هناك ولم الشلم بما فى ذلك مع تنظيم داعش .

ليجيب الساعدي بأنه إتصل وقام بالمطلوب منه بل يسأله عن إحتياجاتهم من دعم طبي وغيره ليوفره لهم ، وبعد التسجيل بأسبوع توجه سامي إلى العاصمة القطرية الدوحة بتأشيرة دخول صادرة من مؤسسة عيد آل ثاني الخيرية المصنفة على قوائم الإرهاب الصادرة عن الدول الأربعة المقاطعة للدوحة كما أن قطر نفسها أدرجت الأسبوع الماضي أحد مؤسسي المؤسسة المدعو عبدالرحمن بن عمير النعيمي على قوائمها الخاصة للإرهاب ، فيما كان المنسق فى إجراءات التأشيرة قطري يبدوا أنه من المؤسسة ويدعى محمد بحري  !

محمد بحري – منسق إصدار تأشيرات الدوحة

وقد رافق الساعدي فى تلك الزيارة كل من عبدالرحمن نجل عضو تنظيم القاعدة نزيه الرقيعي الذي إعتقله الامريكيون من طرابلس وتوفي فى الولايات المتحدة وغيث الفاخري عضو دار الافتاء ! .

وفى تسجيل آخر يتوجه الحرابي بالسؤال للساعدي عن نتائج زيارة قام بها الأخير إلى مصراتة فى يوليو 2016 إلتقى خلالها بزياد بلعم ليرد الساعدي بأن معه أحد أبناء عبدالباسط غويلة مسؤول أوقاف طرابلس وناصر عثمان القطوس أحد أبرز القادة الحركيين للجماعة المقاتلة ويبلغه سلامه وكان رد الطرف الآخر بعد السلام بأن توجه بسؤال عن الوضع فى طرابلس داعياً إلى تكثيف الحراك والمظاهرات الداعمة لشورى بنغازي وحلفائهم فيها وفى عموم المنطقة الغربية .

يضيف الحرابي مشتكياً لـ الساعدي بأن الوضع الميداني فى بنغازي صعب للغاية نظراً لاستمرار الحصار البري والاشتباكات والقصف الجوي على مواقعهم اضافة لسوء حالة الجرحى ووفاتهم بسبب قلة الامكانيات ونفاذ الاكل والشراب والذخائر مادفعهم الى تناول اغذية منتهية الصلاحية مؤكداً بأن المعركة الاساسية فى بنغازي مثلما قال الشيخ الصادق الغرياني !

وفيما يبدوا أنه فشل فى مساعيهم السابقة للصلح والاستمرار فى العمل مع شورى بنغازي وحلفائهم من داعش وانصار الشريعة بسبب ظهور بوادر تأييد من زياد بلعم لحكومة الوفاق ، يطالب الحرابي الساعدي بالعمل مع بلعم ودعمه وتوجيهه ليعمل مستقلاً عن البقية لاسيما بأن الوقت بدأ ينفذ .

وبعد يومين يرد سامي الساعدي على الحرابي بأنه يتواجد فى السعودية لأداء مناسك العمرة ، ليحيطه الثاني بأن الوضع اصبح أسوأ والقصف لم يتوقف وبات أكثر دقة وبأن الجيش سيطر على منطقة قاريونس بالكامل وأن الاشتباكات باتت تدور على مشارف القوارشة وقنفودة ولم يعد امامهم الا البحر الذي لم يعد آمناً أيضاً .

 

إجتماعات مع داعش وانصار الشريعة 

تسجيل صوتي آخر وهو عبارة عن رسائل صوتية من القائد الميداني لكتيبة عمر المختار إلى آمرها زياد بلعم يتحدث فيه الاول عن وساطة قام بها مندوبون عن تنظيم داعش وانصار الشريعة بين الكتيبة ومجلس شورى ثوار بنغازي بل ورعايتهم لاجتماعات بين الطرفين بعد تفاقم الخلافات بينهما !

ويقول الحرابي بأن المبعوثين وأحدهما قيادي كنيته أبوجندل أبلغاه بأن شورى بنغازي يشترط للمصالحة مع كتيبة عمر المختار اعلان التبرأ من بلعم ومعاونه المدعو حسين وذلك فيما يبدوا بسبب تعاملهما مع حكومة الوفاق حين صرح زياد بدعمه لترشح العقيد المهدي البرغثي لمنصب وزير الدفاع بالحكومة .

يكشف الحرابي بعد حديثه مع المبعوث أبوجندل عن لقاء آخر مع قائد الشورى وسام بن حميد طالبهم فيه بالتبرأ من بلعم والا فأن كتيبة عمر المختار ستكون معزولة ولن يتم التعامل معها من قبل وسام وجماعته ، وهو ذات الامر الذي ابلغه الحرابي فى التسجيل السابق لسامي الساعدي قبل مغادرته الى دولة قطر .

يضيف أحمد الحرابي لزياد بأنه ابلغ وسام وجماعته وبحضور أبوجندل والمبعوث الآخر عن تمسكهم ببقاء بلعم ومعاونه حسين على رأس الكتيبة وبأنهم لن يتوبوا عن عملهم السابق ، اما من الناحية الشرعية فأنهم لن يتحدثوا عن الامر اكثر لانهم تحصلوا على الرأي الشرعي من مشائخ فى خارج وداخل البلاد وذلك فى إشارة منه لحديثه مع سامي الساعدي والفتوى التي أخذوها من الشيخ المغربي المتطرف عمر الحدوشي وأبوقتادة الفلسطيني !

 

 

الصراع على النفوذ .. بين التكفير والردة

تكشف تسريبات الحرابي ، عن وجود صراع على القيادة بين اجنحة الجماعات المتطرفة فى أوج قتالها الجيش فى مدينة بنغازي آنذاك ، كما يكشف ذات التسجيل عن شرط قدمه الحرابي باسم بلعم وجماعته خلال الاجتماع مع وسام بن حميد ومندوبي داعش وانصار الشريعة وهو القبول بهم على ماهم عليه لقتال العدو الصائل سوية ( الجيش ) والا فأنهم سينسحبون من المعركة التي كانت فى ذروة إحتدامها .

يتابع الحرابي رسالته الى آمره زياد بأن وسام وجماعته والاخرين يتحدثون عن حجج وشبهات ضده بسبب تواجده فى المنطقة الغربية وبأنه – أي الحرابي – رد عليهم وألجمهم ليفجر بذلك مفاجأة وهي أنهم تهربوا من الاجابة على مسألة تكفير بلعم من عدمها وعن ما إذا كان مسلماً أم لا اضافةً لتورطهم فى القاء عبوة ناسفة أمام معسكر كتيبة عمر المختار . مايشكل اليوم دليلاً قاطعاً لكل الليبيين عن ماوصل له هؤلاء من تكفير حتى بين بعضهم البعض اضافةً لتأكيد التسجيل عن أن مجلس الشورى المتحالف مع داعش وانصار الشريعة يكفر كل الحكومات والدولة الليبية بما فيها المؤتمر الوطني الذي خرج رئيسه مؤخراً وعدد من أعضائه يتفاخرون بدعمهم لهؤلاء ! .

الساعدي وقوة الردع الخاصة

تظهر محداثات من ضمن مجموعة التسريبات التي تحصلت عليها صحيفة المرصد موقف دار الإفتاء ممثلاً فى الساعدي من قوة الردع الخاصة ، ففى إحدي مجموعات الفايبر المسماة قروب الخير ، يوافق الساعدي على رأي أحد أعضاء المجموعة بأن القوة مكونة من قوات الامن الداخلى والسلفيين المدخليين ويقول نحن ” قويناهم للتصويت لنا فى الإننتخابات ، لذلك لن نلوم إلا أنفسنا . وفى محادثة أخرى عبر تطبيق آخر غير الفايبر يصف الساعدي آمر قوة الردع بـ ” المرتد ” !

ويأتي وصف الساعدي لعبدالرؤوف كارة بـ ” الردة ” فى محادثة مع المسؤول الشرعي لشورى درنة ، عضو تنظيم القاعدة مجدي الحوات  المكنى قسورة و أبومريم ، المعتقل حالياً فى سجن قرنادة التابع لقوات الجيش ، رداً على سؤال الأخير عن الوضع فى طرابلس ليجيبه الساعدي بأن ” الشيخ ” أي الغرياني قلق جداً من الوضع وبأنه يتوقع هجوماً كبيراً على تاجوراء من قبل المداخلة والمرتد كارة والمجرم غنيوة ليجيب أبومريم من درنة بأن الشباب أبلغوه بأنهم يجهزون نفسهم للضد من هذا الأمر وذلك فى إشارة منه لوجود عناصرهم فى طرابلس وتحديداً فى تاجوراء .

التنسيق بين الساعدي والمسؤول الشرعي لشورى درنة لم يقف عند هذا الحد ، فبعد إسقاط مقاتلة الطياريين عادل الجهاني ووائل الوكواك فى محيط المدينة يوم 29 يوليو 2017 ، يتلقى أبومريم رسالة إكبار من الساعدي عند إشاعة نبأ إسقاط الطائرة وأسر طياريها أحياء ويعلمه من خلالها بأن لهم صفقة دولية فى حال تم القبض على الطياريين ، ليرد أبومريم بأنه سيفتح له خط مع سعد هابيل القيادي بالمجلس وأميرهم عطية الشاعري.

يؤكد أبومريم فى رده على سامي الساعدي مقتل الطيار الوكواك وأسر الطيار الجهاني حياً ونقله إلى سجنهم ويحيطه بأن أميرهم عطية الشاعري متواصل مباشرة مع الشيخ الصادق الغرياني ويرد الساعدي بأنه يعلم ذلك ، معاتباً محدثه لأن الغرياني طلب صورة للقتيل والأسير ولم يتم إرسالها له !

تستمر المحادثات وبالعودة إلى الحرابي ، تظهر مراسلاته مع الساعدي توجهه للأخير له بسؤال طالباً الفتوى حول نيتهم قصف المدنيين فى بنغازي بواسطة مدفعية الهاوتزر لإيقاع الرعب فى قلوب من يصفونهم بالصحوات  (القوات المساندة للجيش ) وإفقادهم الحاضنة الشعبية ، يرد الساعدي عن ما إذا كان القصف سيكون بقذائف الهاون ، يتابع الحرابي متسائلاً ” : هل أفتيتهم يا شيخ ؟ .” يرد الساعدي ” : ليس بعد . أريد أن أعرف المزيد عن الوضع المتعلق بالسؤال !!!! ” .

و فى محادثة أخرى يسأل الساعدي الحرابي عن تقدم سرايا الدفاع إلى بنغازي يوم يوم 10 يوليو 2016 فى ذلك الهجوم الذي أوقع عشرات القتلى من مدنيي مناطق سلطان واجليداية ويجيب الأول بأن هناك تقدم وإنتصارات للقوات المهاجمة الأمر الذي قابله الساعدي بالتهليل والتكبير ، وفى محادثة ثالثة ، وهي ثالثة الأثافي ، يسأل الساعدي الحرابي يوم 21 أغسطس 2015 عن الوضع فى بنغازي ليجب بأن وسام بن حميد يخوض وبالاشتراك مع داعش معارك شرسة فى منطقة الصابري إلأ أن الطيران يحلق ويقصفهم بشكل كثيف ، يرد الساعدي : ربي يحفظكم  ! . موقف قد يفسر مواقف المفتي لاحقاً بفتواه الشهيرة للبنيان المرصوص بعدم قتال داعش فى سرت لكون المعركة الأم هي معركة بنغازي !

التوغل فى الجامعات 

كعادة كل الجماعات الإسلامية بمختلف مشاربها ، يعد التوغل فى الجامعات والسيطرة على إتحادات الطلبة من أولى الأولويات ، وهنا تظهر العلاقة بين الساعدي ورئيس نادي البحوث بإتحاد جامعة طرابلس ، طه حريب ، والتنسيق بينهما على لقاءات فيما يبدي الأول إهتمامه بتفعيل النشاط الدعوي فى الجامعة من قبل إتحاد طلبتها .

يؤكد حريب للساعدي فى إحدى المراسلات فى شهر مارس من سنة 2016 بأن رئيس الإتحاد وافق على أن يعطي الأخير محاضرة فى الجامعة ويضيف له فى أخرى بأنه يستعد لإقامة برنامج فيها بالتزامن مع شهر رمضان وقد لقي هذا الأمر استحسان الساعدي ، ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل يصل إلى تبادل الزيارات واللقاءات فى أحد المساجد وفيه محادثة بينهما يسأل حريب الساعدي عن موضوع يتعلق بتبديل إمام وخطيب أحد مساجد منطقة حي الاندلس !

إستضافة حريب وإبرازه عبر قناة النبأ يوم 26 نوفمبر 2016

على إثر ذلك ، يبرز إسم حريب عبر قناة النبأ فى نوفمبر من ذات السنة كقيادي طلابي وضيف متحدث فى إحدى نشراتها عن إختتام معرض أقيم فى الجامعة تحت شعار ” مسارات رواد الحياة 2030 ” !

تآمر على بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا ! 

اختطاف طاقم الامم المتحدة والاعتداء على موكبهم فى الزاوية

تشير التسريبات الصوتية وكذلك المحادثات إلى أن الساعدي يتحرك وينشط عبر شبكة مؤدلجة تمتد من درنة شرقاً إلى الزاوية غرباً ، وتظهر إحداثها حديثاً بينه وبين عضو تنظيم القاعدة مجدي الحوات المسؤول الشرعي عشية إختطاف طاقم بعثة الأمم المتحدة فى مدينة الزاوية والإعتداء على موكبهم يوم يوم 28 يوليو 2017 ويقول الأول فى المحادثة عن حادثة الإختطاف بأن لهم مطالب يريدون إضافتها نظير إطلاق سراح طاقم البعثة .

يرد الحوات المكنى أبومريم : ” سمعت عن الحادثة و سأسأل عنها الشباب هناك فى الزاوية ” . ثم يعود ليخبر الساعدي بأن المحتجزين تم إطلاق سراحهم قائلاً : ” خيرها فى غيرها ” لكن الساعدي يطلب منه التأكد مجدداً من الخبر لأن الأمر مهم ، وتنتهي المحادثة بينهما فى هذا الصدد على الرغم من أن محادثة أخرى مع شخص فى تركيا أظهرت بأن قيادات الجماعة المقاتلة خالد الشريف وعبدالوهاب قايد قد إلتقيا رئيس البعثة مارتن كوبلر فى طرابلس ويرد المتحدث من الطرف الآخر الذي لم تتضح هويته بأن شخص يكنى ” عبدو ” يطلب من الساعدي التواصل مع منير سعد مدير المركز العربي فى تركيا لتعزيز موقفهم هناك !

ختامــــــــــــــــاً…

تظهر هذه المراسلات والتسريبات الصوتية جانباً بسيطاً عن دور دار الإفتاء وقياداتها وبقايا الجماعة الليبية المقاتلة فى الإنخراط بأعمال العنف فى مدينة بنغازي وغيرها من المدن ، ليس كما هو معلوم للجميع عبر الفتاوى والتصريحات الإعلامية فقط ، بل بتحولها إلى مايشبه غرفة عمليات عسكرية وأمنية وسياسية وإعلامية تعمل على صعد مختلفة.

ليبقى ذات السؤال المُلح المطروح ككل مرة عن موقف حكومة الوفاق فى طرابلس من الدار الواقعة فى نطاق سلطتها والممولة بكافة أذرعها من خزينة الدولة الليبية ، رغم شكاوى الغرياني بشح الدعم ،  لاسيما وأنها قد أصبحت وبما لايدع مجالاً للشك طرفُُ فى الصراع له أذرع مسلحة تتخذ من الدار وقياداتها مرجعية دينية لها ، وتعرقل أي مساعي للوصول إلى تسوية سياسية فى البلاد ، وتعطل إنتعاش عجلة الإقتصاد ، كما هو الحال مع الهجمات التي شنها شورى وسرايا بنغازي ودرنة على البنية التحتية النفطية على مدار السنوات الماضية  .

المرصد – خاص

Shares