بالفيديو | متمرد تشادي يخاطب الليبيين عبر فضائية ” ليبية “

ليبيا – إستضافت قناة النبأ الفضائية مساء السبت مسؤول  الإعلام بمليشيا ” مجلس القيادة العسكرية لإنقاذ تشاد ”  المعارض ” محمد طاهر ارديمي ” الذي أقر بوقت سابق من هذا العام بقيامهم بزراعة الألغام فى جنوب ليبيا وتوسعة المعركة فيها ضد قوات الجيش رداً على قصف الأخيرة لهم داخل الأراضي الليبية والتشادية  .

وخلال هذه الإستضافة القصيرة التي ناقض فيها الضيف نفسه وبياناته السابقة  ، نفى المتمرد التشادي بالمعارضة المتورطة فى ليبيا أي علاقة لهم بما يحدث داخل الأراضي الليبية كما نفى مهاجمتهم  معسكر اللواء العاشر التابع لقوات الجيش ببلدة تراغن .

وزعم أرديمي وهو نجل شقيق المتمرد التشادي المعارض المقيم فى قطر ” تيمان أرديمي” والمدعوم منها ، بأن  قواتهم موجودة على الشريط الحدودي بين تشاد وليبيا  فقط وهو الأمر الذي يتنافى مع إقراره السابق بوجودهم داخل الأراضي الليبية إضافة لوجود عشرات المقاطع ومئات الصور التي تثبت هذا الأمر حتى بلغ بأنجامينا بأن تقطع علاقتها مع الدوحة بسبب دعم الأخيرة لفصائل تشادية متمردة  .

وفى وقت سابق من هذا العام إتهم ” أرديمي ” الإبن  قوات الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر بأنها متحالفة ضدهم فى ليبيا وبأنها تتمتع بعلاقة ممتازة مع الرئيس التشادي ” إدريس ديبي ” الذي يصفونه بالطاغية .

لكنه ناقض نفسه فى إستضافته عبر النبأ عندما زعم بأن مليشيا أخرى معارضة للرئيس ديبي تسمى ” مجلس التوافق التشادي ” تتواجد في مناطق سيطرة الجيش بالجنوب والوسط الليبي !

كما شن هجوماً على وسائل إعلام ليبية لم يسمها ، بدعوى أنها تزج باسمهم فى الصراع الليبي زوراً وبهتاناً ودون أي موضوعية تنفيذاً لأجندة من وصفه بـ ” الطاغية ” إدريس ديبي .

تورط فى ليبيا حتى النخاع

وأقر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق مؤخرا فى عدة مناسبات وبشكل  ضمني بوجود المعارضة التشادية فى ليبيا ، وإن لم يسمها صراحة وإكتفائه بالإشارة لها كعصابات أجنبية تعبث بأمن الجنوب الليبي على خلفية الإشتباكات الدائرة بالمنطقة منذ أيام بين قوات الجيش يساندهم السكان ضد تلك الفصائل  .

إقرار جاء متزامناً مع آخر من البعثة الأممية إلى ليبيا برئاسة غسان سلامة أكدت فيه هي الأخرى وجود عصابات المرتزقة فى الجنوب الليبي أما فى مجلس الدولة الإستشاري فقد صدر بيان فقط من أعضاء الجنوب بالمجلس بينما إمتنع مكتب رئاسة خالد المشري عن إصدار أي بيان بدعوى إن تأكيد وجود التشاديين يعزز ” رواية حفتر ” وفقاً لأعضاء من المجلس تحدثوا إلى المرصد .

وعلى صعيد وسائل الإعلام ، فلطالما رفض الكثير منها الحديث سابقاً عن قوات المعارضة التشادية إبان تحالف هذه القوات مع ما يسمى بـ ” سرايا الدفاع عن بنغازي ” وبقايا قوات حرس المنشآت النفطية بقيادة إبراهيم جضران أو حتى ” القوة الثالثة ” رغم وجود ما يكفي من الأدلة التي تثبت وجود هؤلاء على الأراضي الليبية بما فى ذلك إعترافات قادتهم ومشاركتهم فى الهجمات على المرافق الإقتصادية والعسكرية الليبية وقتلهم لعشرات المواطنين الليبيين دون حسيب أو رقيب.

محمد باكير ( متوفي ) قيادي سابق فى سرايا الدفاع رفقة عدد من مقاتلي المعارضة التشادية فى محاولة تقدمهم نحو الشرق – ارشيفية

صحيفة المرصد وخلال سنتين من عمرها سلطت الضوء على المعارضة التشادية من خلال عشرات التقارير التي ترصد وجودها وتشعباتها وتوجهات فصائلها الأمر الذي طالما جعلها محل إتهام من قبل بعض الجهات بـ ” التأجيج والتدليس ” قبل أن تعود هذه الجهات ذاتها لتعترف قبل أيام فقط بوجود هؤلاء فى ليبيا . بينما أعلنت القيادة العامة إطلاق عملية عسكرية جديدة فى الجنوب لمطاردتهم وسط مساعي من حكومة الوفاق لعقد إجتماع فى المنطقة ” غير واضح المعالم والأهداف ” وهو الأمر الذي أعلن العقيد خليفة الصغير آمر الكتيبة 177 التابعة للقيادة رفضه له يوم أمس السبت مؤكداً عزمهم تطهير المنطقة أو الموت .

https://www.facebook.com/ObservatoryLY/videos/2469008113326004/

وفى هذا التقرير سنستعرض بالتسلسل الزمني تلك التقارير والوقائع التي تتعلق بهؤلاء المرتزقة الذين يستغلون الفراغ الأمني فى البلاد للإرتزاق من جهة ومحاربة نظام بلادهم من جهة أخرى والعمل بالوكالة لصالح جهات خارجية  .

تتواجد فى ليبيا عدة فصائل تشادية مختلفة إضافة لوجود معارضات أخرى بدرجات أقل من النيجر والسودان ، وفى الحقيقة دائما ما يطلق على هؤلاء إصطلاحاً إسم المعارضة التشادية فى المجمل لكنها تنقسم إلى عدة أقسام أبرزها التالي :
خارطة لتوزيع بعض فصائل المعارضة الافريقية الواردة فى التقرير – المرصد
الحركة من اجل الديمقراطية و العدالة في تشاد MDJT  

تتكون هذه الحركة بالكامل من شعب التبو – غير الليبيين –  وتأسست في جبال تيبستي وغالبية كوادرها انتقلت للعمل في جنوب ليبيا كنشطاء يزعمون انهم ليبيين وكثير منهم يتصدرون الواجهة في الجنوب وهم عناصر بارزون في هذه الجبهة و كانت الحكومة الليبية قد سجنت أكثرهم بطلب من الحكومة التشادية والتي طالبت بتسليمهم في التسعينات ، وذلك وفقاً لتقرير سابق كتبه الباحث السياسي إبراهيم هيبة  .

 القوات الثورية المسلحة من اجل الصحراء FARS 

و هي حركة تمرد مكونة بالكامل من التبو غير الليبيين و موجهة ضد حكومة النيجر ، وقعت الحركة إتفاقيات مع الحكومة النيجرية ثم انتقلت سنة2011 للعمل في جنوب ليبيا وتملك كوادر نشطة في الجنوب  منذ 2011 وكان لها دور في اتفاقية الدوحة للصلح بين الطوارق و التبو في الحرب التي شنتها جبهات المعارضة التشادية لاحتلال مدينة اوباري ثالث اهم مدن الجنوب سنة 2016  .

جبهة الوفاق من اجل التغيير في تشاد :

تتمركز الجبهة حاليا في عدة مواقع بالقرب من سبها و في عمق الجنوب في بلدة ام الارانب ،يقودها الدكتور مهدي على محمد (من شعب الكريدة احد الفروع الكبيرة لشعب الدازقرا) و الجنرال محمد نوري زعيم شهير للمعارضة التشادية كاد ان يستولي على انجامينا عام 1998 وهو وزير سابق ينتمي لقبائل اناكزة المنتمية لشعب الدازقرا ، وينحدر من الاناكزة الرئيس التشادي السابق حسين حبري .

فرضت الحكومة الفرنسية عقوبات على كلى الشخصين في منتصف 2017 ، وحسب تقرير الخبراء الدوليين فهما وثيقا الصلة بأمارة قطر ومتحالفين فى السابق مع القوة الثالثة وقد شاركت حركتهم في حرب يناير 2014 لاحتلال مدينة سبها .

 المجلس العسكري لانقاذ الجمهورية CCMSR :

وهي من كبريات حركات المعارضة التشادية ويتمركز كسابقيه في عدة مواقع بجنوب سبها، يعمل قادته على برنامج تدريبي نشط يزعمون أن لديهم قوات من الافراد تصل لاربعة آلاف فرد كما ينضم لهم المزيد من الضباط والعساكر التشاديين الذين ينشقون حديثاً عن نظام ديبي خصوصا من قومية (الدازقرا) واعادت الحركة تشكيل مجلس قيادتها مطلع السنة بمجلس مكون من 12 كادر على رأسهم ابكر شريف عيسى كأمين عام خلفا لمحمد حسن بولماي الذي اعتقلته الحكومة النيجرية مع عدد من معاونيه عند دخوله البلاد قادماً في زيارة من مواقعهم في الاراضي الليبية نهاية 2017  .

تجمع القوى من اجل التغيير في تشاد RFC :

هذا الكيان هو احد حركات المعارضة التشادية المسيطرة على جنوبي ليبيا و له مواقع في جنوب سبها و يغلب عليه الانتماء القبلي من خارج قومية (الدازقرا) و تحديداً الى القوميات التشادية المنتشرة في شرق تشاد و أهمها (الزغاوة)  التي ينتمي اليها زعيم هذه الحركة الجنرال تيمان أردمي و هو واحد من أشهر قادة المعارضة التشادية .

شغل تيمان قبل تمرده منصب مدير مكتب الرئيس التشادي ادريس ديبي الذي تربطه به صلة رحم وكاد أن ينجح التحالف الذي انشئه مع الجنرال محمد نوري في اسقاط حكم ادريس ديبي في 1998 ، تيمان ارديمي مقيم في قطر منذ قرابة 10 سنوات و يقود حركته من هناك ، شاركت مجموعته فى عدة أحداث ومعارك ليبية حتى بعض من تلك التي وقعت فى السنوات الماضية بمحيط العاصمة طرابلس  .

هذه الحركة وثيقة الصلة بحركة العدل و المساواة الدارفورية بحكم العلاقات القبلية ، تلقت الحركة ضربة موجعة إثر الاقتتال الداخلي الذي حدث بمدينة سبها بين عناصر الحركة في شهر ديسمبر الماضي و نتج عنه مقتل قرابة 10 أفراد من كبار قادة الحركة و كوادرها الميدانيين . وسيأتي هذا التقرير على تفصيل ذلك القتال  .

 حركة العدل و المساواة السودانية :

حركة تمرد سودانية أشهر من أن تُعرف ، تنتمي لقومية الزغاوة ، إنتقلت إلى ليبيا منذ سنة 2011 و منذ ذلك الحين شاركت في العديد من النزاعات الليبية كمرتزقة ، لها مواقع غير ثابتة في الجنوب الغربي لليبيا، وشاركت في الهجوم على سبها في عام 2014.

 حركات المعارضة المالية والنيجرية :

حركات المعارضة المالية والنيجرية من قبائل الطوارق – من غير الليبيين –  وهذه المجموعات قدمت من مالي وجنوب الجزائر وشمال النيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا وشمال السنغال.

استقرت هذه المجموعات في معظمها بمنطقة وادي الحياة او ما يعرف بوادي الاجال وغات وعدد كبير منها استوطن في مدينة سبها ومعظم ابناء تلك القبائل منخرطين في جماعات مسلحة تمارس الحرابة وقطع الطرق وشاركت في الكثير من الصراعات الاهلية في ليبيا كما استطاع عدد كبير منهم تزوير الوثائق الليبية.

ملاحظة : المعني فى الشقين أعلاه هم التبو والطوارق المسلحين غير الليبيين القادمين مؤخراً من دول الجوار وليس التبو والطوارق الليبيين المقيمين فى ليبيا منذ قرون ولديهم مستندات أو هويات و أرقام وطنية وإدارية بل ومنهم من يشارك حالياً فى القتال الدائر ضد المسلحين التشاديين  .

رسم توضيحي لبعض حركات المعارضة الافريقية المتواجدة فى ليبيا والدول المنحدرة منها
إقرار منهم بالوجود

فى 6 ديسمبر الماضي وبينما كانت حالة النكران من بعض الأطراف الليبية سيدة الموقف ، نعى المفتش العام لحركة المعارضة التشادية محمد شريف جاكو مقتل عدد من قادة و عناصر  جناح ” تجمع القوى من أجل التغيير ” التابع للمعارضة بما فيهم قائدها العسكري العام فى ليبيا عبدالخالق عبدالله خلال قتال اندلع بينهم حينها فى سبها .

وبحسب ما نقل عنه قادة تشاديون مقربون منه فى تصريحات ترجمتها وتابعتها المرصد اليوم فأن القتلى الذي اعلن عنهم جاكو هم ، أحمد صالح السكرتير العام لمجموعة المنشقين التي تسبب انشقاقها فى مقتلهم وعبدالكريم بوب المنسق العسكري ومساعده النور كلينون ، اضافة لعبدالخالق عبدالله القائد العام لقوات الحركة بليبيا.

المعارض التشادي محمد شريف جاكو

كما قتل كل من يعقوب زكريا حسن وعبدالحميد نور حسن وأحد الحراس أشار جاكو انهم لم يتحصلوا على إسمه قائلاً بأن جميعهم قتلوا نتيجة وقوع خلاف دامي في معسكر الحركة فى سبها بزعامة ” تيمان ارديمي ” المقيم فى الدوحة ، والذي قتل من طرفه القيادي عبدالقادر فضل صهر شقيقه ” توم إرديمي ” والقائم بأعمال الرئاسة للحركة اضافة لمقتل العقيد ” جيرو دورقايا ” المستشار ، في الحركة.

قائد الحركة المقيم فى الدوحة والمطلوب لتشاد ” تيمان إرديمي “

وأضاف ” جاكو ” بأن سبب الأزمة هو محاولة المجموعة الاولى الانشقاق عن الحركة وعندما أعلنت هذه المجموعة عن انشقاقها لجأت إلى شخص اسمه ، ناصر حامد بن جريد ، وكانت معها سيارتين ذات الدفع الرباعي ، تابعة للحركة وذلك على حد تعبيره.

وكشف بأن مسؤول الحركة المقتول ” عبدالقادر فضل ” طلب من المجموعة اعادة السيارتين الى الحركة وفشلت كل المساعي التي وصفها بالحميدة لإعادة السيارتين بطرق سلمية في مدة قرابة أسبوع من المساعي وذلك لأن المنشقين رفضوا اعادة السيارتين بأعتبارهم أو بحجة انهم كانوا جزء من الحركة وقدموا الكثير لها .

صور توضح قتلى المعارضة التشادية فى الصراع الذي اندلع بينهم فى سبها

وأشار جاكو الى أن فشل هذه المساعي أعقبها هجوم مجموعة من قوات الحركة بقيادة كل من المقتولين عبدالقادر فضل والعقيد  جيرو ضد المنشقين ما اسفر عن قتل وجرح العشرات بينهم أربع كوادر قيادية ، وعدد آخر من عناصرهم وعناصر المجموعة المنشقة عنهم !

ومن جانبه ، ندد المعارض التشادي  ” سليمان محمد أوبسكمي ” بالقتال الذي اندلع فى سبها بين المعارضين التشاديين لاجل سيارتين محملاً قائد الحركة  ” تيمان أرديمي ” مسؤولية اندلاع هذه المعركة ومقتل ” أبناء تشاد ” المسلحين فى صحراء ليبيا بينما يجلس قادتهم فى الفنادق وذلك فى اشارة منه لاقامة ” أرديمي ” فى الدوحة برعاية كريمة من النظام القطري !

تسجيل مصور تحصلت عليه المرصد للمعارض ” أوبسكمي ” يقر فيه بمقتل عناصرهم فى ليبيا ويتحدث عن ملابسات القتال بين أجنحتهم على الاراضي الليبية ! :

وفى سياق متصل ، قال محمد الداسي المعارض التشادي القيادي فى جناح ” اتحاد القوى من اجل الديمقراطية والتنمية ” أن القتلى التشاديين من جناح ” أرديمي ”  تعرضوا لعملية غدر بسبب خلافات مالية مؤكداً فقدان الحركة بعض القيادات الذين قال انهم قتلوا بدم بارد .

وحمّل الداسي ” تيمان أرديمي ”  المسؤلية مطالباً إياه بالكف عن هذه الأعمال غير الثورية بإشراك الشباب التشادي في نزاع لا ناقة ولا جمل لهم فيه داعياً بقية عناصرهم في سبها لضرورة توخي الحذر خلال الساعات القادمة وذلك على حد تعبيره !

القيادي فى المعارضة التشادية محمد الداسي
معركة الجفرة

قبل ذلك وفى 2 يونيو 2017 شهدت مدينة ودان بمنطقة الجفرة اشتباكات عنيفة بين شباب و أهالي المدينة و قوات سرايا الدفاع عن بنغازي و المتحالفين معها إيذاناً بإنطلاق معركة لإستعادة المنطقة من قبل الجيش و دارت الاشتباكات وسط و شرق مدينة ودان تزامناً مع تحرك لقوات الجيش على اطراف المنطقة و فى زلة .

فى الأثناء وبينما أدان المجلس الرئاسي ذلك التحرك من قبل الجيش ، ظهر المسلحين التشاديين كمساندين لقوات سرايا الدفاع  ، فيما أظهر مقطع فيديو أحد المرتزقة التشاديين جريحاً متأثراً باصابته فى الاشتباكات و قد قتل مواطن من ودان فى صفوف القوة المدافعة عن المدينة و يدعى محمد مختار بينما اظهرت لقطات مقتل  5 من سرايا الدفاع و المعارضة التشادية و افتكاك عربات منهم قبل ان يتم طردهم من كامل المنطقة  .

إستمرار حالة الإنكار

فى 9 يونيو وبعد أيام من إنتهاء معركة الجفرة تحصلت صحيفة المرصد على ألبوم صور من غرفة عمليات الجفرة التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة تتضمن معلومات جديدة حول المعارضة التشادية المتحالفة مع سرايا الدفاع عن بنغازي فيما أكدت الغرفة بأن السرايا دفعت للتشاديين مبلغ 12 مليون دينارنظير مشاركتهم معها فى القتال إلا حالة من الإنكار كانت لازالت مستمرة فى صفوف بعض القوى السياسية كجماعة الإخوان المسلمين أو حتى المجلس الرئاسي نفسه .

وقد بين تحليل الصور فى مرحلة لاحقة بأنها ملتقطة فى مناطق مختلفة من ليبيا منها اثناء عبورهم الحدود و منها فى الجفرة و منها اثناء الهجومات الثلاثة على منطقة الهلال النفطي بداية من الهجوم الاول فى شهر يوليو 2016 مؤكداً بأن عربات أفتكت من قوات الجيش فى تلك المناطق وجدت بحوزة هؤلاء المرتزقة ما يثبت مشاركتهم فى المعارك كما تبين وجود عدد من القيادات منهم  ” عبطل عثمان طورفي  ” والقيادي ” محمد جرو برقو ” والقيادي ” قنضاة عبطل بزيم ”وجميعهم من القيادات البارزة المطلوبة لسلطات تشاد .

بعض التمركزات

وتتمركز فلول المعارضة التشادية بحسب مصادر المرصد فى عدة مناطق منها جبال تربو وجبال بن غنيمة الواقعة إلى الجنوب منها وكذلك فى المنطقة المعرفة بـ ” فوار الـ  200 ” .

منطقة فوار الـ200 تتمركز بها فلول المعارضة التشادية

 

جبال بن غنيمة و جبال تربو

 

كما تتمركز فى منطقة أم الأرانب وتحديداً عند مشروع الشركة الصينية وهو مشروع يضم 2000 وحدة سكنية تحت الإنشاء كما أن عائلات أفراد المعارضة يقيمون بهذه الوحدات وكذلك شمالاً وتحديداً وسط البلاد فى سلسلة جبال الهروج جنوبي قاعدة الجفرة الجوية . وشهد هذا المشروع مساء اليوم الأحد إشتباكات بين الجيش يسانده الأهالي ضد هذه الفلول .

جرائم وفظاعات

عند الحديث عن المرتزقة التشاديين لا يمكن إلا التعريج على مجزرة براك الشاطئ التي نفذوها رفقة سرايا الدفاع عن بنغازي والقوة الثالثة فى مايو 2017 مخلفين خلفهم حوالي 140 قتيل وعشرات الجرحى وقد بينت لقطات كامرات المراقبة التي تحصلت عليها المرصد ووثقت الهجوم جحافل القوات التشادية مدججة بالأسلحة وهي تقتاد الليبيين داخل القاعدة إلى حتفهم ، مجزرة إستنكرها المجتمع الدولي والمحلي بما فى ذلك أطراف من مصراتة نفسها التي ينتسب أفراد القوة الثالثة لها ، بينما باركها وبرر لها العديد من قادة تيار الاسلام السياسي وحتى دار الافتاء عبر قياداتها كسامي الساعدي والشيخ الصادق الغرياني بدعوى وقف تمدد ” قوات حفتر ”     .

https://vimeo.com/270551178

كما لا يمكن أيضا على ذكر الفظاعات إلا الحديث عن مشاركتهم فى كل مرة فى هجمات جضران على المرافق النفطية وتركهم للجثث خلفهم كما فى هذا المقطع.

https://vimeo.com/275420009

فى هذا الصدد يشهد كل من وقع تحت أيديهم سواء من عسكريين أو مدنيين بوحشيتهم وعدم إكتراثهم لا للمرافق المدنية ولا الإقتصادية ولا لحياة البشر .

https://www.facebook.com/ObservatoryLY/videos/175742573362921/

هم متوحشون بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى ، هذا ما يقوله كل من عرفهم عن قرب فى ساحات القتال والمواجهة ضدهم وضد حلفائهم أو أُختطف على يدهم كما فى حالة المواطن محمد إبراهيم الزيداني.

فى 26 مارس 2017 وعقب أحد الهجمات الفاشلة لقوات جضران وسرايا الدفاع على منطقة الهلال النفطي أصيب عدد من عناصر المعارضة التشادية  ، وعند مداهمة إحدى القوات الأمنية لمستشفى الجزيرة لجراحة العظام فى منطقة يدر بمصراتة بعد ورود معلومات عن جرحى أجانب مشبوهون ويتواجدون به عثر عليهم مصابين وبحوزتهم ملابس عسكرية قام التشاديين بإخفائها بين ملابسهم كما عثروا على مبالغ مالية تقدر بـ 4000 دينار ليبي فى حوزة كل منهم ليتضح بأنهم يرقدون بمعية قوات السرايا وقد تم إعتقالهم لاحقاً  .

من هم ومن يقف خلفهم ؟

فىي مطلع ونيو الماضي برز إسم القيادي التشادي المتمرد تيمان أرديمي الى الواجهة مجدداً عندما استهدف سلاح الجو الليبي معسكراً يأوي عناصره فى منطقة أم الارانب جنوبي ليبيا وفقاً لآمر ركن الجوية اللواء محمد المنفور .

الا ان أرديمي لم يغادر الساحة الليبية ولايزال يصر على تعزيز تواجده فيها تارة بقتاله ضد الجيش التشادي انطلاقاً من الاراضي الليبية وتارة أخرى مع سرايا الدفاع عن بنغازي عبر مشاركته البارزة معها فى هجومها الدامي شهر مايو 2017 على قاعدة براك الشاطئ ثم مطار تمنهنت واخيراً بقوة قوامها 80 سيارة شارك بها مع قوات جضران التي هاجمت الموانئ النفطية وتمركزت بها يوم 13 يونيو فى مينائي السدرة ورأس لانوف قبل أن تمني بهزيمة نكراء .

حينها  أعلن رئيس مؤسسة النفط مصطفى صنع الله حالة القوة القاهرة بالموانئ ووقف التصدير الى حين طرد هذه العصابات التي وصفها بالمارقة والمجرمة المتحالفة مع بعضها البعض إلا أن ذلك لم يدفع الرئاسي إلى الإعتراف بمسألة مشاركة القوات التشادية فى الأحداث.

مشاركة أرديمي البارزة مع جضران دفعت الاخير الى الادعاء بأن المقاتلين من ذوي البشرة السمراء الذين يقاتلون فى صفوفه هم من قبيلة التبو الليبية ، وهو الامر الذي نفته القبيلة على لسان زعيمها سلطان احمد متوعدة جضران بالملاحقة لزجه باسمها فى حربها السياسية ضد آخرين .

من هو تيمان أرديمي؟
المتمرد التشادي المعارض المقيم فى الدوحة والمطلوب لتشاد ” تيمان إرديمي “

ولد أرديمي فى شمال شرق تشاد سنة 1955 وتدرج فى حياته العملية حتى شغل منصب مدير مكتب الرئيس التشادي إدريس ديبي قبل ان ينشق عليه ويقود تمرداً سنة 2008 كاد من خلاله اسقاط نظام ديبي بوصول قواته الى مشارف القصر الجمهوري فى انجامينا قبل ان تتدخل كل من باريس وطرابلس لصالح النظام التشادي ضد أرديمي الذي غادر البلاد بعد هزيمته وإستقر به المقام فى العاصمة القطرية الدوحة قبل ان يعيد أنشطته بعد سنة 2011 الى اليوم مستغلاً وحلفائه الفوضى والفراغ الحاصل فى ليبيا .

وفى 3 ابريل الماضي ، قالت صحيفة الوحدة التشادية الناطقة بالفرنسية أن عدد المعارضين التشاديين داخل مختلف مناطق أراضي جنوب ليبيا بلغ حينها 11,000 رجلاً موزعين على ستة حركات مسلحة من بينها قوات مليشيا اتحاد قوى المعارضة ، بقيادة تيمان أرديمي ، المقيم فى قطر وهي أحد اكثر المليشيات التشادية تسليحاً وعدداً وتعرف اختصاراً بفصيل ( UFR ).

وتأتي هذه الضربات عقب أقل من أسبوع عن هجوم شنته سرايا الدفاع عن بنغازي مدعومة بفصائل تشادية على قاعدة تمنهنت الجوية فى محاولة اعتبرت بأنها محاولة لتكرار مجزرة قاعدة براك الشاطئ فى مايو 2017 .

وكانت تشاد قد اعلنت السنة الماضية قطع علاقاتها بدولة قطر متهمة اياها بضرب امنها واستقرارها عبر دعم فصائل تشادية معارضة مسلحة فى كل من ليبيا والسودان والنيجر وقد ردت الدوحة على القرار التشادي بالمثل .

وفى 24 اغسطس 2017 قال وزير الخارجية التشادي إبراهيم حسين طه إن قطر تقوم بأعمال تهدف لزعزعة الاستقرار في تشاد انطلاقا من ليبيا ، مشيراً إلى ان هذا مادفعهم لقطع العلاقات مع الدوحة .

وأشار طه إلى أن قطر تأوي جماعات مسلحة معادية لتشاد، لافتاً إلى أن هذه الجماعات متواجدة في ليبيا وفنادق قطر والدوحة توفر لها الدعم المادي واللوجيستي بحسب قوله.

وزير الخارجية التشادي إتهم قطر بالوقوف وراء العمليات التي تقع على الحدود التشادية الليبية، مضيفاً :” تشاد مرت بسنين من الحروب وبدأنا في بناء الدولة إلا أن تصرفات قطر تقوض الاستقرار في منطقتنا”.

من جهته قال راديو فرنسا الدولي ان تيمان أردمي وانشطته فى ليبيا تعد سبباً من أسباب التوتر بين أنجامينا والدوحة الداعمة لهذا الفصيل المعارض الذي يحمل صاحبه توجهاً إسلامياً متماشياً مع توجهات النظام القطري .

وفى تطور خطير على صعيد متصل ،  حذر القيادي فى مليشيا مايسمى ” مجلس القيادة العسكري للانقاذ الجمهورية المعروف إختصاراً باسم CCMSR ” أحد أقوى فصائل المعارضة التشادية محمد الطاهر أرديمي من إستمرار التعرض لقواتهم فى ليبيا .

وقال محمد وهو نجل شقيق تيمان أرديمي ، عبر صفحته على فيسبوك يوم 26 أغسطس الماضي إن أي جهة معادية للشعب التشادي وخاصة ماوصفها بـ ” مليشيات الكرامة ” يجب أن تتوقف وأن لاتحاول محاولة إختبار عزم قوتهم .

وأضاف معتبراً بأن ماوصفها مجدداً فى منشوره بـ” مليشيات الكرامة ” تعلن الحرب ضد الشعب التشادي عبر تحالفها مع نظام  ” الطاغية إدريس ديبي ” الذي قال أنه يقتل شعبهم بشتى الطرق .

أرشيفية

وتابع : ” إن الحرب النفسية التي تشنها مليشيات الكرامة عبر وسائل الإعلام لشيطنة المعارضة التشادية بعد فشل هذه المليشيات فى تحقيق أي إنتصار سوى إرتكاب المزيد من المجازر المروعة ضد سكان بنغازي ودرنة ونهب ممتلكاتهم وقتل النساء والأطفال وتشريدهم داخل ليبيا وخارجها لن تجدى نفعاً ” .

وتوعد أرديمي الإبن الجيش الليبي بأنه وإن قرر هذا الجيش المواجهة معهم سوف يجد اسوداً كواسر أمامه لا يهابون الموت وقال : ” حرب العصابات في الصحراء المفتوحة يزلزل كيانكم ويشتت شملكم وسنذيقكم أشد بأساً واشر تنكيلاً ” .

ووصف القيادي التشادي المعارض الجيش الليبي بأنهم ”  جرذان ” محذراً من أن اي تحالف مع قوات الرئيس ديبي لضرب المعارضة سوف يجعل من الجيش الليبي في مرمى نيرانهم بصورة مباشرة ويفتح باب حرب إستنزاف طويلة الأمد.

وعن الإشتباكات التي دارت فى أغسطس الماضي بين الجيش التشادي ومليشيات المعارضة زعم أرديمي فى منشور آخر نجاحهم فى إفتكاك عشرات العربات التابعة للجيش التشادي بعدما وقعت فى حقل الغام عندما زحفت نحو منطقة ” كوري بقوري ” القريبة من ليبيا عبر طريق ” كوري زو ” في عملية التفاف وصفها بالفاشلة لمهاجمة قواتهم من ناحية النيجر ومن ثم الدخول إلى الأراضي الليبية .

وختم منشوره قائلاً بأن قوات ديبي حاولت مهاجمتهم من الخلف عبر الاراضي الليبية قبل أن تقع فى حقل الالغام الذي تحدث عنه وذلك فى إشارة منه لزراعتهم الالغام داخل أراضي ليبيا لمنع أي ملاحقة قد تطالهم من قبل الجيش التشادي .

محمد حكيمي .. سفاح آخر

وليس أرديمي وحده على ساحة معركة التشاديين فى الأراضي الليبية رفقة مساعده وذراعه الأيمن محمد آدم ، فهناك أيضاً رجل المعارضة القوي ، القائد الميداني ، محمد حكيمي الذي يقود فصيلاً آخراً من أقوى فصائل المعارضة بعد فصيل تيمان أرديمي وتشير المعلومات إلى تواجده حاليا فى ضواحي سبها الجنوبية بعد إن إنسحب لها إثر مشاركته فى هجوم يونيو الماضي رفقة قوات جضران على منطقة خليج السدرة ويعد هذا الشخص الأكثر وحشية بين كل هؤلاء إضافة لإمتهانه تهريب البشر والمخدرات والوقود وغيرها من الأنشطة  .

القيادي التشادي المعارض محمد حكيمي – المرصد – خاص

 

إستنفار

وأعلنت القيادة التشادية من جانبها الإستنفار على الحدود مع ليبيا وعززت وجودها العسكري هناك بكتائب من الجيش مدعومة بطائرات مقاتلة تحسباً لأي هجوم على أراضيها قد يعقب العمليات القتالية للمعارضة التشادية فى الاراضي الليبية والتي تتحصل من خلالها فى كل مرة على أسلحة و أموال طائلة تستخدمها فى محاولة إسقاط نظام الرئيس إدريس ديبي .

وكانت المعارضة التشادية أعلنت في العام 2010 أنها تشترط حضور قطر كضامن سلام في الاتفاق مع الحكومة المركزية، وقال المفتش العام للمعارضة التشادية محمد شريف جاكو آنذاك إن «المعارضة التشادية طلبت ضمانات دولية وإقليمية من أجل تحقيق سلام في الدولة التشادية، ومن بين تلك الضمانات حضور دولة قطر كضامن لعملية السلام».

وفي 22 مارس 2013 أعلن ما يسمى باتحاد قوى المقاومة، حركة التمرد التشادية الكبيرة التي أوقفت القتال بعد اتفاقات السلام الموقعة بين تشاد والسودان في 2009، استئناف التمرد المسلح ضد الرئيس ادريس ديبى، وقال تيمان إرديمي من مقر إقامته في الدوحة: ” قررنا استئناف النضال، النضال المسلح بالتأكيد ” .

وبالعودة الى وزير الخارجية التشادي حسين ابراهيم طه فقد طالب قطر بطرد زعيم المتمردين تيمان إرديمي الذي يقيم في الدوحة منذ نهاية عام 2009 متهماً اياها بزعزعة استقرار تشاد عبر ليبيا وهو الامر الذي لطالما إتهمت به أنجامينا جارتها الشرقية الخرطوم بالانخراط فيه أيضاً وأدى الى ازمات دبلوماسية بين البلدين كادت ان تتحول فى عديد المرات الى صدامات عسكرية .

وفى ضوء هذا الصراع بين الحكومة التشادية ومعارضيها ، لم يعد خافياً انخراط الدوحة فيه بشكل كامل عبر اتخاذ الاراضي الليبية منطلقاً لعمليات عسكرية وحروب بالوكالة ضد بلد جار متحالف مع غريمتها باريس العدو الأول للفصائل المرتبطة بالقاعدة فى ليبيا  ، وهو ما قد يفسر ربما سبب مشاركة هذه الفصائل التشادية المعارضة المتهمة من حكومة تشاد بتلقي الدعم من قطر فى القتال بصفوف اطراف ليبية كمليشيات سرايا الدفاع عن بنغازي وغيرها من القوى الاسلامية التي تحظى بدعم سياسي وإعلامي ومالي من أجنحة وأحزاب وجماعات وقنوات تيار الاسلام السياسي فى ليبيا كان آخرها قوات ابراهيم جضران .

لقطات ارشيفية لمشاركة فصائل المعارضة التشادية فى معارك جرت فى ليبيا سنة 2017 ضد الجيش الليبي فى مناطق الجفرة وخليج السدرة

يبدوا لافتاً أيضاً أن تسمح قطر لزعيم فصيل مسلح بإعلان الحرب ضد النظام القائم في بلاده انطلاقاً من أراضيها وهو مايراه مراقبون سبباً من الاسباب التي دفعت الرئيس التشادي ادريس ديبي حليف فرنسا الهام والتاريخي فى المنطقة لمقاطعة قطر وسحب سفارة بلاده منها وطرد سفارة الدوحة من انجامينا عقب الاجراءات التي اتخذتها السعودية العربية والامارات والبحرين ومصر والحكومة المؤقتة فى ليبيا ، وفى المحصل فأن النتيجة هي أن الاطراف المحلية المتحالفة مع المعارضة التشادية جعلت من الأرض الليبية ساحة لحرب إقليمية بالوكالة  .

وفى أزمة قطر آثرت حكومة الوفاق إتخاذ ” الحياد ” بينما أعلن وزير خارجية الدوحة محمد آل ثاني فى لقاء مع مجلة جون أفريك الناطقة بالفرنسية ان الحكومة الشرعية فى ليبيا تقف لجانب موقف بلاده فى ” الحصار ” المفروض عليها من الرباعي وذلك فى اشارة للرئاسي وحكومته مؤكداً دعم بلاده لمتطرفين ومسلحين فى أفريقيا ولكن عن طريق الخطأ !  .

المرصد – خاص 

بعض المراجع و الأخبار الأرشيفية والتصريحات المتعلقة بنفس الموضوع من المرصد ، إضغط للإطلاع :

بالفيديو | آمر الكتيبة 177: مسلحي المعارضة التشادية سيدفعون ثمن تطاولهم على الليبيين في الجنوب

إشتباكات عنيفة بين مسلحي المعارضة التشادية والجيش التشادي قرب الحدود مع ليبيا

كتيبة سبل السلام تنعى شخصين من منتسبيها سقطوا بمواجهة المعارضة التشادية في الجغبوب

 

 

 

Shares