مقال رأي للكاتب والباحث السياسي فوزي عمار
كانت خطة التنظيم السري العابر للحدود السيطرة على ليبيا بثرواتها من خلال آلية تبدأ اولا بتقسيم المجتمع الليبي الي مسلمين و علمانيين ( كفار ) و تكفير كل من يختلف معهم ويمنع وصولهم للسلطة والمال وممارسة
Character assassination او مايسمى اغتيال الشخصية أي تشويه الشخص المعارض بدلا الحديث عن مشروعه.
كان الهدف المعلن للتنظيم هو أسلمة المجتمع المسلم سلميا
( و هو شعار مضحك فكيف تؤسلم مجتمع اصلا مسلم )
والهدف الحقيقي هو ان تكون ليبيا بيت مال المسلمين وتمويل التنظيم السري واغتيال الهوية الليبية واقتلاعها
من جذورها من خلال بعث هوية جديدة اسلاموية مشوهة تسهل السيطرة عليها من خلال تسطيح الفكر والتركيز علي القشور واستعمال الدين كوسيلة حتي لا يتم رفض المشروع باعتبار من يخالف المشروع ويخالف هذه الجماعة يخالف الدين نفسه .
ذلك كان الهدف اما الآلية فكانت من خلال تجنيد الشباب واللعب علي الأقل وعياً فيهم والباحث عن دور وخاصة الفاقد للهوية ومن خلال تحالفات مع مدن الجهد العالي ووعود مادية وسلطوية مع استغلال ماكنة بروباقندا إعلامية ضخمة مدعومة محليا و إقليما وبتمويل المال ذو رائحة النفط و الغاز.
كانت الخطة ( أ ) هي دخول الانتخابات والاعتراف بلعبة الديمقراطية والظهور امام العالم بالمظهر الحضاري او كما طلبت منه الدول الغربية الراعية ( خاصة بريطانيا ) التي لا تخفي دعمها لهذا النوع من الاسلام ( اسلام منزوع الدسم ) والاشارة هنا للنموذج التركي الحليف والشريك في حلف الناتو والصديق لإسرائيل .
كما أن الخطة ( ب ) جاهزة في حالة الفشل وهذا ما حدث فهذا تنظيم دولي لن يرضي إلا بنجاح الهدف كما أنهم استعجلوا الوصول الي الحكم فكان الخروج بالسلاح هو الخطة البديلة تحت ذريعة ازلام ونظام سابق وعلمانيين
و كل الخزعبلات التي أجادوها في سنوات التنظيم الثمانيين ، لتبدأ الحرب و القتل بين الأخوة الليبين .
لقد كنا نقرأ عن ميثالوجيا تقديم القرابين لإله الشر حتي عشنا انهار الدم وأهرام الجماج في حقيقة أغرب من الخيال ورأينا كهنة الموت يطلقون التمائم في دير الرهبان وصلى وكلاء الاله على جثث المبعوثين لدار السرمد .. انها حقيقة تفوق كل الأساطير.
فمهما كان الثمن هو القتل وتشريد الآلاف ودمار الوطن
فلا يهم أمام تحقيق أهداف التنظيم السري .
وما نقول إلا { ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين }
لصحيفة المرصد : فوزي عمار
29 ابريل 2018