ليبيا- شدد رئيس مجلس حكماء ومشائخ مصراتة إبراهيم بن غشير على عدم ممانعة مدينته لعودة أهالي تاورغاء إلى ديارهم شريطة أن تكون هذه العودة مبنية على أسس سليمة ويكتب لها النجاح ويتحقق من خلالها التعايش السابق بين المدينتين.
بن غشير أوضح بمداخلته الهاتفية في برنامج موطني الذي أذيع أمس الإثنين عبر قناة ليبيا روحها الوطن وتابعتها صحيفة المرصد بأن تاورغاء لا يوجد فيها أسباب العيش من منازل وكهرباء ووقود وطعام وبأن الدولة في ليبيا إن كانت جادة في تحقيق المصالحة بين الليبيين فعليها أن تؤسس التصالح على أساس جبر الضرر وتهيئة تاورغاء لعودة أهلها وإن كان أهالي تاورغاء يريدون الرجوع بنية صادقة فستوفر لهم مصراتة الإمكانيات إن توفرت وستستقبلهم بشكل صحيح ومن دون عوائق لأن سكان الأخيرة يخافون الله.
وأشار بن غشير إلى إعتماد حياة أهالي تاورغاء في السابق على مصراتة لأن أرضهم لا ينبت فيها شيء ولو تم الإتيان بهم الآن فإن مصراتة ستعاني معهم مستدركاً بالإشارة إلى وجود التعايش المستمر مع تاورغاء على أمل أن تتم عودتهم بطريقة صحيحة ومن دون المزايدات الحاصلة الآن لاسيما بعد أن رفضوا بأنفسهم إتفاق العودة وساهموا بالكامل بضمنهم النساء في إيذاء مصراتة وإحتلالها فيما تعرضت الأخيرة للقصف بالصواريخ من جميع أنحاء ليبيا ولم يتحدث أي أحد عن حقوقها.
وأضاف بأن مصراتة دافعت عن نفسها ودحرت الكتائب التي جاءت لتهاجمها ولا يمكن لها الإعتذار عن ثورة الـ 17 فبراير ومقتل القذافي فالليبيين لهم الحق بالدفاع عن الثورة ، إلا أن المدينة مستعدة للمشاركة في أي إعتذارات بين الليبيين فيما لم يقدم أي إعتذار بشكل رسمي من المجلس المحلي تاورغاء عما جرى مع مصراتة فهذا كلام للإعلام فقط وعلى أهالي تاورغاء أن يقدموا الكلام الطيب في حق مصراتة بدلا من أن يشتموها وعن طريق من يمثلهم في مجلس النواب والمجلس المحلي.
ودعا بن غشير هؤلاء الممثلين إلى إعداد بيان إعتذار بشكل صحيح وتقديم نسخة منه لمجلس حكماء ومشائخ مصراتة وتغيير خطاب الكراهية إلى خطاب قرب الناس من بعضهم البعض والقول بأن مصراتة أهلهم وأبناء عمومتهم ويسكنون في جوارهم وأن لا يتحالفوا ضد مصراتة ومع أعدائها المتواجدين في المناطق التي تريد الإضرار بالمدينة التي لا تنكر مساعدة أبناء المنطقة الشرقية “الشرفاء” لها حيث ردت الجميل لهم من خلال إستضافة المهجرين من مدينة بنغازي إلى المنطقة الغربية.
وأضاف بأن عدد هؤلاء المهجرين يفوق الـ100 ألف ممن سلبت أموالهم وأعراضهم أما من بقي منهم في دياره فقد قتل ولا أحد يتكلم عنه في وقت توجد فيه مقابر في تاورغاء للمفقودين من كتائب القذافي ومن مصراتة وتاورغاء وجميع مناطق ليبيا ممن قتلوا في جرائم ولم تأتي منظمة دولية أو أناس ذو خبرة من جانب الدولة للتعامل مع هذه المقابر بعد أن تم دفن هؤلاء طريقة غير صحيحة ولم يتم الكشف عنهم.
وتطرق بن غشير إلى مطالبات بتهيئة المنطقة والبحث والتحري عن المفقودين وأن يتم الكشف عن المقابر وجبر الضرر وهي مطالب منطقية فيما لم يتشاور المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق مع مجلس الحكماء والمشائخ أو مع المجلس العسكري مصراتة حيث تم التشاور بين هذين المجلسين مع المجلس البلدي مصراتة بشأن الإتفاق الذي تم إبرامه بهدف إعادة أهالي تاورغاء إلى ديارهم والذي لم يلتزم به الرئاسي وعليه أن يتحمل مسؤولية ذلك.
المرصد – متابعات