بقلم عيسى عبدالقيوم : أحجية إسمها تقارير سلامة !

مقال رأي

إحاطة اخرى للدكتور غسان سلامة وليست أخيرة ، وكالعادة لم يخفِ فيها دعمه وإنحيازه لطرف من أطراف نزاع سياسي رغم زعم الأمم المتحدة أنها ترعاه ولا تديره وتقف على مسافة واحدة من كل أطرافه ، غير أن صاحب الإحاطة لم يقاوم رغبة رفع وتسويق أسهم من يراهن عليهم الرعاة الاصليون الذين يحركون المشهد من خلف ستارة البعثة الأممية على حساب الحقيقة والحياد والموضوعية.

أعتقد أنها المرة الثالثة التى أتسائل فيها “من يكتب تقاريرك يا سلامة”؟!..

فلا يكاد المراقب ينتهي من قراءة الإحاطة حتى يشعر بأنه أمام دعاية مفرطة للمجلس الرئاسي ، تارة عبر تضخيم أخباره متناهية الصغر كإجترار الدكتور سلامة فى إحاطة يوم أمس الخبر الذى أثار موجة سخرية على مواقع التواصل الإجتماعي.. والمتمثل فى نشر صور البساط الأحمر وطابور شرف بموسيقى عسكرية يتقدمه سلامة لإفتتاح مركز شرطة حي الأندلس !!..

وتارة عبر إغفال قضايا حساسة وجوهرية تتورط فيها حكومة الوفاق ويسقطها من حسابات الإحاطة كإغفاله ذكر مقتل أكثر من 13 ليبياً وعشرات الجرحى فى حرب المليشيات الاخيرة بطرابلس .. والتى وصفها بشكل غير مباشر فى مكان آخر من الاحاطة “بمكونات الترتيبات الامنية” فى تناقض غريب ولافت.

وفى المقابل تجد الشرح والإسهاب والدخول فى تفاصيل التفاصيل واعتماد الأخبار الضعيفة عند الحديث عن الجيش الوطني .. وهنا أيضا يتم الأمر عبر الإغفال تارة ، كإسقاطه من إحاطته الأخيرة للدور المهم والمحوري للجيش عند حديثه الايجابي عن إستقرار النفط وإزدياد معدلات انتاجه .

وتارة عبر الدعاية السلبية والضرب تحت الحزام بواسطة التلاعب بالصياغات .. حيث رصدنا فى مناسبتين على الأقل من إحاطة سلامة الاخيرة محاولته الربط بين التحذير من تحرك الجيش وإحتمال إنتهاك حقوق المدنيين !! .. فى مقابل غياب هذا التحذير تماماً عند حديثه عن صراع المليشيات رغم تعريضها لحياة المدنيين للخطر والنيل منهم فى اكثر من مناسبة  !!.

وفى المقابل هناك قوله “أناشد الحكومة والمجتمع الدولي للإسراع في تقديم الدعم للمنطقة الجنوبية” متجاهلاً تماماً ما قام به الجيش الوطني من إطلاق عملية عسكرية واسعة ودخوله سبها وحجم الترحيب الشعبي بالعملية التى تخللها نجاحه فى قتل قيادات كبيرة من تنظيم داعش .. والمريب أن كل هذا جرى قبل إحاطته بأيام بل وبساعات قليلة مما سيربك إحتمال تذرع غسان بالنسيان !.

كما أفرط المسيو سلامة بشكل مذهل ومتهور فى تسويق ما يقوم به السراج منفرداً وصياغته كما لو أنه نجاح جماعي للمجلس الرئاسي ، حيث أغفل واسقط هنا البيانات التى صدرت من بقية أعضاء الرئاسي والتى تطعن فى قانونية قرارات السراج وتصفها بالأحادية والكارثية .

كما أغفل تماماً بيان مليشيات حماية طرابلس الذي علقت فيه تبعيتها لرئيس المجلس الرئاسي مشترطة أن يكون القرار بإجماع إعضاءه فى إشارة صريحة أخرى الى تشظي القرار وانحرافه ومخالفته للاتفاق السياسي ، وهما بيانان يفترض أن لهما أثر صريح على الحالة الليبية التى يود المجتمع الدولي الإستماع الى تفاصيلها بحيادية وشفافية وموضوعية باتت تفتقدها تقارير البعثة وإحاطات سلامة.

حتى أن المتابع للإحاطات يصاب بنوع من خيبة الأمل من معاييرها المزدوجة وإفراطها فى مغالطة الرأي العام الدولي ،  ويترسخ لديه أنها مجرد منشورات سياسية منحازة ومحبوكة بواسطة صياغة دعائية لا تليق بتقارير دولية .

فأسمح لي يا دكتور غسان أن أنقل معي الى العام 2019 سؤالي القديم المُرحل من العام الماضي  : من يكتب تقاريرك يا سلامة؟!.

عيسى عبدالقيوم

19 يناير 2019

Shares